الكتاب والأدباء العراقيون يحتفون بذكرى اليوبيل الفضي لتأسيس اتحادهم
احتفى الأدباء والكتاب العراقيون بمناسبة اليوبيل الفضي لتأسيس اتحادهم، حيث أقيمت احتفالية واسعة في محافظة البصرة جنوبي العراق لاستذكار مسيرة الاتحاد الثقافية والتحولات التي رافقت مسيرته خلال الخمسين عاما الماضية.
وفي كلمة له خلال حفل أقيم لهذه المناسبة، قال علي نوير رئيس اتحاد الأدباء في البصرة "نحتفل اليوم بمناسبة عزيزة علينا جميعا، ألا وهي مناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس اتحادنا، اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين".
وأضاف نوير إنه قبل نحو نصف قرن اجتمع عدد من الشعراء والكتاب الطليعيين ليضعوا اللبنة الأولى لهذه المؤسسة الثقافية المهمة، التي كانت مستودعا لهموم الشعب وأمانيه وتطلعاته.
وتابع "ومن المناسب أن نشير أن أول رئيس لهذا الإتحاد، هو المبدع الكبير محمد مهدي الجواهري، مما جعله أن يكون شاهدا استثنائيا لكل التحولات التي مر بها العراق"، لافتا إلى أن هذا الاتحاد ومنذ تأسيسه بقى منبرا حرا للإبداع، ولهذا نستذكر اليوم بفخر الكتاب والأدباء الذين قدموا التضحيات الجسام وتعرضوا للسجن والتعذيب والتهجير والإهمال.
وتضمن الحفل الذي أنهى أعماله مساء أمس كلمات ومقطوعات موسيقية، وقراءات شعرية لسبعة من شعراء محافظة البصرة.
وفي سياق الاستذكار، قال القاص والروائي محمود عبد الوهاب الذي كان أحد مؤسسي الاتحاد "بعد أن أكملت دراستي الجامعية كنت أتردد على بغداد وكانت لدي علاقة بأدبائها إذ التقيت حسين مردان ونزار عبس ورشدي العامل وعبد الملك نوري وفؤاد التكرلي، وهم من أدباء بغداد البارزين، وكنا نلتقي في المقهى البرازيلي في بغداد، وأتذكر نزوع عدد من الشباب وعلى رأسهم الجواهري في الدفع باتجاه تأسيس الاتحاد".
وأضاف "عام 1958 أسسنا في البصرة جمعية كان من أعضاءها مهدي عيسى الصقر، وكاظم أحمد التميمي، وعبد الرزاق الحسين، وأيضا محمد سعيد الصكار"، مبينا أن هذه الجمعية أقامت احتفالات عديدة اثارت اهتمام عدد من الشعراء العراقيين ومنهم معروف الرصافي.
وحول العمل في فرع اتحاد الكتاب في محافظة البصرة لفت عبد الوهاب إلى أن العمل فعال وجيد لكنه يفتقر إلى التنظيم لقلة خبرتنا آنذاك، ولم يدم هذا الفرع طويلا لنقص الحاجات ومنها المادية، وبذلك انتهى عمل هذا الاتحاد ،وصرنا نعمل كأصدقاء لفترة، حتى اعيد تأسيسه عام 1973.
من جهته، تحدث الشاعر كاظم الحجاج عن علاقته بالإتحاد والاستقطابات السياسية التي كانت تتدخل فيه وجهة الخطاب الثقافي وأبعاده في سبعينيات القرن الماضي، قائلا " لا أتذكر أن كانت الجبهة الوطنية العراقية (جبهة أعلنت عام 1973 ضمت الحزب الشيوعي وحزب البعث) قد أعلنت رسميا، أم لا، غير أننا ، وفي أجوائها المتفائلة ، سافرنا في القطار من البصرة إلى بغداد".
وأضاف" قيل لنا أننا سوف نشارك في لقاء مشترك، مع الشعراء المرتبطين بحزب البعث، لتعزيز الجبهة ثقافيا، لمساندة العمل السياسي المرتبك في حينها والمحاط بشكوك ماضي انقلاب فبراير الدموي في 1963.
وأوضح أن اللقاء كان في قاعة اتحاد الأدباء ببغداد، وهي المرة الأولى في ذلك المكان المهيب والمبهم ، "بالنسبة لشاعر مبتدئ ومتمرد بمظهره وسلوكه"ورافق ذلك اللقاء شكوك بعدم مشاركة الشعراء البعثيين "كونهم اعتذروا عن المشاركة"، ولأننا لسنا فريق كرة قدم ، فلقد كنا نستطيع أن نؤدي مباراتنا من دون الحاجة إلى فريق مقابل"
وتابع "هكذا قرأنا قصائدنا أمام حضور جماهيري كبير من عوائل بغداد التي احتشدت في ذلك المكان الذي شهد يومها" سهرة حرة في حديقة الاتحاد، فالحضور في ذلك المكان يبقى في ذاكرتي الى اليوم، لأنه تستطيع أن تلتقي بأدباء ومثقفي العراق".
وأشار إلى أنه يتحدث بجرأة عن بعض الأوضاع التي يراها في العراق خلال المراحل السابقة وتقييد الحريات وقال "في المهرجانات الثقافية الكبيرة مثل مهرجان المربد خلال فترة الثمانينيات كنا نفرح بالدعوة الرسمية للمشاركة، غير أن فرحي الحقيقي، أنا شخصيا، هو الجلوس في اتحاد الأدباء واللقاء مع نخبة من المثقفين والأدباء لتبادل الآراء والاستفادة من تجاربهم".
وتأسس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في السابع من أبريل عام 1959، وكان الشاعر العراقي المعروف محمد مهدي الجواهري أول رئيس له.