غجر سلوفاكيا ينظرون بعين الارتياب لانضمام بلادهم لمنطقة اليورو

غجر سلوفاكيا ينظرون بعين الارتياب لانضمام بلادهم لمنطقة اليورو

تخلت سلوفاكيا بعد 15 عاما من استخدام عملتها الكرون عنها متبنية العمل باليورو أمس في خطوة تتوج النجاح الاقتصادي للجمهورية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي السابق.
وسلوفاكيا الواقعة في وسط أوروبا ويبلغ عدد سكانها 5.4 مليون نسمة هي ثاني دولة شيوعية سابقة بعد سلوفينيا تنضم لمظلة العملة الأوروبية الموحدة، وتواجه سلوفاكيا التي أصبحت العضو رقم 16 في منطقة اليورو تباطؤا اقتصاديا حادا بفعل اضطراب أسواق المال العالمية.
وبينما تتبن سلوفاكيا اليورو، فإن نحو ثلث مواطنيها من الغجر البالغ عددهم 500 ألف شخص، يعيشون في أكواخ فقيرة دون مياه شرب جارية أو مرافق صحية، قسم كبير منهم أمي ومن ثم سيكون هؤلاء الأقل حماسا والأكثر إحساسا بالبلبلة.
وقد سجل حجم التأييد لليورو الذي ينظر إليه بوصفه ملاذا آمنا في خضم أزمة مالية تلوح في الأفق، قفزة كبيرة إلى 58 في المائة قبل أسابيع من التحول حسبما أظهر مسح أخير أجرته صحيفة هوسبودارسكي نوفيني المختصة بالشؤون التجارية.
بيد أن استطلاعات الرأي تكشف أيضا أن العملة الأوروبية الموحدة لا تحظى بالشعبية أيضا بين الفقراء الذين يخشون من أنه سيؤدي لارتفاع الأسعار - على الرغم من أن الحكومة اليسارية بزعامة رئيس الوزراء روبرت فيكو دفعت بقانون يهدد كل من يبالغ في رفع الأسعار بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات.
لكن غجر الروما يظلوا متشككين رغم جهود الحكومة للترويج لتغيير العملة التي شملت جولة فنية لفرقة مسرحية محترفة للروما تسمى روماثان قدمت خلالها 40 عرضا في أماكن مختلفة في المناطق الفقيرة للغجر. ويقدر عدد الروما في أوروبا ككل بعشرة ملايين وهم أكبر الأقليات في أوروبا وأكثرها معاناة من التهميش. وقد أخفقت الحكومات في شرق أوروبا وغربها في إخراج الروما من الفقر وتخفيف التوتر بينهم وبين الأغلبية. وعلى العكس فإن الاتجاهات المناهضة للروما تأججت في الشهور الأخيرة بمختلف أنحاء القارة. ويعتقد قادة سلوفاكيا أن اليورو سيساعد اقتصاد البلاد الذي تقوده الصادرات إلى التغلب على التباطؤ الذي من المتوقع أن يضر منطقة شرق أوروبا بأكملها خلال العام الجديد.
وعلى أي حال فإن المواطنين أعلنوا في البداية عن تأييدهم القوي للعمل باليورو قبل أسابيع فقط من عملية التغيير. وكشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة "هوسبودارسكه نوفيني" وصدرت نتائجه منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي أن 58 في المائة ممن شملهم الاستطلاع يؤيدون استخدام العملة الجديدة مقارنة بأقل من 50 في المائة قبل ذلك.
وقال الكاتب ماريوس كوبكسي - 40 عاما - إنه "ما من مشكلة في أن أودع الكرون السلوفاكي .. إنها كانت حلقة في حياتي فهي صدرت عندما كان عمري 25 عاما".
لكن فقراء البلد يتخوفون من أن تدفع العملة الجديدة أصحاب المتاجر إلى رفع أسعارهم الأمر الذي دفع الحكومة اليسارية لرئيس الوزراء روبرت فيكو إلى التقدم بمشروع قانون يعاقب كل من يزيد الأسعار بشكل مبالغ فيه بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
وينظر إلى التحول إلى عملة اليورو باعتباره الخطوة الأخيرة تجاه الرفاهية الغربية ، وقالت صحيفة "سمه" إن "اليورو سيدفعنا إلى العيش ومراعاة السياق الأوروبي والمسؤولية الأوروبية".
وقالت الشرطة إن سارقين في العاصمة براتسلافا قد استوليا قبل ساعات من التبديل لاستخدام اليورو على مليوني كرون (66.388 ألف يورو) وإن فرصة الإيقاع بهما كبيرة حيث يجب عليهما استبدال المبلغ باليورو.
وتدافع السلوفاكيون إلى البنوك لإيداع ما لديهم من الكرون خلال الفترة السابقة على التبديل لليورو، وأغلقت ماكينات الصراف الآلي لعدة ساعات خلال الليلة الماضية، لكن البنوك ظلت مفتوحة أمس الأول والذي يتزامن مع عطلة رسمية بمناسبة العام الجديد الأمر الذي سمح للمواطنين بالاستمرار في تغيير نقودهم.
ونصحت محطات التزود بالوقود السائقين لملء خزانات سياراتهم البارحة الأولى حيث أغلقت الليلة الماضية من أجل تعديل نظم التسعير الخاصة بها، وقررت بعض الشركات إغلاق أعمالها عدة أيام من أجل تجنب حدوث فوضى من عملية التغيير. يشار إلى أن سلوفينيا الواقعة في منطقة جبال الألب ويبلغ سكانها مليوني نسمة هي أول دولة في منطقة شرق أوروبا تنضم إلى منطقة اليورو وذلك عام 2007.

الأكثر قراءة