"كرايسلر" تشهر إفلاسها رسميا أمام المحكمة

"كرايسلر" تشهر إفلاسها رسميا أمام المحكمة

أعلنت شركة كرايسلر الأمريكية لصناعة السيارات أمس الأول أنها أشهرت إفلاسها لدى محكمة الإفلاس في منطقة جنوب نيويورك، وسيتيح هذا التدبير الذي يستند إلى إجراءات الفصل الحادي عشر من القانون الأمريكي حول الإفلاس، للمجموعة الاستمرار في حيازة كل أسهمها والاعتراض على طلبات دائنيها وإرجاء مواعيد مدفوعاتها، أنشأت الشركة موقعا على شبكة الإنترنت لنشر الوثائق المتعلقة بإعادة تنظيمها تحت إشراف القضاء.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن إفلاس الشركة، معلنا في الوقت نفسه عن اتفاق مع شركة فيات الإيطالية لن يؤمن فقط استمرار المجموعة الأمريكية بل سيجعل منها الشركة العالمية السادسة لصناعة السيارات.
وقال مسؤول حكومي لوكالة فرانس برس إن الإعلان صدر في منتصف النهار وإن جلسة ستعقد الجمعة أمام المحكمة المولجة بالقضية، على أن تعقد جلسة أخرى أهم الإثنين المقبل.
وأضاف أن ما يفوق الثمانية مليارات دولار التي وعدت بها الدولة الأمريكية لتشجيع إعادة التنظيم، ستأتي من خطة الاستقرار المالي التي أقرها الكونغرس في شهر تشرين الأول (أكتوبر) التي تتضمن جانبا مخصصا لصناعة السيارات.
وقال سيرجي مارتشيوني الرئيس التنفيذي لـ "فيات" أمس إن مشروع الشركة المقبل هو التوصل إلى اتفاق مع شركة أوبل الألمانية بعد تحالف تاريخي مع كرايسلر الأمريكية، وأضاف سيرجي مارتشيوني لصحيفة لاستامبا إن "فيات" ملتزمة كذلك في إيطاليا لكنها تحتاج إلى العمل مع الحكومة والنقابات العمالية لحل "المشكلات الهيكلية".
وأوضح سيرجي مارتشيوني الذي ظهر باعتباره مشتريا محتملا لوحدة جنرال موتورز في ألمانيا "يتعين علينا الآن التركيز على شركة أوبل، إنهم أفضل شريك بالنسبة لنا".
وأبرمت "فيات" اتفاقا مع "كرايسلر" الشركة الأصغر بين أكبر ثلاث شركات سيارات أمريكية أمس الأول. وستحصل "فيات" على حصة أولية تبلغ 20 في المائة في "كرايسلر".
وقال مارتشيوني "الهدف هو تقوية فيات وإعطاء كرايسلر فرصة لتطهير نفسها"، وحتى بعد صفقة شركة كرايسلر قال مارتشوني "لم أتخيل للحظة واحدة عن التزامي بالنظام الإيطالي"، وأضاف "بالتعاون مع النقابات والحكومة سنتمكن من مواجهة المشكلات الهيكيلية وأن نحافظ على التزاماتنا تجاه العاملين".
وأوضح سيرجي مارتشيوني "لكن لا يمكننا تجاهل تراجع الطلب، والمثل الذي أرساه الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو أنه يتعين علينا تعزيز الصناعة الوطنية مع إدراك واقع الأمور".
من جهته أعرب فرديناند دودنهوفر خبير ألماني متخصص في مجال السيارات عن اعتقاده بأن رغبة شركة فيات الإيطالية للسيارات في التدخل في أزمة "أوبل" الألمانية المتعثرة المملوكة لمجموعة جنرال موتورز الأمريكية صارت أقوى بعد إعلان تحالف "فيات" مع "كرايسلر".
وأوضح الخبير لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" أن شركة فيات ستكون أكثر شراسة في تتبع تطور مسألة "أوبل"، وذلك من أجل الاستفادة من الضمانات الحكومية لشركة أوبل التي تقدر بـ 3.3 مليار يورو لتخفيف أعباء اتفاقها مع "كرايسلر"، وطالب دودنهوفر الحكومة الألمانية بالتأني في دراسة ما إذا كانت فيات تقدم وعودا مبالغا فيها من أجل الفوز بصفقة "أوبل".
من ناحية أخرى، يرى دودنهوفر الأستاذ في جامعة دويسبورج إيسن أن شركة ماجنا الكندية - النمساوية للصناعات المغذية لصناعة السيارات تمثل الشراكة الأفضل لـ "أوبل"، وأضاف أن "ماجنا" جديرة بالثقة وتمتلك الكفاءة العالية لتقديم حل ملموس في هذا الشأن.
كما أن الدخول المحتمل لشركة "جاز" الروسية للسيارات في الصفقة مع ماجنا من شأنه ، حسب اعتقاد دودنهوفر ، أن يدعم مركز "أوبل" في فتح سوق مستقبلية في روسيا.
من ناحية أخرى أعرب دودنهوفر عن شعوره بالارتياح تجاه آخر تصريحات فرانك شتروناخ مؤسس ماجنا أن الشركة لا تسعى للتدخل في أزمة شركة أوبل حيث يرى دودنهوفر أن الأمر واضح من البداية في أن ماجنا تسعى للحصول فقط على حصة ضئيلة نسبيا في "أوبل".

الأكثر قراءة