تدشين أكبر برنامج زراعة قوقعة حكومي في الشرق الأوسط
دشنت جامعة الملك سعود صباح أمس كرسي بحث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات (رشد) ليكون أكبر برنامج زراعة قوقعة حكومي في الشرق الأوسط في القاعة الرئيسية في كلية الطب في الجامعة، بحضور الدكتور عبد الله العثمان مدير الجامعة والدكتور علي الغامدي وكيل الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التقنية والدكتور مساعد السلمان عميد كلية الطب والدكتور عبد الرحمن حجر المشرف علي كرسي الإعاقة السمعية وزراعة السماعات وأستاذ الكرسي البروفيسور منوهر بانس.
وتخلل التدشين لقاء تعريفي ببرنامج زراعة القوقعة الإلكترونية وعرض مشاهد فيلمية عن مرضى زراعة القوقعة والتعريف بإعاقاتهم التي تم التغلب عليها كما تم الإعلان عن انطلاقة زمالة الأذن وأعصاب الأذن.
عقب ذلك تحدث الدكتور العثمان منوهاً بالدور الكبير الذي تقوم به كلية الطب والمستشفيات الجامعية في جامعة الملك سعود.
وقال "أشعر بالفخر كلما زرت هذه الصروح الطبية التي تقدم خدمة إنسانية للمرضى من المواطنين والمقيمين"، وأضاف العثمان "أن جامعة الملك سعود تولي الجانب الإنساني اهتماماً كبيراً وهو أمر ليس بمستغرب، بعد أن أطلق خادم الحرمين الشريفين على الوطن العزيز "مملكة الإنسانية".
وتابع الدكتور العثمان "إن ولاة الأمر يتطلعون إلى أن تضطلع الجامعة على وجه العموم والمستشفيات الجامعية على وجه الخصوص بدور استراتيجي ووطني"، مؤكداً أنه لا يمكن أن نتصور مدينة الرياض من دون المستشفيات الجامعية التي تقدم خدمة علاجية نوعية نحن جميعاً في أمس الحاجة إليها, وهذا الأمر الذي يحملنا جميعاً المسؤولية.
وهنأ العثمان القائمين على برنامج زراعة القوقعة الإلكترونية بما تحقق خلال الفترة الماضية، وطالبهم بالمزيد من الإنجاز وأهداهم درع الجامعة.
وتوجه الدكتور العثمان لأولياء المرضى وغالبيتهم من الأطفال الذين قاموا بزراعة القوقعة الإلكترونية قائلاً "ما تقوم به الجامعة هو حق من حقوقكم على الوطن، حيث يحظى برنامج زراعة القوقعة في جامعة الملك سعود بدعم كبير من إدارة الجامعة".
من جهته، أكد الدكتور مساعد السلمان، أن كلية الطب وبدعم من إدارة الجامعة وفرت أكثر من 35 قوقعة إلكترونية حديثة العام الماضي، ووافقت على توفير 40 قوقعة إلكترونية العام المقبل، كما أن كلية الطب تحرص كذلك على دعم البرنامج بكوادر متخصصة في تأهيل هؤلاء المرضى بعد زراعة القواقع لهم.
وأضاف "كما هو معلوم أن 80 في المائة من نجاح برنامج الزراعة يعتمد على التأهيل بعدها"، وزاد "يسعدنا أن نعلن تدشين كرسي بحث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات، والإعلان عن أول زمالة طبية متخصصة في أمراض وجراحات الأذن".
وفي هذا الإطار أتقدم بالشكر الجزيل للزملاء في قسم الأنف والأذن والحنجرة والمشرفين على كرسي بحث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات وزمالة أمراض وجراحات الأذن، ولا يفوتني تقديم الشكر للفريق المشرف على برنامج زراعة القوقعة الإلكترونية في مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي، والذي يكاد يكون الآن أكبر برنامج زراعة قوقعة حكومي في الشرق الأوسط من حيث عدد الحالات التي تمت زراعتها بالفعل.
فيما أشار المشرف على كرسي الإعاقة السمعية وزراعة السماعات الدكتور عبد الرحمن حجر إلى أن الكرسي يهدف إلى تنمية البحث العلمي في الإعاقة السمعية وزراعة القوقعة الإلكترونية والسماعة العظمية (الباهة) وتأسيس تجمع سعودي للمهتمين بزراعة القوقعة الإلكترونية والسماعة العظمية (الباهة) من جراحين وأطباء تخاطب وأطباء أطفال وأطباء أشعة وإخصائيي تخاطب وسمعيات, والتعرف على مدى انتشار الإعاقة السمعية في المملكة لأنه لا توجد دراسة حديثة تبين مدى انتشار هذه الإعاقة والتي من المتوقع أن تفوق الإحصائيات الدولية، وذلك لانتشار زواج الأقارب وعدم إلمام عديد من المرضى بحقيقة هذه المشكلة, وكذلك تيسير تبادل الإنتاج العلمي فـي مجال زراعة القوقعة الإلكترونية والسماعة العظمية (الباهة) بين الهيئات والمؤسسات داخل المملكة وخارجها, وإجراء الدراسات لأنجح السبل في اكتشاف هذه الحالات مبكراً وتذليل الصعاب أمام المريض في الوصول المبكر للتأهيل, والإسهام في تدريب الكوادر الوطنية في مجال زراعة القوقعة الإلكترونية والسماعة العظمية (الباهة) على استخدام أحدث الأجهزة ذات العلاقة, إضافة إلي تقديم الاستشارات العلمية في مجالات زراعة القوقعة الإلكترونية والسماعة العظمية (الباهة) للجهات التي تطلبها داخل المملكة أو خارجها, وإيجاد مرجعية علمية لزراعة القوقعة الإلكترونية والسماعة العظمية (الباهة) في المملكة.
أما الدكتور عبد الرحمن السنوسي فقد تطرق لبعض إنجازات برنامج زراعة القوقعة في مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي، التي تتعلق بتأهيل المرضى، تأهيل الطفل قبل العملية ولمدة ستة أشهر وبعد العملية يحتاج إلى تأهيل مكثف قد يمتد إلى أربع سنوات، يمر خلالها الطفل بمراحل تدريبية تتقدم بحسب تقدم الطفل، ثلاث من هذه الحالات لأطفال زراعة لهم قواقع إلكترونية، وقد وصل إلى مراحل مختلفة من التأهيل يستطيع بعضهم يسمع ويتكلم بشكل ممتاز، أما الحالة الأخيرة فهي لشاب تعرض لحادث سير فقد على أثره سمعه وبصره وبقي خلال هذه المدة ليس له من تواصل مع من حوله سوى عن طريق الكتابة على الكف وتلمس حركات فم محدثه، حتى أثناء إجراء العملية اضطر الطبيب المعالج إلى السماح لأخيه بالدخول معه حتى يتواصل معه ويوصله بمن حوله، وأمام إصرار هذا الشاب وتلهفه إلى نتيجة هذه العملية تم تشغيل الجهاز بعد أسبوعين فقط، وقد بدأ يسمع ويتحدث مع من حوله دون الحاجة إلى الكتابة على الكف أو تلمس فم من يحدثه.