دفء يتدفق من "روضة خريم" .. والتريليون الأول حكاية

دفء يتدفق من "روضة خريم" .. والتريليون الأول حكاية

كان يوم أمس الإثنين دافئا في الرياض وجل المناطق السعودية، في الحقيقة إنه إضافة إلى اعتدال أجواء الطقس خلال اليومين الماضيين، فإن دفئا آخر منبعثا من روضة خريم مقر إقامة ملك البلاد, كانت دفقاته أكثر تأثيرا في نفوس السعوديين الذين اطمأنوا أكثر من أي وقت مضى على مستقبلهم في ظل أزمة عالمية، قابلتهم حكومتهم بميزانية "صامدة" أمام تقلبات أسعار النفط التي دخلت نفقا هابطا.
وإضافة إلى تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي تلت مشاركته في قمة العشرين التي أكد خلالها عدم تحمل بلاده تكاليف الأزمة العالمية، التي نشرت جوا من الاطمئنان في الأوساط الشعبية والاقتصادية على حد سواء، فإن إعلان الميزانية أمس كان لافتا من حيث الاستمرار في تنفيذ المشاريع الاستثمارية والتنموية والابتعاث الخارجي، بل كون خطط الصرف تذهب إلى اعتماد "تقديري" أكبر مقابل ما قدر العام السابق مع فارق الظروف، حيث لم يكن هناك شبح الأزمة العالمية مثل هذا الوقت. وإن كانت الأرقام التي كشفت عن مدى القدرة على تكوين احتياطيات كبيرة في ظل سنوات قصيرة من عمر البلاد، وعكستها أمس بالتركيز على الخدمات التي تمس المواطنين بشكل مباشر مثل: الصحة والتعليم والطرق، فإن حديث الملك الذي وجهه إلى الوزراء والمسؤولين الذي طالبهم فيه بالقيام بواجبهم كاملاً، والحرص على إدارة الميزانية المقرة لجهازه بإتقان، ودقة، كان أكثر تأثيرا ولقي ارتياحا بالغا من المواطنين.
وكان الملك قد شدد "على الأهمية القصوى لتنفيذ المشاريع على الوجه الأكمل وأن يؤدي الإنفاق العام الذي حرصت الدولة على زيادته، الغرض من أجله، وهو نمو الاقتصاد الوطني وحمايته، وتوفير فرص الاستثمار والعمل والكسب فيه، خاصة أن العالم بأسره يمر بأزمة مالية واقتصادية تقتضي منا جميعاً اليقظة والمتابعة والحرص والتعامل مع ما وفرته الميزانية من إمكانات بكفاءة تعظم بإذن الله من نتائجها".
وتلقت "الاقتصادية" أمس اتصالات من عدة قراء يتساءلون فيها عن طريقة قراءة الميزانية, حيث كان هناك خلط لدى كثيرين بين الميزانية التقديرية للعام الحالي 2008 ومصروفاتها وإيراداتها الفعلية، وبين الميزانية التقديرية لعام 2009، لكن العامل المشترك بين أغلب الاتصالات كان الارتياح من ورود رقم "التريليون" في الميزانية رغم الاختلاف في تفسيراتهم له تبعا للمستوى العلمي لكل شخص. وهي المرة الأولى التي يرد فيها في الميزانيات السعودية هذا الرقم، حيث حققت الإيرادات الفعلية لعام 2008, 1.1 تريليون ريال رغم أن الميزانية افترضت العام الماضي تحقيق 410 مليارات فقط، وهو ما يكشف عن مدى التحفظ في احتساب الميزانية في ظل اعتمادها على مورد واحد متقلب هو النفط.

الأكثر قراءة