جمعية لمرضى "الحالات الحرجة"

في مقال الأسبوع الماضي "سرير .. يامعالي الوزير" أثرنا مشكلة تأخر نقل الحالات الحرجة من بعض المستشفيات الصغيرة في المناطق أو الأقل إمكانيات بسبب عدم وجود أسرة شاغرة في مستشفيات الرياض الكبيرة، وضربنا مثالا بشاب اسمه فرحان يرقد في رفحاء منذ عدة أيام، لكن وزارة الصحة للأسف الشديد صامتة وكأن الموضوع لا يعنيها.
وبالمناسبة كثيرون اتصلوا يسألون عن حالة الشاب المنكوب، وأقول لهم للأسف إنها في تدهور حيث أثر تأخير نقله لأكثر من عشرة أيام سلبا عليه، وجعل ضغطه غير مستقر مما عطل نقله جويا رغم الجهود الكبيرة التي بذلها رجال الإخلاء الطبي ومحاولاتهم المتكررة نقله دون جدوى، وهو الآن بين الحياة والموت، نسأل الله له الشفاء والعافية.
ما أريد طرحه اليوم مقترح تلقيته من أحد الأصدقاء، يذهب إلى أهمية إنشاء جمعية خيرية للحالات الحرجة مقرها الرياض، بحيث تتولى التنسيق مع المستشفيات الخاصة ورجال الأعمال والموسرين لتوفير أسرة للحالات التي تحتاج إلى النقل بدلا من انتظار الحل من الوزارة. شخصيا أجدني مع هذا المقترح الذين يفعل الشراكة المجتمعية، وأزيد عليه بأن من المهم في هذه الجمعية أن تكون رسمية أي مسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية، وأن تضم أطباء ومشايخ ورجال مجتمع لفرز الحالات ومعرفة الحالة الأكثر حاجة إلى النقل وفق أسس وضوابط واضحة، ولا أظن أن رجال الأعمال سيبخلون بسداد فواتير المستشفيات إذا علموا بأن أموالهم تذهب إلى أصحابها، وأي صدقة تعادل التكفل بعلاج محتاج في حالة حرجة؟
أيضا يمكن أن تنسق الجمعية مسبقا مع المستشفيات الخاصة لمعرفة التخصصات التي يمكن أن تعالجها، ويمكن أن تحصل على خصومات على الفواتير، ومن المهم تفاعل وزارة الصحة من خلال مساعدة الجمعية في توفير قوائم بالحالات الحرجة، والسرعة في إعداد التقارير الطبية للمرضى، واعتبار أن الجمعية جهة حكومية مخولة بالحصول على التقارير الطبية مباشرة دون الحاجة إلى مراجعة إمارات المناطق.
أخيرا لا بد أن تتعهد وزارة الصحة باستقبال الحالات المرضية عندما تستقر حالاتها أو يقرر الأطباء عدم إمكانية علاجها في المستشفيات الخاصة أو تحتاج إلى إقامة طويلة .. هذا مقترح الصديق الذي طلب عدم نشر اسمه .. فمن يتبناه .. ومن يدعمه؟ أملنا في أهل الخير كبير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي