وش نقاطع وش نخلي؟
في زمن يشهد نظاما جديدا علينا يستخدمه المستهلكون كنوع من الحرب الباردة تجاه من يؤذي المسلمين خاصة إلا أن هذا المفهوم تم تعميمه أكثر والغريب أنه لاقى صدى وانتشارا واسعا ربما أنه لم يطبق فعليا كمقاطعة المنتجات الأمريكية والدنماركية في السابق إلا أن لها تأثيرا في البعض وكبداية تعتبر مشجعة إلا أن نظام المقاطعة تعدى كونه نظاما يطبق على أعداء الإسلام بل أصبح يستخدم كنظام ضغط على التجار لخفض الأسعار مثل أسعار السيارات والعقارات وما يهمنا هنا هو العقارات فحملة (خلوها تصدع) التي استهدفت بعض تجار بناء الفلل ممن يبالغون في أسعارها بقصد عدم الشراء و مقاطعة هذه المباني و الفلل حتى تتصدع ولا يمكن السكن بها و التفكير بهذا النمط من التعامل يقودنا إلى عديد من الجهات التي تستحق المقاطعة فالحديد مثلا سبق أن ارتفعت أسعاره كثيرا وبصورة خيالية والآن نظرا لوجود أزمة عالمية تسببت في إغلاق 25 في المائة من
مصانع الحديد حول العالم وبقية المصانع رفضت وبشكل قاطع مبدأ التفاوض في تخفيض أسعار الحديد , وبناء على ما سبق ستزيد أسعار الحديد في الربع الثاني من العام المقبل كما هو متوقع نظرا لزيادة الطلب على المواد الخام وهذا يعني أن أزمة الحديد ستعود من جديد وقد تعود بصورة أقوى وأقسى من السابق يعني (يا راعي العمار أنجز) وإلا علينا باستخدام الأسلوب السابق ونبحث عن مسمى جديد للمقاطعة القادمة (....)ولكن الآن يجب البحث عن فعالية هذه المقاطعات وهل ستؤثر في قرارات الأسعار أو ستؤثر في التجارة بالحديد والأسمنت وغيره .. أم سنكون (ننفخ في قربه مخرومة) ويكون أثر المقاطعة النفسي اكبر علينا من غيرنا أنا أعرف أن هذا الأسلوب من أساليب التعبير عن الرأي والاحتجاج وطالما مارسه عديدون حول العالم بدءا من أنصار البيئة وغيرها من المنظمات التي تعمل في مجالات مختلفة لكن يجب أن نحرص على أن تكون المقاطعة لها أهداف واضحة ولا تضر بنا شخصيا ضررا مباشر وإلا لقاطعنا عديدا من الأنشطة المحيطة بنا والمجحفة أحيانا لكن التفكير أن الأمور ستتحسن وستتجه للأفضل سيقودنا إلى وضع بعض الحلول المنطقية أحيانا فمثلا: قد يكون ارتفاع الحديد سببا للتوجه لاستخدام المباني الجاهزة فارتفاع الحديد ليس له بديل خصوصا لمن يرغب في البناء لأنه ليست سيارة (يخليها تصدي) وإنما هو منزل بحاجة إليه للسكن ولذلك أقول إننا يجب أن نحدد بوضوح ما نرغب في مقاطعته لوقوع ضرر كبير منه على الناس وإلا ستفقد المقاطعات أهدافها ومصداقيتها وستضر أكثر مما تنفع الناس فالعمل العشوائي وغير المخطط له لا يقودنا إلا لطرق مسدودة .