العقار وأحلام اليقظة

من المتعارف عليه أن أحلام اليقظة ما هي إلا انعكاسات للهروب من الواقع الحقيقي المر. أنا هنا لن أدخل ضمن أطر فلسفية تصيب رأس القارئ بالدوار لكن برزت الحاجة الفعلية للعقار مذ الأزمنة الغابرة وأخذت تتطور تلك الحاجات مع تطور الإنسان وتقدمه إلى أن أصبحت في الوقت الحالي معضلة من الصعب حلها بل وأسهمت بشكل مباشر في الأزمة العالمية التي يمر بها اليوم من خلال القروض العقارية.
بالنسبة لمجتمعنا وسوقنا المحلية جميع الدلائل والقرائن من إحصائيات ودراسات تشير إلى احتياجنا لوحدات سكنية تتخطى حاجز الـ 300 ألف وحدة سنوياً وهو ليس بالحاجز المقلق لكن ما يقلقنا هو غياب مصادر التمويل المناسبة والتي إن وجدت تجدنا نقع في مصيدة الفوائد المرتفعة سواء للبنوك و الشركات المختصة أو أن نتجمد في طابور الانتظار لمدة تزيد على العقد من الزمان أمام شباك صندوق التنمية العقاري لتحصل في النهاية على ما يسمى مبلغ من المال لا يكفي لبناء عظم المبنى إن توافرت الأرض من منحة أو خلافه.
عموماً من خلال التماس المباشر مع شريحة كبيرة ومختلفة من الباحثين الحالمين بتملك مسكن خاص أخبروني كيف هم يحلمون ليلاً ونهاراً بتلك الفيلا الرحبة ذات الحديقة الغناء والمسبح الجميل والغرف الواسعة ... إلخ لكن أحلامهم تتحطم على صخرة الواقع ، ولنا في فئة الشباب أكبر دليل وهذا ما يعيدنا إلى المعنى العام لأحلام اليقظة والمتمثل في هذه النقطة بالذات الهروب من الواقع والسعي خلف الأحلام.
نقطة أخيرة أحببت أن أثيرها وتتمثل في توافر عديد من الرساميل ومساحات شاسعة لمملكتنا الحبيبة وبتدخل حكومتنا الرشيدة بتخفيض أسعار مواد البناء من حديد وأسمنت وغيره لكن وبالرغم مما سبق نجد أن البعض ما زال محجما عن الاستثمار في الشأن العقاري لذلك لهؤلاء وغيرهم نقول انتهزوا الفرصة ولا تلتفتوا إلى مروجي الإشاعات فالسوق السعودية العقارية خصبة وكل ما عليك هو البذر وانتظار المحصول للحصاد الذي سيكون وفيراً إن شاء الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي