سوق الزل المنافس الأقوى في بيع المشالح

سوق الزل المنافس الأقوى في بيع المشالح
سوق الزل المنافس الأقوى في بيع المشالح
سوق الزل المنافس الأقوى في بيع المشالح
سوق الزل المنافس الأقوى في بيع المشالح

المشلح أو ما يعرف بالبشت لدى العامة هو زي عربي قديم ارتبط بأهل الخليج بصفة عامة ويعد من الملبوسات المهمة والأساسية في المناسبات الخاصة والمناسبات العامة والأعياد بوصفه رمز لوجاهة الرجل وأناقته.
وكان الآباء والأجداد يحرصون دائما على ارتداء المشلح عند خروجهم للصلاة وخصوصا صلاة الجمعة بل إن البعض منهم يعتبر خروجه من المنزل من دون ارتداء المشلح عيبا كبيرا.
ويقبل السعوديون على شراء المشالح خاصة في مواسم الأعياد والإجازات الصيفية حيث تكثر المناسبات العامة ومناسبات الزواج .
وسوق الزل في مدينة الرياض واحدا من أهم الأسواق لبيع المشالح حيث يرتاده الزبائن من مختلف مناطق المملكة وقد يكون المقصد الوحيد والمنافس الأقوى في سوق المشالح السعودية والتي اشتهر بها السوق حيث يعرض العديد من أنواع المشالح المختلفة في النوع واللون والسعر ومكان الصناعة .
ويؤكد عاملون في سوق «الزل» الذي اشتهر ببيع أنواع من «المشالح» التي يستخدمها السعوديون في المناسبات المختلفة وخصوصا مواسم الأفراح، أن السوق يشهد منذ حلول الإجازة الصيفية إقبالا لافتا لشراء أنواع من هذه «المشالح» تبعا لطبيعة المناسبة التي ستستخدم بها.
وتزداد كثافة مرتادي السوق هذه الأيام مع قرب حلول عيد الفطر المبارك حيث تزدحم محلات بيع المشالح بالمتسوقين خاصة في فترة الليل لاقتناء المشالح. وتتفاوت أسعار المشالح بحسب الخامة والزري المستخدم فيها ومكان صناعتها, ومن أشهرها وأغلاها ثمنا المشالح الحساوية التي مازالت في الصدارة من حيث استقطابها داخل المملكة وخارجها لان خياطتها تتم بأيد سعودية توارثتها أبا عن جد.
ويقول مقرن بن محمد المجاهد وهو من التجار المتخصصين في بيع المشالح بسوق الزل منذ أكثر من 50 سنة، "إن المشالح باتت تصنع في مدينة الرياض عبر مصانع متخصصة وكذلك في مدينة الأحساء والمدينة المنورة ومدينة جدة وجمهورية سوريا الشقيقة, بيد أن أجودها الحساوي وهو مكلف ويبدأ سعره من الألفين ريال".

#2#

وعن بقية أنواع البشوت يوضح المجاهد أن بشت المدينة من الأنواع الطيبة ويصل سعره إلى 1000 ريال, بينما يبدأ سعر بشت الرياض من 700 ريال. وعن خامة البشوت بين أن الخامة الأصلية يتم استيرادها من اليابان وتتم خياطة الأنواع الجيدة في مدينة الأحساء.
ويؤكد المجاهد أن البشوت الحديثة أفضل من القديمة بمراحل من حيث الخامة والنوع, مبينا أن الإنتاج الحالي أكثر والأسعار ليست بالمرتفعة. وعن الجودة أوضح المجاهد أن لها عدة اعتبارات ومنها نوع الزري ويعرف الزري أنه (النقشة المذهبة على أطراف المشلح) ولها أنواع متعددة ففيها الألماني والفرنسي وغيرها، وأرجع هذه الأنواع لرغبة الزبون, مشيرا إلى أنه بعد الاتفاق مع الزبون على النوع والسعر والمواصفات يقوم خياط المحل (الخبان) بأخذ المقاس للزبون وتتم عملية الخبن وتأخذ في المعتاد حوالي ساعة.
ويرى مرشد عثمان المرشد وهو صاحب محل لبيع المشالح أن البشوت تختلف باختلاف مكان بيعها ونوعية الزبون، حيث أن بعض الزبائن يفضلون أنواعاً لها سعر خاص ومرتفع والبعض الآخر يرغب في الشراء من المحلات التي اشتهرت ببيع البشوت منذ زمن.
ويكشف المرشد أن قيمة المشالح الصيفية تبدأ من (500) ريال إلى (3000) ريال، ويتم استيرادها من الأحساء والمدينة المنورة وكذلك من سورية. أما التاجر عبد العزيز الهران فقد ورث محل بيع البشوت من أبيه الذي أمضى ما يزيد عن سبعين سنة في سوق الزل فيقول : "إنني أخذت مهنة البيع من أبي وقمت بتخصيص المحل لبيع البشوت فقط، وقد ورثت العمل من أبي الذي أمضى قرابة الخمسة والسبعين عاماً في هذه المهنة". ويرجع الهران زيادة المبيعات في هذه الأيام إلى مواسم الأفراح وعيد الفطر المبارك، ويضيف إلى ذلك قرب فصل الشتاء حيث تزداد مبيعات البشوت ذات النوع الوبري الثقيل. ويشير إلى أن هناك شريحة كبيرة ما زالت تهتم بلبس المشالح، ويذكر أن الملفت للانتباه هو عودة الشباب للبس البشت حيث يأتي للمحل شباب تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والثلاثين يطلبون شراء البشوت، وأرجع ذلك إلى اهتمام أبائهم بهذا الزي السعودي الأصيل وإيعاز من الوالدين للاهتمام بحضور المناسبات بالمشلح.

#3#

ويتفق البائع الهران مع البائع المجاهد في أن للبشوت والمشالح أنواعاً متعددة وصناعات مختلفة، مؤكدين أن الخامة الأفضل والمنتشرة في السوق والتي يقبل عليها الناس هي الخامة اليابانية نظراً لجودة صناعتها ونوع خيوطها.
ويوضح الهران أن تفاوت أسعار البشوت ترجع إلى نوع الزري في البشت، فالزري المستوردة من ألمانيا وأفضل أنواعه الملكي وهو عيار عشرة وعيار سبعة.، يعد من أميز أنواع الزري ويصفه أهل السوق بالعيار رقم (عشرة). ويتدرج الزري في الجودة لعدة درجات ومستويات بحسب خيوط الفضة وكميتها وطريقة غمسها في ماء الذهب.
وعد الزري من أهم عناصر المشلح نظراً لخيوط الفضة التي يحتويها وكمية الذهب الموجودة في تلك الخيوط المغموسة في ماء الذهب والتي يتزين بها البشت وبين الهران أن المرحلة التي يصل لها البشت إلى حياكة الزري من أهم المراحل وأصعبها حيث أن الخبرة والتميز في العمل والتمرس فيه لها دور أساسي في قيمته حيث يجب أن يكون الزري متراصاً وبدون فراغات أو نتوءات ويكون التركيز على أهم ركائز الزري وهي ( السلاسل ، والبروج ، والهيلات ، والقيطان ).
وعن أنواع البشوت يقول الهران إن للبشوت أنواع كثيرة جداً منها المشلح الصيفي ومن أنواعه المتوسع والمخومس والمروبع والمنديلي والملكي والمكسر , ومنه الشتوي الوبري وله ألوان متعددة مثل الأسود والأشقر والبيج والعسلي وهناك أنواع ليست متوفرة ولكن تكون بحسب طلب الزبون.
وأفاد عبد العزيز الهران أن هناك طلبات من جميع مناطق المملكة ولا يقتصر الطلب على منطقة دون أخرى حيث أن الفروقات في المشالح تكاد تكون منعدمة إلا فيما يتعلق بالتفاصيل الدقيقة. ولفت الانتباه إلى أن هناك نوع آخر من الزري وهو النوع الإلكتروني حيث تقوم آلات خاصة بعمل الزري من دون تدخل بشري وتوجد هذه الآلات في عدد من المصانع المنتشرة في المملكة , بيد أن هذا النوع لا يقارن باليدوي.
وعن مواكبة البشوت للنقلات النوعية في الألبسة وغيرها يوضح أن موضة البشوت بطيئة الحركة وخصوصاً في اللون. وعن الألوان الجديدة للمشالح بين الهران أن الألوان الجديدة بدأت تأتي إلينا مع بداية التسعينات وتميل إلى الألوان البحرية الفاتحة غير أن الألوان الجديدة والمتعددة في البشت الواحد ليست مرغوبة لدى كبار السن وإنما مطلوبة من الشباب.

#4#

وبين الأزقة الخارجية لسوق الزل وعلى ناصية أحد المحلات يجلس (هاشم أحمد) وهو بنجلاديشي الجنسية ممسكاً مشلحاً من اللون الأسود ويمضي في خياطتها بإبرة كبيرة وسميكة يغرسها تارة ويخرجها تارة أخرى ، مبدعاً خبناً كما طلبه الزبون ، ويذكر هاشم أنه يعمل في الخبانة منذ أكثر من 18 سنة.
وتخصص هاشم عند محلات بيع البشوت حيث يمتهن مهارة الخبن والتفصيل ويذكر أن الوقت الذي يقضيه في خبن البشت الواحد حوالي الساعة وقيمة ما يأخذه مقابل ذلك يخضع للاتفاق مع صاحب المحل أو مع الزبون وعادة ما يتراوح بين الثلاثين والخمسين ريالا.
وعبر عدد من ملاك محال بيع المشالح عن أملهم في عودة الخبانة لسابق عهدها قبل أكثر من ثلاثين سنة حيث كانت تتم على أيدي سعوديين. ويقع سوق الزل في منطقة قصر الحكم، بوَسَط مدينة الرياض ، في المنطقة مابين شارع طارق بن زياد جنوبا، وشارع الشيخ محمد بن عبد الوهاب غرباً، وشارع الشيخ محمد بن إبراهيم شرقاً، والذي تبلغ مساحته 38.580 متر مربعا, وهو سوق قديم في مدينة الرياض متاخم لمسجد الإمام فيصل بن تركي بمنطقة الديرة يجمع بين الشعبي والتراثي في نفس الوقت و مقراً لبيع المقتنيات الأثرية والأزياء الشعبية والسجاد والأحذية المصنعة محليا، كما أنه مازال يحتفظ بخصوصيته التراثية التي أمست مصدر جذب سياحي لأهل الرياض وزوارها.
وقد حرصت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على تحويل سوق الزل إلى إحدى واجهات الرياض السياحية وذلك من خلال مشروع تحسين سوق الزل بإزالة بقايا المباني الطينية المتهدمة حول منطقة السوق، وإعادة تنظيم البنية التحتية، وتحويل المكشوف منها إلى تحت الأرض، والقيام بأعمال التبليط، والتظليل والإنارة للممرات الداخلية للسوق ذات المحال التجارية النشطة بحيث توفر إضاءة طبيعية لتلك الممرات مع الأخذ في الاعتبار الهوية العمرانية التراثية للمدينة.

الأكثر قراءة