دول الخليج ترد على «الإندبندنت»: الدولار سيبقى عملة لتجارة النفط
اتفق الخليجيون في تصريحات متفرقة صدرت أمس عن عدد من المسؤولين على أن الدولار سيبقى عملة رئيسية لها ولتعاملاتها في أسواق النفط، قاطعة بذلك الطريق على التقارير الصحافية التي ذكرت أن هناك محادثات سرية يجريها الخليجيون لاستبدال الدولار بسلة عملات في تعاملات تجارة النفط.
ونقلت «رويترز» عن محمد الجاسر محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أمس الثلاثاء قوله إن تقريرا صحافيا عن أن دول الخليج العربية تجري محادثات سرية لاستبدال الدولار في تجارة النفط «خاطئ».
ورد الجاسر على أسئلة الصحافيين بعد مشاركته في اجتماعات لصندوق النقد والبنك الدوليين في إسطنبول عن تقرير نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية قائلا إن هذا غير صحيح على الإطلاق، ورد على سؤال عما إذا كانت السعودية ملتزمة بالدولار قائلا «لقد سألت سؤالك وأنا أجبت عنه.. سألت عن التقرير».
ونقلت «الإندبندنت» عن مصادر لم تكشف عنها قولها إن دول الخليج العربية تجري محادثات سرية مع روسيا والصين واليابان وفرنسا لاستبدال الدولار بسلة عملات في تعاملات تجارة النفط.
من ناحيته قال وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد عبد الله الصباح أمس إنه لم تجر محادثات بين الدول العربية المصدرة للنفط في الخليج لاستبدال الدولار في تجارة النفط.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
اتفق الخليجيون في تصريحات متفرقة صدرت أمس عن عدد من مسؤوليهم على أن الدولار سيبقى عملة رئيسة لها ولتعاملاتها في أسواق النفط، قاطعة بذلك الطريق على التقارير الصحافية التي ذكرت أن هناك محادثات سرية يجريها الخليجيون لاستبدال الدولار بسلة عملات في تعاملات تجارة النفط.
ونقلت «رويترز» عن محمد الجاسر محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أمس الثلاثاء قوله «إن تقريرا صحافيا عن أن دول الخليج العربية تجري محادثات سرية لاستبدال الدولار في تجارة النفط «خاطئ».
ورد الجاسر على أسئلة الصحافيين بعد مشاركته في اجتماعات لصندوق النقد والبنك الدوليين في إسطنبول عن تقرير نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية قائلا إن هذا غير صحيح على الإطلاق، ورد على سؤال عما إذا كانت السعودية ملتزمة بالدولار قائلا «لقد سألت سؤالك وأنا أجبت عليه.. سألت عن التقرير».
ونقلت إندبندنت عن مصادر لم تكشف عنها قولها إن دول الخليج العربية تجري محادثات سرية مع روسيا والصين واليابان وفرنسا لاستبدال الدولار بسلة عملات في تعاملات تجارة النفط.
من ناحيته قال وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد عبد الله الصباح أمس إنه لم تجر محادثات بين الدول العربية المصدرة للنفط في الخليج لاستبدال الدولار في تجارة النفط، وأضاف الشيخ أحمد أنه لا يتوقع تغيير في سياسة إنتاج أوبك في اجتماع المنظمة في كانون الأول (ديسمبر) ولكنه أضاف أنه قلق قليلا بشأن التراجع في معدل الالتزام بحصص الإنتاج، وتوقع أن تراوح أسعار النفط بين 60 و80 دولارا للبرميل في بقية العام.
فيما أكد مصدر في مصرف الإمارات المركزي أمس أن دول الخليج العربية المصدرة للنفط ستبقي على استخدام الدولار في تجارة الخام.
وصرح المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لـ»رويترز «سيبقون على الدولار، لفترة طويلة يجري تسعير النفط بالدولار منذ فترة طويلة جدا وسيكون من الصعب على الدول المنتجة تغيير ذلك».
و الإمارات هي عضو في (أوبك) وثالث أكبر مصدر للنفط في العالم.
إلى ذلك أكد لـ»الاقتصادية» اقتصاديان سعوديان أن للأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية الغلبة على العوامل التجارية في إبقاء النفط مسعر بالدولار، وفي إصرار الخليجيين على إبقاء العملة الأمريكية عملة ربط.
#2#
وطرح الدكتور عبد العزيز الغدير ، مستشار اقتصادي، جملة من العوامل السياسية والاقتصادية التي قال إنها السبب الوحيد لإبقاء الخليجيين متمسكين بالدولار، ويأتي على رأسها البعد السياسي المتمثل في أن الدولار هو عملة أكبر إمبراطورية في التاريخ البشري، ومدعومة بأكبر اقتصاد في العالم.
وأضاف» أمريكا أكثر دول العالم استقرارا في النظام السياسي ولديها أكبر نظام عسكري في العالم، وقواعدها العسكرية وبوارجها البحرية منتشرة في كل دول العالم.. اجتمع لهذه الإمبراطورية ما لم يجتمع لأي إمبراطورية أخرى عرفها التاريخ، لذلك أصبحت عملتها أقوى عمله في العالم».
ودفع الغدير بعامل آخر لكنه اقتصادي هذه المرة حيث قال» إن حجم التعاملات التجارية للنفط في الأسواق العالمية يوميا يتم بأحجام كبيرة لذلك تلك التعاملات تتحاج إلى عملة ذات سيولة عالية، وهذا لا يتوافر في القوت الراهن لغير الدولار حقيقة».
وتابع» أعتقد أن مجرد التسريب أو التلويح ببيع النفط بغير الدولار إشارة سياسة نحو الأمريكيين لا أكثر.. وهي إشارة قوية لأن استبدال الدولار في تجارة النفط سينهار بسعر الدولار عالميا».
ويطرح لكن الغدير في المقابل العديد من المساوئ التي تطول أسعار النفط في الأسواق العالمية، والعملات الخليجية جراء ربطها بالدولار ويقول» رغم كل المزايا التي كان ولا يزال يتمتع بها الدولار إلا أن تحول الاقتصاد الأمريكي في السنوات العشر الأخيرة لأكبر مدين في العالم وتحول الشعب الأمريكي لأكبر مستهلك، إلى جانب الأزمات التي تعرض لها الاقتصادي الأمريكي أجبرت الأسواق على خفض هذه العملة، وبدأت في فقدان قيمتها في الأسواق تدريجيا وهذا من الحلول التي اعتمدتها أمريكا لتسويق صادراتها ولكنها أضرت بالعملات والسلع المرتبطة بالدولار.
وزاد» فقد الدولار منذ بدء العالم الجاري نحو 6 في المائة من قيمته الحقيقية بسبب تراجع قيمة الدولار أمام العملات الأخرى».
وأوضح المستشار الاقتصادي، أنه يمكن الفصل بين بيع النفط بالدولار وربط العملات الخليجية به ، إذ لا ينبغي أن ينعكس ضعف الدولار على الاقتصاديات الخليجية مرتين مرة بانخفاض قيمة عملاتها ومره بتراجع قيمة صادراتها..وقال « رغم ذلك لا أتوقع أن تتغير النظرة الاستراتيجية التي تحدثنا عنها في المدى القصير حتى مع استمرار الدولار فقد قيمته عالميا إذ أنه من المتوقع أن لا ينهار سريعا وأن يظل متماسكا على المدى المتوسط».
#3#
من ناحيته قال الدكتور رجا المرزوقي، أستاذ الدراسات الاقتصادية في معهد الدراسات الدبلوماسية، إن النفي الجماعي لخبر «إندبندت» يؤكد أنه غير صحيح، ومضيفا سببا آخر لتمسك دول الخليج المصدر للنفط بالدولار كعملة بيع للخام في الأسواق العالمية وهو عدم وجود بورصة نفط في تلك الدول.
وأضاف» إن عدم وجود بورصة محلية لدى الدول المصدرة للنفط ودول أوبك عموما للمتاجرة في النفط، يجعل من التحكم في نوع العملة أمر صعبا ومعقدا.. إذ أن اعتمادها على البورصات العالمية في بيع نفطها والذي لا يشكل جزءا كبيرا يجعل التحكم في نوع العملة غير وارد».
ويتساءل المرزوقي عن السبب في إصرار متخذي القرار الاقتصادي والمالي في دول الخليج على إبقاء الدولار عملة ربط وبيع رغم تنامي المساوئ الناتجة عن ذلك..ويقول» نعتقد أن الوقت حان لفعل ذلك لأن الدولار بدأ يفقد بريقه كعملة عالمية وأصبح عرشه في تآكل.. والجميع يعلم أن الدولار سيفقد المزيد من وهجه بفعل المنافسة الشرسة من عملات بدأت تزاحم كاليورو الأوروبي واليوان الصيني وغيرها».