عقاريون: أسعار الأراضي في الرياض دخلت مرحلة "الانخفاض" .. والوحدات تستأثر بالنصيب الأكبر
أجمع عدد من المختصين في المجال العقاري أن الانخفاض الذي تشهده أسعار الأراضي والإيجارات خلال هذه الفترة في الرياض يمكن وصفه بحالة "استقرار" قد تمتد لبضعة أشهر، لكنهم أكدوا في المقابل أن الانخفاضات المسجلة تبقى "طفيفة" وغير "نوعية". وأرجع العقاريون الانخفاض المسجل في أسعار لأراضي إلى زيادة العرض في المرحلة الراهنة يقابله قلة في الطلب، مشيرين إلى أن ذلك يعود إلى عديد من الأسباب والتي من أهمها التباطؤ في نمو القروض والأنشطة العقارية جراء الأزمة المالية العالمية التي أجبرت عديدا من الشركات العقارية على إعادة النظر في سياستها الخاصة بالمشاريع المعلنة.كما عمدت إلى البحث عن الكفاءات لتعزيز الموارد البشرية، وتعديل استراتيجيات النمو لمواجهة ما يحصل في السوق العقاري في الفترة الحالية.
وبين العقاريون أن أسعار الفلل وشقق التمليك قد انخفضت، وهذا يعود إلى الكثير من المبررات التي تؤكد انخفاض أسعارها بسبب نزول أسعار مواد البناء وزيادة العرض مقابل عزوف من المشترين لقناعتهم بأن أسعارها ستعود إلى ما كانت عليه قبل الارتفاعات في أسعار الأراضي ومواد البناء.
وقال عبد العزيز العيسى مستثمر عقاري إن السوق العقارية تمر بفترة استقرار على أسعار الأراضي، يقابلها انخفاض في أسعار الفلل وشقق التمليك، خاصة أن هناك عديدا من المواطنين الراغبين في شراء الفلل أو شقق التمليك، يشترونها عن طريق التقسيط سواء عن طريق البنوك أو شركات التقسيط والتي تطبق التثمين، مما يجعل هناك انخفاضا في أسعارها بسبب نزول أسعار مواد البناء، واستقرار الأراضي ويصل الانخفاض إلى 25 في المائة.
وبين العيسى أن الخسائر الفادحة لمستثمري العقار الحاليين من أصحاب الفلل الجاهزة أو شقق التمليك .. الذين تضرروا من ارتفاع أسعار الحديد قبل خفضه.. ستجعل لهم منافسين .. وسيضطرون معها للخروج بأقل الخسائر.
وتوقع محمد الأحمد، مستثمر عقاري في جنوب الرياض، انخفاض أسعار الإيجارات السنوية للفلل والشقق السكنية في الرياض وتكاليف البناء خلال الشهرين المقبلين، مشيرا إلى أن انخفاض أسعار الحديد واستقرار أسواق العقار في الرياض أبرز الأسباب التي تدعم هذا التراجع.
وقال الأحمد إنه لا يمكن تقدير معدلات التراجع، فيما يلاحظ أن الأيام القليلة الماضية شهدت إبرام الكثير من العقود مع مقاولين لبناء المساكن مع انخفاض تكلفة "حديد التسليح"، أو إكمال بناء بعض الفلل التي توقف البناء فيها مع الارتفاعات التي شهدتها أسعار الحديد موضحا أنه يجب أن يركز القطاع السكني خاصة على المباني ذات الأسعار المنافسة التي تناسب أصحاب الدخول المتوسطة، موضحا أن أسعار الفلل قد بدأت في النزول مع إعلان شركات الحديد خفض أسعارها واستقرار أسعار الأراضي.
وأشار محمد الدوسري صاحب مكتب الثماد العقاري في شمال الرياض إلى أن بعض العقاريين المتضررين من بناء مشاريعهم أثناء ارتفاع أسعار "حديد التسليح" قد يخسرون بسبب الانخفاض المفاجئ لسعره الذي أربك بطبيعة الحال حركة السوق، وقال إن كثيرا من أصحاب الشقق والفلل السكنية الذين يقومون بتأجيرها لم يتعرضوا لمخاطر الأزمة العالمية رغم حدوث ذلك فعليا في كثير من أسواق العقار الخليجية المجاورة. وحول احتمالية تأثر أسعار أراضي الفضاء بالمتغيرات الخارجية أوضح أن تراجع الأسعار سيكون محدودا، نظرا لارتفاع كميات الطلب مع انخفاض تكلفة البناء.
وبين الدوسري أن تراجع أسعار الحديد من منطقة قاربت 5700 ريال إلى سعر1900 ريال أمر يدعو للتفاؤل فيما يخص قطاع المقاولات، وسيسهم في انخفاض أسعار الفلل بعد أن وصلت إلى أسعار مبالغ فيها، لافتا إلى أن الأزمة العالمية وتراجع أسواق العقارات في كثير من دول العالم لا بد أن يؤثرا في نهاية الأمر على السوق المحلية، مشيرا إلى أن تجار العقار الذين عمدوا إلى شراء "حديد التسليح" عند أسعار مرتفعة قبل الانخفاض قد يتضررون جراء تراجع الأسعار مستقبلا.