"الميثاق".. آن الأوان لكبح المهاترات وإعادة جماليات الرياضة السعودية
ميثاق شرف الرياضة الذي صادق عليه رؤساء 153 ناديا سعوديا، يعد فرصة مواتية لوأد الخلافات، ونبذ التجريح والتهكم، وإحياء روح الرياضي القدوة في سلوكه، أخلاقه، تعامله، وتنافسه الشريف، والميثاق جاء مع بداية العام الجديد، ليطوي معها الجميع صفحات الماضي بكل ما فيها من سلبية، ويفتحون صفحة بيضاء ناصعة تظهر الوجه الحقيقي للرياضة السعودية.
وقد أبدى كثير من عشاق الوسط الرياضي في مختلف أرجاء المملكة ارتياحهم الكبير عقب توقيع رؤساء الأندية السعودية الـ 153 المنتشرة في بقاع الوطن على ميثاق شرف الرياضة السعودية، وتمنى الجميع أن تطوى صفحه الخلافات والمنازعات والمزايدات التي باتت تنخر في جسد الرياضة السعودية المهاترات التي حدثت أخيرا من قبل بعض المنتسبين للوسط، فهي تهدد المعنى السامي والراقي للرياضة في نشر ثقافة التنافس الشريف، والأخلاق الحميدة.
#2#
ويرى المتابع لمجريات وأحداث الرياضة السعودية بدءاً من التحكيم الذي واجه حملات كبيرة تستهدف الحكم السعودي بعد كل مباراة، إذ أصبح من النادر ألا ترى تصريحا لإداري أو لرئيس ناد أو عضو شرف لا يتطرق فيه إلى الحكم وينال منه ومن قدراته و بطريقه غير لائقة.
أيضا لا ننسى ما حدث من ملاسنات وخلافات بين إدارات بعض الأندية والتي وفرت لها بعض القنوات الفضائية أرضا خصبه وفتحت المجال لتأجيجها، والعمل على رفع درجة الاحتقان بين جماهير أندية الوطن المختلفة.
كما أن المزايدات غير المنطقية بين الأندية حول انتقال لاعب معين سواء كان محليا أو أجنبيا، أصبحت ومع الأسف الشديد ظاهرة ملموسة زادت من تفكك وفرقة الأندية مع بعضها البعض، وعمقت معاناة الهدر المالي الذي يمنح لاعبا محترفا قيمة أقل بكثير من استحقاقه، حينما تلجأ بعض إدارات الأندية إلى مضاعفه المبلغ إلى أرقام فلكية من أجل الفوز بكسب خدمات اللاعب، وكأن البطولات والانتصارات تتوقف على حضوره، وقد يعلن النادي بعدها عن أزمة مالية بسبب التعاقد مع هذا اللاعب، وهنا يكون الضحية اللاعبون المحليون الذين قد تتأخر مستحقاتهم، لخواء خزانة ناديهم لتعاقده مع لاعب أو اثنين أجانب.
ولعل أهداف هذه المزايدات أصبحت مكشوفة ويجب ألا تنطلي على مسؤولي أنديتنا الذي يجب عليهم التريث كثيرا قبل الدخول فيها، لأن الهدف هو رفع سعر اللاعب بأي طريقه، و بمباركة من بعض وكلاء الأعمال الذين يسعون لدخول أكثر من منافس وهذا ما يعني مزيدا من الهدر لأموال أنديتنا التي هي في أمس الحاجة لها.
ويشدد الميثاق على أن الرياضة من أهمِّ أدوات غرس القيم الإسلامية، والأخلاق الحميدة، ولها الأثر الكبير في نفوس شرائح المجتمع كافة، وتنعكس أقوال، وأفعال رؤساء الأندية، وأعضاء مجالس إداراتها على اللاعبين، والجماهير سلباً، أو إيجاباً على مظاهر التنافس الشريف.
#3#
كما لم يهمل الميثاق ضرورة التحلي باللعب النظيف، واحترام المنافسين ووجوب الالتزام بها من مبدأ القدوة الحسنة التي يتصف بها المواطن والرياضي المسلم، وأن تكون الرياضة، والإعلام الرياضي وسيلةً إلى غرس المفاهيم الإسلامية الصحيحة في نفوس الرياضيين بشكل خاص، وجميع شرائح المجتمع الرياضي بشكل عام، في ظل دعم ورعاية و اهتمام من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله-ومن ولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز- حفظه الله.