FINANCIAL TIMES

وداعا لعصر الزوجات المهنيات .. دورهن غير جذاب

وداعا لعصر الزوجات المهنيات .. دورهن غير جذاب

يبدو أن ميلانيا ترمب تمتنع عن الانخراط في محاولة دونالد ترمب لإعادة انتخابه هذا العام، في الحقيقة منذ مغادرتها البيت الأبيض، انسحبت السيدة الأولى السابقة من المشهد العام، ليبدو ذلك كأنها تختبئ، كما ذكرت "واشنطن بوست".
من لا يرغب في الاختباء؟ فدور الزوجة المهنية دور غير جذاب تماما، حيث يبدو كأنه دور آت من عصر آخر، يحكم عليه من خلال الديكور الداخلي، ووجبات الغداء الخيرية وفرص التقاط الصور، إذا لم تستمتع ميلانيا بحياتها عندما كانت السيدة الأولى، ويبدو ذلك فعلا، فلم ستعجبها فرصة تكرار ذلك؟
لم يتبق كثير من الوظائف التي من المتوقع أن تؤدي فيها الزوجات دورا مهما، لكنه دور غير واضح المعالم وغير مجز في حياة شركائهن المهنية. يتجلى ذلك في العائلات الملكية وعالم السياسة، لكنه موجود في عالم الأعمال أيضا، إذ قد تطمس متطلبات بعض المناصب التنفيذية الحدود بين الحياة الشخصية والمهنية، وقد يجعل ذلك الشريكات يعملن كمديرات شبه ترفيهيات ومضيفات لشركة لم توظفهن.
يستمتع بعضهن بالأضواء، شاهد كيف تروج لورين سانشيز لشركة خطيبها جيف بيزوس للصواريخ، حينما تصورها آني ليبوفيتز لمجلة "فوج"، أما البعض الآخر فيؤدين واجباتهن تحت إكراه أقوى، تصف مذكرات باربرا أميل حياتها مع كونراد بلاك الخبير المالي سيئ السمعة، وإقامة الحفلات لمعارفه الشهيرين "بأنها مزعجة وغير مرغوبة، فالمناسبات مروعة، إذ يتجول فيها عدة مئات من الأشخاص في أرجاء منزلنا للقاء بعضهم وإلقاء التحايا وإطلاق الأحكام على ذوقنا من انعدامه".
لا يوجد تدريب رسمي لهذا النوع من الحياة ولا التدقيق الذي يأتي معها. أشارت شركة الاستشارات الأمريكية "آر إتش آر إنترناشونال" مرة إلى أن أي زوجة لرئيس تنفيذي قد يرغب في إجراء اختبار مايرز بريجز لأنماط الشخصيات استعدادا لذلك، لكن من غير الواضح كيف ستفيدك معرفة ما إذا كانت شخصيتك من نمط آي إن إف جيه "المحامي" أو إي إس تي بي "رائد العمل".
اتبعت كوليت يونج، زوجة لاري يونج الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة دكتور بيبر سنابل، نهجا عمليا أكثر، إذ أنشأت في 2005 شركة تدعى إكزيكوميت تقدم تدريبا لزوجات المسؤولين التنفيذيين، تضمنت النصائح التحلي بموقف إيجابي بشأن الانتقال من موقع السكن.
من المفترض أيضا أن يكون للزوجات المهنيات تأثير محسن في شركائهن، كما لو كان ما سبق غير كاف، وتزعم دراسة شهيرة صدرت في 2012 من المكتب الوطني للأبحاث الاقتصادية أن الرؤساء التنفيذيين غير المتزوجين اتخذوا قرارات أكثر قسوة وعملوا في شركات ذات أسعار أسهم أكثر تقلبا من نظرائهم المتزوجين.
يعزز البحث فكرة: أن السكينة الزوجية تساعد على الحياة المهنية، وهي الفكرة التي تحب السياسة استغلالها أيضا. خذ في الحسبان سارة براون، التي استخدم حزب العمال البريطاني لطفها لتغطية حرج جوردون براون رئيس الوزراء، أو ميشيل أوباما التي ساعد تقبل العامة لها على كسب الأصوات الانتخابية لزوجها باراك.
تتمثل وظيفة هؤلاء النساء في أن يكن أمهات وزوجات ورفيقات مساعدات للرجل العظيم، كما كتبت آيرين كارمون مرة عن آن رومني، زوجة ميت المرشح الرئاسي الأمريكي. أما وظيفة الأزواج فهي الحديث عن مدى تقديرهم لزوجاتهم، تبدو تلك مكافأة ضئيلة مقابل وظيفة صعبة، وقد يكون الأمر في الأسر -التي يعمل فيها كلا الزوجين- مشحونا أكثر.
لا يبدو أنه ينظر لأزواج السياسيات أو الرئيسات التنفيذيات باعتبارهم قيما محلية بالطريقة نفسها تماما، فعلى سبيل المثال: خف الاهتمام العام "بالسيد الثاني" زوج كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، ونادرا ما ظهر يواكيم زاور، أستاذ الكيمياء النظرية وزوج أنجيلا ماركل، المستشارة الألمانية السابقة، في العلن مع زوجته.
لكن قد تتعرض الشريكات اللاتي تحاولن الابتعاد عن الأضواء للضغط. أعادت مجلة "تاتلر" العام الماضي نشر صورة تألقت فيها فيكتوريا ستارمر، زوجة كير ستارمر قائد حزب العمال، بينما أشارت المجلة باستحسان، إلى "شعرها الداكن اللامع" و"قوامها الممشوق"، كما أشارت أيضا إلى أن عددا من أعضاء البرلمان من حزب العمال لم يلتقوها من قبل. المعنى واضح بالنسبة إلي، قد تقدم فيكتوريا مساعدة لحملة زوجها لرئاسة الوزراء فقط إذا تقدمت أمام العلن.
ربما يساعد عزوف ميلانيا ترمب، وفيكتوريا ستارمر، على أداء أدوار كبيرة ومواجهة للجمهور في حملات أزواجهن السياسية على تغيير التوقعات المجتمعية بشكل أوسع، كما ستجعل العوامل الديموغرافية العمر الذي يتزوج فيه الأشخاص يرتفع، وكذلك عدد من يبقون عزابا. الرئيسة التايوانية تساي إنج ون غير متزوجة، ومارك روت رئيس الوزراء الهولندي، وفي الهند يصف مؤيدو ناريندرا مودي رئيس الوزراء عزوبيته بأنها دليل على إخلاصه للدولة.
في النهاية، قد يكون العزاب، لا الزوجات، هم من سيوجهون الضربة القاضية لدور الزوجة المهنية القديم.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES