ترسية قطار الحرمين يؤكد التصميم على تنفيذ المشاريع العملاقة

أوضح الدكتور إبراهيم بن سليمان الراجحي عضو مجلس إدارة مجموعة الراجحي القابضة، أن مشروع قطار الحرمين السريع يحمل مكانة خاصة في المشاريع الحيوية في المملكة والشرق الأوسط كونه القطار السريع الأول في المنطقة، وقال الدكتور الراجحي عقب الانتهاء من توقيع تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع أمس: إننا فخورون بثقة الحكومة الرشيدة ممثلة في وزارة النقل ووزارة المالية والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية بترسية المشروع على الائتلاف والذي سيعمل جاهدا على إنجاز المرحلة الأولى في الإطار الزمني المتفق عليه وهو ثلاث سنوات تبدأ بعد شهر من تاريخ توقيع العقد،،، فإلى الحوار:

بماذا تتعلق المرحة الأولى من مشروع قطار الحرمين السريع والذي تم ترسيته على ائتلافكم؟
مشروع قطار الحرمين السريع هو أحد مشاريع البنية التحتية العملاقة التي تقوم حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة النقل والمواصلات بتنفيذها، وذلك لإنشاء شبكة متكاملة من خطوط السكك الحديدية لتسهيل عملية النقل بين مدن المملكة.
ولا شك أن مشروع قطار الحرمين السريع له مكانة خاصة لكونه القطار السريع الأول في منطقة الشرق الأوسط ، إضافة إلى كونه يخدم حجاج بيت الله الحرم وكذلك زوار المسجد النبوي الشريف، إضافة إلى ما يقدمه من خدمات التنقل السريع لقطاع الأعمال في المملكة، وتتعلق المرحلة الأولى من المشروع بالأعمال المدنية للخط الحديدي الذي يربط مكة المكرمة بالمدنية المنورة على طول 450 كيلو مترا.

ماذا يعني لكم ترسية المرحلة الأولى من المشروع على ائتلافكم؟
لاشك أننا في ائتلاف الراجحي فخورون جداً بثقة الحكومة الرشيدة ممثلة في وزارة النقل ووزارة المالية والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية بترسية المرحلة الأولى للمشروع على الائتلاف، ولاشك أنها مسؤولية كبيرة حُـزنا فيها على ثقة المسؤولين، حيث نأمل أن نواكب كل التطلعات على المستوى الرسمي والشعبي لحدث تاريخي بهذا المستوى، ونحن في الائتلاف نتطلع بكل أمل أن تتم ترسية المراحل المستقبلية للمشروع علينا أيضاً لما يشكل ذلك من تكامل بين المراحل المختلفة واعتمادها على بعضها البعض، إضافة إلى أن أطراف الائتلاف هي من الشركات الرائدة في مجال صناعة السكك الحديدية وكل ما يتبعها من مراحل فيما يخص بناء المحطات وتشييد الخط الحديدي وإنشاء نظام الإشارات والاتصالات، وتوريد القطارات والتشغيل والصيانة.

ما هي شركات الائتلاف لهذه المرحلة ؟
يتكون الائتلاف من عدة شركات عالمية ومحلية رائدة، وتمثل مجموعة الراجحي القابضة الشريك الرئيس للائتلاف في جميع مراحله، ويقوم كل طرف من أطراف الائتلاف بأدوار محددة في المشروع، وأطراف الائتلاف هم: شركة العراب للمقاولات المحدودة وشركة محمد العلي السويلم المحدودة والشركة الصينية للسكك الحديد (تشاينا رد واي 18)، إضافة إلى أعمال الاستشارات الهندسية والتي تقوم بها شركة خطيب وعلمي وكذلك شركة سعود كونسلت، ونود الإشارة إلى أن الائتلاف يقوم بالعمل المستمر لتقييم العديد من الشركات الرائدة في مجالات تقنية القطارات السريعة والسعي إلى انضمامها إلى الائتلاف في مراحل المشروع المختلفة بعد الحصول على الموافقات اللازمة من المؤسسة العامة للخطوط الحديدية حسب ما تتطلبه الأنظمة.

ما الأدوار الفعلية لأطراف الائتلاف؟
تمثل شركة العراب للمقاولات والشركة الصينية للسكك الحديد وشركة السويلم للمقاولات الجهات الإنشائية لكل مراحل الأعمال المدنية للمشروع، وتقوم شركة العراب للمقاولات بالدور الأكبر من عمليات التنفيذ وهي الجهة المناط بها قيادة فريق العمل، كما تقوم شركة خطيب وعلمي وشركة سعود كونسلت بأدوار إعداد التصاميم الهندسية ومتابعة مراحل تنفيذ المشروع والإشراف، كما تقوم شركة ألستوم الفرنسية بتقديم الاستشارات الفنية في هذه المرحلة.

بما أن شركة العراب للمقاولات تقوم بالدور الأكبر من عمليات التنفيذ والإشراف فما حجم دور الشركة الصينية والشركات الإنشائية الأخرى؟
لابد من الإشارة إلى أن المشروع يعد من المشاريع الكبيرة ويمتد لمسافة 450 كيلو مترا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مرورا بمدينتي جدة ورابغ، وبحكم مروره بعديد من الأراضي ذات الطبيعة الخاصة إضافة إلى المدن المقدسة فقد كان من الضروري إسناد قيادة المشروع إلى شركة وطنية لها عديد من المشاريع في المنطقة مما يسهل أيضا عملية إسناد أجزاء من هذا المشروع إلى عدد من المقاولين المحليين وذوي الخبرات الجيدة في طبيعة المناطق التي يمر بها المشروع، ولابد من الإشارة إلى أن عملية تنفيذ المشروع هي مسؤولية جميع الشركاء في الائتلاف وهناك لجان تنفيذية خاصة قد تم تعيينها مند اليوم الأول لترسية المشروع على الائتلاف تقوم بمتابعة الأعمال والحرص على أن تكتمل عملية تنفيذ المشروع بكل دقة وحسب المواصفات وفي الوقت المحدد.

هلا حدثتمونا أكثر عن دور الشركتين الصينية والفرنسية؟
تقوم كل من الشركتين الفرنسية الصينية بدور حيوي في المشروع حيث إن تقنية القطارات السريعة هي تقنية جديدة على المملكة والمنطقة بشكل عام ولابد من الاستعانة بشركات عالمية رائدة في هذا المجال وتعد شركة ألستوم الشركة الرائدة بلا منازع في تقنية القطارات السريعة حيث تستحوذ على نحو 75 في المائة من السوق العالمية في مجال صناعة القطارات السريعة كما أن الشركة الصينية للسكك الحديدية من الشركات الرائدة في تنفيذ الأعمال المدنية لمشاريع القطارات ولها خبرات عديدة في هذا المجال إن كان في بلدها الأم أو في المنطقة، وفي العموم فإننا في ائتلاف الراجحي أخذنا على أنفسنا عهداً بالعمل جاهدين لتحقيق توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين بتنفيذ المشاريع الرائدة بأفضل التقنيات العالمية.

ما الخطوات الفنية العملية للأعمال المدنية للمشروع، وما الإطار الزمني له؟
تمر الأعمال المدنية للمشروع بعدة مراحل فنية متتالية تشمل أعمال الحفر والردم وبناء الجسور وبناء الأنفاق وتجهيز الخط بالكامل (المسار) والذي سيتم لاحقاً تركيب سكة الحديد عليه، والإطار الزمني للمشروع هو ثلاث سنوات تبدأ بعد شهر من تاريخ توقيع العقد الذي تشرفنا بتوقيعه أمس مع المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بحضور كريم من وزيري المالية والنقل.

هل تنوون الدخول في مناقصات المراحل المقبلة من المشروع، وهل لديكم القدرة على ذلك؟
لاشك في أن ائتلاف الراجحي سيكون سبّاقاً للدخول في المنافسة على المراحل المقبلة من مشروع قطار الحرمين السريع خاصة بوجود شركاء عالميين ورواد صناعة القطارات السريعة ضمن الائتلاف إضافة إلى توافر القدرات الفنية و المالية والإدارية اللازمة.

هل لديكم خطة لإشراك الشباب السعودي المؤهل في خطوات تنفيذ المشروع الفنية والإدارية؟ وكيف سيتم ذلك؟
لا شك أن ذلك من أولوياتنا بشكل دائم، ونحرص على عمل ما فيه خير شباب وطننا الغالي وما يتماشى مع توجيهات ولاة الأمر، وسنعمل جاهدين على استثمار الطاقات والكفاءات السعودية المؤهلة وإشراكها في مراحل تنفيذ هذا المشروع الحيوي بجميع الإمكانات.

ما التحديات المتوقعة أمام تنفيذ المشروع؟
هناك عديد من التحديات التي سيقوم فريق العمل في المشروع بوضع الخطط اللازمة للتصدي لها والعمل على تذليلها وذلك بالتعاون مع جميع الجهات المسؤولة، خاصة أن المشروع يمر بمناطق مكتظة بالسكان وحركة السيارات، إضافة إلى ذلك فإن خط المشروع يمر بأراضٍ يوجد بها عديد من خطوط الخدمات مما سيتطلب عملية تحويل بعض هذه الخطوط. ولاشك أن مدة تنفيذ المشروع تعد قصيرة نسبياً إذا ما أخدنا في الحسبان حجم المشروع.

هل تشكل الأزمة الاقتصادية العالمية عائقاً مالياً أمامكم لاستكمال تنفيذ مراحل المشروع حسب الخطة والجدول الزمني المحدد؟ وهل تأثرت صناعة الخطوط الحديدية على المستوى العالمي وبالتالي قد يمتد تأثيرها إلى مشروع قطار الحرمين؟
أولاً إن المرحلة الأولى من تنفيذ المشروع هي بنظام التصاميم والمقاولات EPC وبالتالي فإن المؤسسة العامة للسكك الحديدية -المالك للمشروع- هي الجهة المسؤولة عن تنفيذ المسؤوليات المالية، لكن مما لاشك فيه فإن المقاول في حاجة دائمة لدعم البنوك لتسهيل عمليات التمويل لبعض مراحل التنفيذ، وقد لمسنا حرص البنوك المحلية على تقديم جميع الإمكانات اللازمة لدعم المشروع، أما من ناحية تأثر صناعة الخطوط الحديدية عالمياً فلاشك – من وجهة نظرنا- أن جميع قطاعات الأعمال قد تأثرت، ولكن حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تنفيذ خطط مشاريع البنى التحتية في المملكة وإكمالها في الوقت المحدد وتذليل كل الصعوبات أمامها؛ يشكل دعماً كبيراً لمشاريع المؤسسة العامة للسكك الحديدية في المملكة والتي يبذل القائمون عليها جهودهم لتنفيذها حسب التوجيهات ووفقاً للخطط الاستراتيجية.