تقرير: تربية النحل وإنتاج العسل في الباحة

تقرير: تربية النحل وإنتاج العسل في الباحة
تقرير: تربية النحل وإنتاج العسل في الباحة
تقرير: تربية النحل وإنتاج العسل في الباحة

تعد منطقة الباحة من أكثر مناطق المملكة تنوعاً في الغطاء النباتي نظراً لتنوعها الجغرافي مابين السراة وتهامة والبادية الأمر الذي أسهم في تنوع مناخها وانتشار نشاط تربية النحل وتمكين الكثير من ملاك النحل من إنتاج العسل.

وتشهد تربية النحل بالباحة نمواً سريعاً وتعتمد في ذلك على كمية وموسمية الأمطار التي شجعت النحالين على التنقل للبحث عن مراعي جديدة لجني العسل وتسويقه وهو الأمر الذي ساعد في إنتاج أنواع من العسل مثل السدر والسمره والضهيان والطلح والصيفي والعرفجة .

وتتربع منطقة الباحة على أعلى قمم جبال السروات التي ويتراوح ارتفاعها ما بين /800 / إلى /3000 / متر فوق مستوى سطح البحر حيث تعد من أهم مناطق تربية النحل نظراً لتوفر المراعي الجبلية المناسبة خاصة في موسمي الربيع والصيف نتيجة لتساقط الأمطار في فصل الشتاء وأوائل الربيع وفي الصيف.

#2#

ويتنقل النحالون من كان لآخر بحثاً عن المراعي الخصبة ومنها المناطق التهامية خاصة مع بداية تساقط الأمطار في أخر فصل الخريف وفي الشتاء للابتعاد عن برودة الجو في المناطق الجبلية وذلك للاستفادة من المراعي النحلية الحولية التي تنتشر بعد سقوط الأمطار .
وهناك العديد من الأودية التي تعد من أبرز مراعي النحل بالمنطقة منها الخيطان و العوامر بقشبه و بيده ومعشوقة وشمرخ والخيه والمجمعه وماعل وكرا والعقيق وشوقب , وتنتشر في هذه الأودية أشجار السدر الموجودة في الحجاز وتهامة وأشجار الطلح / الشوكة / التي توجد في فروع مناطق السراة فيما تنتشر أشجار السمره من حدود الساحل إلى أسفل جبال السروات وتوجد أشجار الضهيان في سفوح جبال السروات وهو ما يعرف بالأصدار , وبهذا فإن مراحل تربية النحل وإنتاج العسل تمر في أربعة مراحل تمتد على مدار العام .

ويتغذى النحل من مصادر زهرية عدة تعمل على اختلاف أنواع العسل فعسل السدر على سبيل المثال يوجد منه عدة أنواع مثل عسل السدر الحضرمي وسدر الجنوب والسدر الكشميري والسدر البيشاوري والسدر الصيفي والسدر المصري والسدر البلدي وبالتالي فإن هناك مفاضلة كبيرة بين أنواع العسل من النوع الواحد إضافة إلى أنواع العسل الأخرى مثل عسل الحبة السوداء والعسل الجبلي وعسل البرسيم وعسل زهور القطن وجميعها تعتمد على اختلاف أذواق الناس في تفضيلها .

وتختلف أسعار العسل بحسب أنواعه فسعر الكيلو من عسل السدر الصيفي يصل إلى /250/ ريالا وسعر عسل السدر المصري /350/ ريالا , فيما يصل سعر الكيلو من عسل السدر البلدي نحو /400/ ريالا وبنفس السعر يباع كيلو عسل الضهيان , فيما يصل سعر عسل المجرى إلى نحو /500/ ريال للكيلو

#3#
وتمثل جمعية النحالين التعاونية التي أنشئت بمنطقة الباحة مطلع العام 1429هـ أحد أهم الركائز التي تسهم في تطوير وتنمية صناعة النحل وإنتاج العسل على مستوى المملكة حيث تعمل على تدريب أصحاب المناحل ومربي النحل عبر تثقيفهم بأهمية استخدام الوسائل الحديثة في تربية النحل إلى جانب جهودها في تثقيف المستهلك وتعريفه بأنواع العسل ومدى جودته عبر معاملها التي تعكف حالياً على إنشاءها لاختبارات أنواع العسل .
وتشير إحصائيات الجمعية إلى أن أعداد طوائف النحل في المملكة تصل إلى مليون خلية نحل وأعداد النحالين يتجاوز / 5000 / نحال ينتجون حوالي تسعة آلاف طن عسل سنوياً , وبرغم ذلك فإن المملكة مازالت تستورد ما يقارب عشرة آلاف طن عسل ونحو /000ر100/ طرد نحل سنوياً بالإضافة إلى استيراد معظم أدوات ومواد ومستلزمات تربية النحل الحديثة.
ويوجد بمنطقة الباحة نحو / 20 / محل لبيع العسل علاوة على عمليات البيع المنتشرة في الأسواق الشعبية بالمنطقة , ويعد عسل السدر بأنواعه من أكثر أنواع العسل مبيعاً نظراً لما يحتويه من قيمة غذائية عالية وكونه الأفضل من حيث الرائحة والطعم واللون.

وفيما يخص فوائد العسل فهي كثيرة ولا يمكن حصرها فهو يمتاز بقلة السكر حيث لا تتجاوز نسبته خمسة في المائة , والعسل بشكل عام يعتبر مادة منشطة خاصة للأطفال ويستخدم للعلاج والشفاء من كثير من الأمراض مثل أمراض المعدة والقرحة والحموضة ويعد أيضاً من المواد الغذائية عالية القيمة ويستخدم كغذاء للأطفال والكبار على السواء فهو لا يمكث في المعدة طويلاً إذ أنه سريع الهضم ويمتص بسرعة داخل الجهاز اللمفاوي ليصل إلى الدم ليقوم بتعويض السكريات المستهلكة بسبب المجهود الجسماني أو الذهني الذي يبذله الشخص.
ويعد ضعف الثقافة لدى النحالين أحد أكبر المعوقات التي تواجه صناعة النحل وإنتاج العسل بالمنطقة حيث أن كثير من النحالين يصر على استخدام الطرق القديمة في التربية والاعتماد على العمالة غير المدربة في الإشراف على النحل والعناية به إضافة إلى عدم حرصهم في الحصول على المعلومات الأساسية التي تساعدهم في المحافظة على نحلهم وتنويع منتجاتهم.

كما تواجه النحالين في المنطقة معوقات أخرى منها عدم فاعلية المناحل الإرشادية وعدم وجود دعم في أسعار مواد ولوازم تربية النحل التي تساعدهم على استخدام طرق التربية الحديثة إلى جانب انتشار مشاكل وأمراض النحل خاصة الآفات التي تؤدي إلى ضعف شديد للطوائف وأحيانا تودي إلى تدمير كامل للمناحل.

الأكثر قراءة