غياب التخطيط الاستراتيجي أخفى معالم الأندية الصغيرة ودهورها

غياب التخطيط الاستراتيجي أخفى معالم الأندية الصغيرة ودهورها
غياب التخطيط الاستراتيجي أخفى معالم الأندية الصغيرة ودهورها

هل يكون اللاعب غازي الخشرم لاعب نادي التضامن في رفحاء، الرئيس المقبل للنادي بعد 30 عاما من أول يوم دخل فيه النادي عام 1399 هـ. كيف سيدير النادي فيما لو اعتلى المنصب؟ غازي الذي خاض تجربة احترافية في نادي الطائي على مستوى الدرجة الممتازة يتمتع بخلفية رياضية كبيرة دعمها بكثير من الدورات والخبرات، لكن كثيرين يستغربون من عدم الاستفادة منه بالشكل الأمثل.
"الاقتصادية 2" زارت الخشرم في منزله في رفحاء، والتقت به وسط أبنائه، ودار معه حديث طويل حيث سألته في البداية: أنت من اللاعبين الذين خدموا التضامن لسنوات ولك شعبية كبيرة في المحافظة ويعول عليك كثير من أبناء المحافظة في النهوض بالنادي بحكم خبرتك الرياضية، لماذا لا تترشح لرئاسة التضامن؟ فقال: أولا ارتباطي العملي يمنعني من الترشح لرئاسة نادي التضامن، حيث أعمل مشرفا تربويا وعضوا في المجلس البلدي في المحافظة ومكلف من قبل اتحاد كرة القدم لاختيار لاعبين بين الحين والآخر لمنتخبات الوطن السنية لمنطقة الحدود الشمالية والجوف وبالتالي لا يمكني ذلك.
كان الجواب مملوءا بالدبلوماسية وهو ما دفعني إلى التعمق في السؤال فقلت لغازي الذي بدا محاطا بأبنائه: يبدو أن لك رأيا خاصا حول رئاسة الأندية الصغيرة وفي المناطق النائية تحديدا؟ فقال: أعرف إنها حمل ثقيل، وهناك أسباب كثيرة طاردة لعل من بينها أسباب مادية وبشرية، الأكيد أن الوضع غير جيد ويحتاج إلى تعديل. قلت له هل تعتقد أن هناك أسبابا تمنع بعض أندية الشمال من الوصول إلى درجات أعلى خاصة في كرة القدم في محاولة مني لجره إلى الحديث عن ناديه؟ فقال: هناك عدة أسباب تحول دون تقدم الرياضة في الشمال ومنها عدم وجود منشآت رياضية تملكها أندية الشمال التابعة لرعاية الشباب،عدم وجود منشآت مدرسية تابعة لوزارة التربية والتعليم، قلة المخصصات المالية للأندية، الإقبال الضعيف على ارتياد الأندية من قبل اللاعبين والإداريين واللاعبين السابقين وأعضاء الشرف، ولا يوجد تخطيط استراتيجي من قبل متخصصين للنهوض بالرياضة في المناطق التي تحتاج إلى رعاية خاصة في البنى التحتية لجميع الأندية التي تعاني نقصا شديدا في البنية التحتية، وهذا أثر على شريحة كبيرة من محبي الرياضة ومرتادي الأندية، هذه الأسباب التي أشرت إليها أعتقد من وجهة نظري أدت وبشكل كبير إلى تأخر الرياضة في الشمال وقللت من إمكانية مقارعتها لأندية المملكة الأخرى.

#2#

حول وضعية نادي التضامن تحديدا سألت الخشرم وهو اللاعب القديم ذو الرؤية الفنية عن جلب عدد من اللاعبين من خارج المحافظة ليمثلوا النادي، فقال: أعتقد أن هذا السؤال يفترض أن يوجه إلى إدارة النادي والجهاز الفني. أما إذا قلت لي لو كنت مدربا للنادي هل تستعين بهؤلاء اللاعبين؟ سأقول "لا". يمكن أن أعتمد على لاعب واحد أو اثنين أما أن يصل العدد إلى نصف اللاعبين فهذا صعب ويكلف النادي ماديا ويصبح عامل طرد للاعبي المحافظة وبالتالي ينعكس الأثر على نتائج النادي وهذا تحقق فعليا حيث لم يحصل النادي على بطولة المنطقة منذ أربع سنوات في ظل وجود هؤلاء اللاعبين وتطبيق هذه السياسة.
الخشرم خاض تجربة ثرية مع نادي الطائي يقول عنها: انتقلت عام 1412هـ إلى نادي الطائي وكانت تجربة ناجحة ،حيث مثلت الطائي في أول موسم لي معه وأصبحت أحد العناصر الأساسية بين كوكبة من نجوم الطائي البارزين أمثال" أبناء الصقري وليد وخالد، والدعيع، وإبراهيم البكر، وخالد المرشدي، وجايز الشمري، وخليل المصري، وغيرهم، وفي الموسم الثاني قدم لي نادي الاتحاد عرضا مغريا للانتقال إليه بعد طلب من المدير الفني للاتحاد في تلك الفترة السويدي "كولمان" لكن لم نصل إلى اتفاق. حيث استمريت مع الطائي لثلاثة مواسم، ومن المباريات الجميلة التي شاركت فيها خلال تلك الفترة فوز الطائي على الهلال في عام 1412هـ وكان وقتها الهلال حاصلا على بطولة آسيا وقد فزنا عليه 3/2 ذهابا وإيابا 1/0 سجلت أحد الأهداف في المباراة الأولى. واعتبر تجربتي مع الطائي من أفضل محطاتي الرياضية، حيث استفدت منها فيما بعد في مجال التدريب وحصلت على عدة دورات داخل المملكة وخارجها.
كان للخشرم رأي حول تكريم اللاعبين السابقين، وعندما سألته عن ذلك قال: التكريم يتم حسب إمكانات النادي، وقد تم ذلك بعد أن أصبحت مدرب النادي الحاصل على أول بطولة له في تاريخ النادي عام 1420هـ. وحقيقة نقدر وضع الأندية وإمكاناتها لأنها لا تستطيع القيام بتكريم من سبق أن شارك في النادي، ولكن إذا كان هناك أي مناسبة نأمل من أندية الشمال أن تستغلها بتكريم من خدم النادي في شتى المجالات.

الأكثر قراءة