"تويوتا" تحتفظ بـ 41 مليار دولار من أرباحها نقدا ... ولا تواجه أزمة في أعمالها
توقع مسؤول كبير في شركة تويوتا أن تستعيد سوق الشرق الأوسط دورة نموها بدءا من النصف الثاني من العام الحالي، وأشار إلى أن المخزون من السيارات في المنطقة في مستوى جيد وملائم لاحتياجات السوق.
وأكد أكيرا أوكابي كبير مديري العموم التنفيذيين في شركة تويوتا وعضو مجلس الإدارة في حواره مع "الاقتصادية"، أنه مع خفض كمية الإنتاج الكلي وارتفاع تكلفة الإنتاج للسيارة، فإن أسعار السيارات لن تنخفض، لكنه أكد أن "تويوتا" تهدف إلى تقليل الزيادة في السعر إلى أقصى حد ممكن من خلال تقليل التكلفة في كل مجال.
وفي ما يلي مجمل ما دار في الحوار:
ما الإجراءات التي اتخذتها "تويوتا" في ضوء هذه الأزمة المالية العالمية؟
قمنا بتقليص التكاليف من خلال تعزيز الكفاءة في كل مجالات أعمالنا وتشجيع تقليل الفقد داخل الشركة. وعلى أي حال فإننا لا نعتزم تقليل استثماراتنا في مجال الأبحاث والتطوير فيما يتعلق بالمنتجات الجديدة والتقنيات الجديدة.
وإلى جانب ذلك فإننا نسعى إلى أن نقدم سيارات تلبي احتياجات السوق واحتياجات عملائنا في وقت أقصر.
ما الذي تقوله عن أكبر التحديات التي تواجه "تويوتا" اليوم؟
لحسن الحظ أن "تويوتا" تحتفظ بواحد وأربعين مليار دولار تقريباً كأرباح سابقة ولذلك فإن التحدي الذي يواجهنا هو استخدام هذا الاحتياطي بكفاءة وفاعلية من أجل الاستعداد للسوق بعد انجلاء التراجع المالي الحالي.
متى تتوقع أن تستعيد سوق السيارات عافيتها؟
نتوقع أن تستعيد سوق الشرق الأوسط دورة نموها بدءا من النصف الثاني من العام الحالي.
ومن جهة أخرى، نتوقع أن تبدأ أسواق أوروبا والولايات المتحدة في استعادة نشاطها بعد عام 2010 وذلك لأننا نتوقع أن يحتاج النظام المالي هناك إلى فترة أطول للتعافي.
كيف أثر هذا الركود في "تويوتا" فيما يتعلق بعملياتها الجديدة؟
لقد أدى التدهور الذي حدث في السوق إلى انخفاض الأرباح، حيث نتوقع انخفاضاً يصل إلى أربعة مليارات دولار تقريباً في الفترة المالية الحالية (أبريل 2008 – مارس 2009). وعلى أي حال فإن لديها واحدا وأربعين مليار دولار تقريباً كأرباح مستبقاة، ونحن على ثقة من أوضاعنا المالية.
ما فرص الاستثمار التي تراها "تويوتا" في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها السوق؟
بغض النظر عن الأوضاع الاقتصادية، تعتبر "القضايا البيئية" من أهم القضايا. ونحن كشركة تصنع السيارات نخطط لتعزيز استثماراتنا في تطوير "سيارات صديقة للبيئة" "وسيارات تعمل بالطاقة البديلة".
هل تتطلع "تويوتا" إلى الاستثمارات الجديدة خلال الفترة المقبلة؟
إننا مستمرون في استثماراتنا في مجال الأبحاث والتطوير لتقديم منتجات جديدة وتقنيات جديدة وكذلك في المجالات البيئية، ولكننا حالياً نركز استثماراتنا على مصانع ومرافق جديدة ولا نفضل مناقشة ذلك حالياً.
ما تقنيات المستقبل التي تقوم "تويوتا" بتطويرها في الوقت الحالي؟
إننا نركز جهودنا بصفة خاصة على تطوير السيارات الهجين plug-in hybrid والسيارات التي تعمل بخلايا الوقود fuel-cell، كما أن نظم النقل الذكية هي مجال آخر نحن مهتمون به كثيراً.
سيارة هجين بمقبس: هي سيارة هجين فيها بطاريات يمكن إعادة شحنها بتوصيلها بمقبس مصدر تيار كهربائي.
سيارة بخلية وقود: هي سيارة تستخدم خلية وقود (جهاز تحويل كهربائي كيماوي لإنتاج هيدروجين كهربائي) لإنتاج طاقة حركية.
نظم النقل الذكية ITS تقنية توفر معلومات أكثر وأفضل وأكثر أماناً للسائق، التي يمكن عن طريقها اتخاذ قرارات في الأوضاع الحرجة وتوسيع إدراك السائق وإتاحة وقت أكثر لاتخاذ قرارات أفضل ومساعدة السائق عندما يكون وقوع حادث أمرا لا سبيل لتفاديه وتقليل الزحام وتوفير تجربة قيادة أكثر أماناً وأكثر إرضاء.
هل ترى تغيراً في الطلب لدى المستهلك وانتقاله من طلب السيارات الجديدة إلى السيارات المستعملة، وذلك مع الأوضاع الصعبة التي تشهدها السوق؟
في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وأوروبا أتوقع تحولاً من السيارات الجديدة إلى السيارات المستعملة خلال فترة الركود الاقتصادي، ولكن في الشرق الأوسط لا نتوقع تحولاً كبيراً إلى السيارات المستعملة وذلك لأن ما يريده المستهلك من السيارة هو الاعتمادية والمتانة والسلامة.
هل تمر "تويوتا" بأزمة؟
لقد انخفضت مبيعات السيارات في الولايات المتحدة وأوروبا نتيجة للأزمة المالية العالمية.
وفي مثل هذه الظروف تمكنت "تويوتا" من تحقيق مبيعات عالمية بلغت 7.99 مليون وحدة (8.96 مليون لمجموعة تويوتا، بما في ذلك دايهاتسو وهينو)، أي بانخفاض 5 في المائة مقارنة بعام 2007. وبالتالي يمكنني أن أقول إن "تويوتا" لا تواجه أزمة في أعمالها.
ونتيجة للانخفاض الحالي في السوق في كل من الولايات المتحدة وأوروبا قامت "تويوتا" بخفض توقعاتها المالية الموحدة للسوق للفترة المالية الحالية (أبريل 2008 – مارس 2009.
وعلى أي حال فإن "تويوتا" لديها أرباح احتياطية مستبقاة تبلغ واحدا وأربعين مليار دولار تقريباً ، ونفذت عمليات خفض للتكلفة في مجالات عديدة. وستهدف "تويوتا" ولديها الثقة بتوفير نقد كافٍ لاستمرار عملياتها كما ينبغي إذا كانت المبيعات العالمية تعادل سبعة ملايين وحدة تقريباً.
ولتقديم "سيارات أفضل لعملائنا" فإن "تويوتا" لا تعتزم خفض نشاطات الأبحاث والتطوير.
هل يشهد مخزون "تويوتا" من السيارات تراكماً؟
يرتفع حجم المخزون في الولايات المتحدة وأوروبا إلى حد ما. ولضبط هذا المخزون فقد أوقفت "تويوتا" العمل في بعض مصانعها في اليابان في شباط (فبراير) وكذلك في آذار (مارس) المقبل لعشرة أيام تقريباً. أما المخزون في منطقة الشرق الأوسط فهو في مستوى جيد وملائم لاحتياجات السوق. ومن المتوقع أن يعود مستوى المخزون العالمي إلى مستواه الطبيعي في أيار (مايو) المقبل.
ما رأيك في الآراء حول توقع انخفاض أسعار السيارات؟
مع خفض كمية الإنتاج الكلي وارتفاع تكلفة الإنتاج للسيارة لن تنخفض أسعار السيارات فمعظم شركات التصنيع بما في ذلك "تويوتا" قد زادت أسعارها منذ النصف الثاني من عام 2008. وتهدف "تويوتا" إلى تقليل الزيادة في السعر إلى أقصى حد ممكن من خلال تنفيذ تقليل التكلفة في كل مجال.
وتواجه العديد من شركات التصنيع تحديات في هذه الأوضاع الحالية، التي لم تشهدها الأسواق من قبل. وبالنسبة لـ "تويوتا" فإننا نؤمن تماماً بحاجتنا لحماية استثمارنا في عملائنا في السوق ولدينا نظرة بعيدة المدى للاهتمام بمصالحهم. وستظل "تويوتا" مهتمة بالقيمة من خلال توفير الجودة العالية، ليس فقط في سياراتنا وإنما كذلك في تجربة الامتلاك التي يخوضها المستهلك عبر موزعينا في أنحاء العالم كافة. وبهذه الطريقة فإننا نضمن أن الطلب العالي على سيارات "تويوتا" سيستمر، ليس فقط عندما تكون السيارة جديدة وإنما كذلك لسوق السيارات المستعملة من خلال المحافظة على قيمة إعادة البيع.
ويسعى موزعو "تويوتا" في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم إلى التركيز على توفير خدمات جيدة لما بعد البيع حيث إن الاهتمام بالعميل يمثل محور أعمالنا. وهذا دون شك هو الأسلوب الأكثر ملاءمة لأعمالنا، ونحن لن ندخر جهداً من أجل إبهاج العميل.
ما رؤية "تويوتا" لسوق السيارات العالمية؟
من الصعب قول أي شيء عن سوق السيارات العالمي في هذه الفترة وفي ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الغامضة في الولايات المتحدة وأوروبا.
وعلى أي حال ومع قيام الحكومة الأمريكية بدراسة ضخ سبعمائة وستة وثلاثين مليار دولار تقريباً خلال سنتين، فإنني أعتقد أن الاقتصاد العالمي سيبدأ في التعافي بدءا من نيسان (أبريل) المقبل فصاعداً. وبالتالي فإنني اعتقد أن سوق السيارات العالمية ستتعافى كذلك بدءا من النصف الثاني من هذا العام.
#2#
وما رؤية "تويوتا" لسوق دول مجلس التعاون الخليجي؟
حجم السوق في دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2008 كان 120 في المائة مقارنة بعام 2007، ومن المتوقع أن تحقق السوق نمواً معقولاً في عام 2009، ولكننا نتوقع نمواً منتظماً بدءا من عام 2010 فصاعداً.
ولماذا تتوقع "تويوتا" نمواً منتظماً في سوق دول مجلس التعاون الخليجي؟
هناك عدة أسباب لذلك: تتمتع حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بفائض مالي بفضل أسعار النفط المرتفعة خلال السنوات القليلة الماضية، أسعار النفط التي شهدت انخفاضاً كبيراً تعود إلى مستوى معقول.
حكومات دول المجلس تعلن ميزانيات طموحة لعام 2009. (الإنفاق السنوي في المملكة العربية السعودية: 116 في المائة مقارنة بعام 2008، وفي عمان 115 في المائة مقارنة بعام 2008)، كما أن تعداد السكان في دول المجلس يشهد تزايداً، وبخاصة أن عدد السكان الذين يمكنهم الحصول على رخصة قيادة يتوقع أن يرتفع سريعا، إضافة إلى أن التضخم في دول المجلس بدأ في الانخفاض مع تأثير ضعف اليورو وغير ذلك من العوامل.
من المتوقع أن يتدهور اقتصاد الولايات المتحدة وأوروبا ثم يتعافى خلال النصف الثاني من العام الحالي وذلك نتيجة للدعم المالي الكبير الذي تقدمه كل حكومة.
ما رؤيتكم للسوق السعودية في عام 2009؟
إنني ما زلت متفائل فيما يتعلق بسوق المملكة العربية السعودية، وذلك للأسباب التالية: أن النظام المصرفي لا يزال بعافيته وقوته، كما أن فئة الشباب التي تشكل 66 في المائة من عدد السكان هم في عمر أقل من 30 سنة ستستمر في كونها المصدر الرئيس لمالكي السيارات الجدد.
من المتوقع انخفاض مستوى التضخم وهذا سيضيف إلى القوة الشرائية.
ستظل السيارة دائماً بنداً مفضلاً نظراً إلى أن البنية التحتية للمواصلات العامة لا تزال في طور النمو، إضافة إلى أن الميزانية التي تم إعلانها، التي تبلغ 475 مليار ريال سعودي ستشكل قوة دفع للاقتصاد، وسيزيد الإنفاق العام بنسبة 15.8 في المائة، ونتوقع أن ذلك سيكون له نتائج إيجابية على الطلب.
ما المبيعات في المملكة وما توقعكم لعام 2009؟
أفضل ألا أتناول أرقاماً محددة، ولكننا حققنا نمواً مشجعاً خلال عام 2008. ونحن على ثقة من أننا إذا استمررنا في التركيز على العناية بالعملاء فإن مبيعاتنا ستحقق نتائج طبيعية. وخلال أول شهرين من العام الحالي تجاوزت مبيعات "تويوتا" في المملكة حجم المبيعات، التي تحققت خلال الفترة نفسها من العام الماضي.