"معادن" تعيد الدراسات الهندسية لمشروع الألمنيوم بفعل الأزمة العالمية
أعادت شركة التعدين العربية السعودية "معادن" الدراسات الهندسية التي تم وضعها سابقاً لمشروع الألمنيوم الذي تقدر تكلفته بـ 26 مليار ريال والخاص بإنشاء وتطوير وتصميم موقعين متكاملين لإنتاج البوكسايت والألومنيا والألمنيوم، بغرض التوفير في إكمال البنى الأساسية والتكلفة التمويلية إلى جانب تكلفة المواد والمعدات.
وأكد لـ "الاقتصادية" الدكتور عبدالله الدباغ الرئيس التنفيذي لشركة معادن، أن الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت بشكل سلبي في قطاع مشروع الألمنيوم المزمع تنفيذه في منطقتي الزبيرة و رأس الزور من الناحية التمويلية التي ينتظر أن تبدأ بعد عام. وأضاف "هنالك تحد جدي يواجهنا بخصوص مشروع الألمنيوم بسبب الأزمة المالية العالمية. نحن لا نواجه أي مشكلات في الحصول على التقنية للمشروع، أو إيجاد شريك عالمي فيه، لكن صعوبة الحصول على تمويل من البنوك العالمية وفي وقت بدء المشروع بعد عام من الآن تمثل أهم العوائق أمامنا".
وقال الدباغ "لا نعلم كيف ستكون ظروف التمويل في ذلك الوقت، وهل يمكننا النجاح في توفير التمويل اللازم أم لا؟ كل البوادر تشير اليوم إلى أن سعري النحاس والألمنيوم يسيران تصاعدياً بشكل تدريجي، وربما نستطيع الاستفادة من الوضع الحالي لأسعار المواد والمعدات لتخفيف التكلفة الرأسمالية للمشروع".
ويتألف موقع الزبيرة من منجم لخام البوكسايت ومرافق لمناولة الخام. ويقع منجم البوكسايت بين منطقتي حائل والقصيم ويهدف إلى إنتاج نحو أربعة ملايين طن سنوياً من البوكسايت لمدة تزيد على 30 عاماً، فيما يتوقع أن تنتج منطقة رأس الزور الواقعة على الساحل الشرقي للخليج العربي ما يقرب من 1.8 مليون طن سنوياً من الألومنيا، و740 ألف طن سنوياً من الألمنيوم.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة معادن الذي كان يتحدث على هامش لقاء نظمته غرفة جدة، أمس، أن للأزمة المالية العالمية كذلك تأثيراً إيجابياً في "معادن"، حيث أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب الذي كانت تراوح أسعار الأونصة ما بين 300 إلى 350 دولاراً، ويباع اليوم بسعر يتجاوز 900 دولار ما شكل عائداً جيداً للشركة، مبيناً أن "معادن" ستتوسع في هذا المجال مستقبلاً.
أما فيما يخص مجال الأسمدة فأشار الدباغ بقوله "كما هو معلوم أن هدف الأسمدة الأساسي هو زيادة القطاع النباتي وإنتاج المواد الغذائية، والعالم سيستمر في استهلاكها مهما كانت الظروف، صحيح شهدنا هبوطا في أسعار منتجات الأسمدة لكن بدأت الآن تصعد مجدداً. وأعتقد مع نهاية العام المقبل عند بدء الإنتاج ستكون الأسعار مناسبة جداً، وحتى في ظل الأسعار الحالية نستطيع تحقيق أرباح".
وتخلل اللقاء مداخلات من رجال الأعمال في المنطقة الغربية الذين طالبوا شركة معادن بمزيد من التعاون مع القطاع الخاص عن طريق تكثيف شركة معادن لجهازها الإعلامي والكشف عن الفرص الاستثمارية في المجالات التعدينية المختلفة التي من الممكن أن يستفيد منها قطاع الأعمال.
وفي معرض رده على هذه المطالبات أكد الدكتور عبدالله الدباغ أن شركة معادن شركة وطنية هدفها الربح ويتركز نشاطها في مجال التعدين، مبيناً أنهم يركزون في الوقت الحالي على إكمال المشاريع القائمة، وأضاف "عندما يكون هنالك تلاقي المصالح مع قطاع الأعمال فنحن لا نمانع، و"معادن" لا تعمل بمعزل عن البيئة التجارية في المملكة، لكن يجب ألا تتحمل مسؤولية رجال الأعمال".