الملك عبد الله يعلن تبرع السعودية بألف مليون دولار لإعادة إعمار غزة
أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في كلمته أمام القمة العربية الاقتصادية التي تشهدها الكويت عن تبرع السعودية بألف مليون دولار مساهمة في البرنامج الخاص بإعادة إعمار غزة، وأكد الملك عبد الله بن عبد العزيز أن المبادرة العربية هي الأساس الذي تم التحرك العربي على أساسه، وقال إن المبادرة العربية لن تبقى طويلا على الطاولة والخيار بين الحرب والسلم لن يكون متاحا في كل وقت. وقال خادم الحرمين الشريفين إنه تم تجاوز الخلافات وفتحنا باب الأخوة والوحدة لكل عربي دون استثناء وسوف نواجه المستقبل نابذين خلالفاتنا. قال الملك عبد الله في كلمته التي اعتبرها مراقبون الأكثر صراحة في القمة شهدنا في غزة مجازر جماعية على يد عصابة إجرامية. من جهته اعتبر الشيخ صباح في تعليقه على كلمة خادم الحرمين أن هذه فرصة لإلقاء الخلافات ونسيانها والبدء في التعاون والتعاضد بين جميع الأطراف.
وعبرت حماس عن تقديرها لما تفضل به خادم الحرمين الشريفين، مؤكدة أن هذا يعكس الأصالة العربية.
من جهته شدد الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت في افتتاح القمة العربية الاقتصادية الأولى اليوم على أهمية المبادرة العربية للسلام معتبرا أنها تمثل أساس الموقف العربي، وذلك بعد مطالبة عدة دول عربية بتجميدها. وأكد على ضرورة "تثبيت وقف إطلاق النار" في غزة و"إقامة الدولة الفلسطينية ". وقال الشيخ صباح في كلمته الافتتاحية للقمة "لعل المبادرة العربية للسلام التي اعتمدت وتكرر التأكيد عليها في عدة مؤتمرات قمة تمثل الأساس لموقفنا العربي الواضح".
وقال أمير الكويت أن القمة الاقتصادية تنعقد في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة وعلينا تدارس سبل تفعيل تأثيرات الأزمة الاقتصادية ونحن نتطلع لإجتماع اليوم كي يصبح نقطة إنطلاق للعمل المشترك.
#2#
وتسعى القمة الاقتصادية الاولى في الكويت إلى تبني سلسلة قرارات إقتصادية، لكن الحرب ضد غزة ترخي بثقلها على القمة. وكان مقدرا لهذه القمة ألا تكون سياسية،إلاان غزة باتت بندا رئيسيا على جدول أعمال القادة العرب. ويأتي انعقاد قمة الكويت بعد أيام من انعقاد قمة خليجية طارئة في الرياض حول غزة وقمة في الدوحة جمعت دولا عربية واسلامية خارج إطار الجامعة العربية. وتشارك الدول العربية ال22 جميعها في القمة، وتتمثل 17 منها على مستوى رئيس الدولة.
وكان وزراء الخارجية العرب اتفقوا على مشروع قرار عربي يدعو إلى فتح جميع المعابر وإنهاء الحصار في غزة فضلا عن التزام إعادة إعمار القطاع ودعم السلطة الفلسطينية. وينص مشروع القرار الذي على "التزام إعادة البناء والإعمار في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية وتوفير الإمكانات المالية اللازمة لهذا الغرض والتي تقدر بما يزيد على ملياري دولار، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية". وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قال على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة إن "الوضع العربي أصبح فوضى كبيرة جدا ومؤسفة جدا ومؤذية جدا".
وعلى المستوى الاقتصادي، يبقى حجم التجارة والاستثمار بين الدول العربية صغيرا جدا، كما أن الفارق بين الدول العربية الغنية والفقيرة يبقى هائلا فيما تبدو غالبية المشاريع العربية المشتركة متعثرة او غير موجودة. وبحسب أرقام رسمية للعام 2007، يوازي حجم الاستثمارات العربية في الدول العربية الأخرى أقل من 20% من حجم الاستثمارات العربية في الولايات المتحدة.
#3#
وبلغ معدل البطالة في الدول العربية نحو 14% العام 2007 مع 18 مليون عربي على الأقل من دون عمل بحسب الجامعة العربية. كما أن معدلات البطالة في دول عربية فقيرة تتجاوز هذه النسبة بأشواط. والفوارق الاقتصادية بين الدول العربية تثير الدهشة، خصوصا بين الدول العربية الغنية بالنفط والتي جمعت عائدات نفطية تجاوزت تريليوني دولار على مدى السنوات الست الماضية، والدول العربية الفقيرة التي لا تملك موارد حقيقية. ويعيش في الدول العربية الـ22 نحو 330 مليون نمسة، وتمثل الفئة العمرية بين 15 و65 عاما 61 في المئة من السكان. وتأتي هذه القمة في خضم الأزمة المالية العالمية التي كلفت الدول العربية خسائر تقدر ب2500 مليار دولار بحسب ارقام الجامعة العربية. وستنظر القمة في عشرة مشاريع قرارات اتفق عليها وزراء الخارجية والمالية بهدف تعزيز التعاون والتقارب اقتصاديا. ومن هذه المشاريع، مشروع قرار لمخطط الربط البري العربي بالسكك الحديد ومشروع قرار الاتحاد الجمركي العربي. وينص الاخير على "البدء باتخاذ الخطوات اللازمة لاقامة الاتحاد الجمركي العربي بدءا من العام 2010 والانتهاء من استكمال كل متطلبات التطبيق الكامل العام 2015 واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة من قبل الدول المؤهلة تمهيدا للوصول الى السوق العربية المشتركة".
نص كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم .
والحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين .
صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة رئيس القمة ..
أيها الحضور الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
إننا نأمل ومعنا شعوب الأمة العربية في نتائج واضحة لهذه القمة الاقتصادية تبشر بمستقبل من الأمن والرخاء للمواطن العربي والمسلم في كل مكان إن شاء الله . لكن الاقتصاد مهما كانت أهميته لا يمكن أن يساوي الحياة نفسها ولا الكرامة التي لاتطيب الحياة بدونها وقد شاهدنا في الأيام الماضية مناظرا بشعة ودامية ومؤلمة ومجازر جماعية تنفذ تحت سمع العالم وبصره على يد عصابة إجرامية لامكان في قلوبها للرحمة ولا تنطوي ضلوعها على ذرة من الإنسانية .
لقد نسي القتلة ومن يناصرهم أن التوراة قالت .. إن العين بالعين . . ولم تقل التوراة . . إن العين بمدينة كاملة من العيون .
إن على إسرائيل أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا في كل وقت وأن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة إلى الأبد .
أيها الإخوة الكرام . . إننا نحيي شهداء غزة ونحيي أبطالها وصمودها ونحيي كل من بذل جهده وفكره لوقف النزيف خاصة أشقاءنا في مصر بقيادة أخينا الرئيس حسني مبارك , وتقتضي الأمانة هنا أن نقول لأشقائنا الفلسطينيين أن فُرقتهم أخطر على قضيتهم من عدوان إسرائيل . . واذكرهم بأن الله عز وجل ربط النصر بالوحدة وربط الهزيمة بالخلاف مستذكراً معهم قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا .
إخواني قادة الأمة العربية . . يجب أن أكون صريحا صادقا مع نفسي ومعكم فأقول . . إن خلافاتنا السياسية أدت إلى فرقتنا وانقسامنا وشتات أمرنا وكانت هذه الخلافات ومازالت عونا للعدو الإسرائيلي الغادر ولكل من يريد شق الصف العربي لتحقيق أهدافه الإقليمية على حساب وحدتنا وعزتنا وآمالنا .
إننا قادة الأمة العربية مسؤولون جميعا عن الوهن الذي أصاب وحدة موقفنا وعن الضعف الذي هدد تضامننا , أقول هذا ولا أستثني أحد منا لقد مضى الذي مضى واليوم أناشدكم بالله جل جلاله ثم باسم الشهداء من أطفالنا ونساءنا وشيوخنا في غزة , باسم الدم المسفوح ظلما وعدوانا على أرضنا في فلسطين المحتلة الغالية , باسم الكرامة والإباء , باسم شعوبنا التي تمكن منها اليأس أناشدكم ونفسي أن نكون أكبر من جراحنا وأن نسمو على خلافتنا وأن نهزم ظنون أعدائنا بنا ونقف موقفا مشرفا يذكرنا به التاريخ وتفخر به أمتنا .
ومن هنا اسمحوا لي أن أعلن باسمنا جميعا أننا تجاوزنا مرحلة الخلاف وفتحنا باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء أو تحفظ وأننا سنواجه المستقبل بأذن الله نابذين خلافاتنا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص مستشهدين بقوله تعالى
( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) .
أخواني الكرام .. قبل أن أختم كلمتي هذه أعلن نيابة عن أشقائكم شعب المملكة العربية السعودية عن تقديم ألف مليون دولار مساهمةً في البرنامج المقترح من هذه القمة لإعادة إعمار غزة مدركا في الوقت نفسه أن قطرة واحدة من الدم الفلسطيني أغلى من كنوز الأرض وما احتوت عليه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
- من ملفات قمة الكويت
* الجلسة الأولى للقمة مخصصة لمناقشة الوضع في غزة , حيث أضيفت عبارة"التضامن مع غزة"إلى شعار القمة .
* من أهم الموضوعات الاقتصادية والتنموية المدرجة على أعمال القمة تحويل منطقة التجارة الحرة بين الدول العربية، إلى اتحاد جمركي بين 2015 و 2020 م، ومن ثم تحويله إلى سوق عربية مشتركة.
* من الموضوعات أيضا إيجاد أرضية فكرية لمشاركة القطاع الخاص في برامج التنمية الاقتصادية، والاتفاق العربي للتجارة في الخدمات.
* تبحث القمة الاقتصادية موضوعات التجارة والتكامل الاقتصادي والإرتباط بمنظومة النقل بين الدول العربية فى مجالات النقل البرى والبحرى وقضايا التعليم والصحة والفقر والحد من البطالة وتحديات المستقبل ومتطلبات الأمن الغذائي والتغيرات المناخية .
هذا وقد بدأ قادة ورؤساء وفود الدول العربية المشاركون في أعمال مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ـ قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة ـ مساء اليوم جلسة عملهم المغلقة الأولى بقاعة التحرير بقصر بيان في الكويت . وسيناقش المشاركون الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة.