سوق السيارات ستنمو هذا العام 5 %
تاريخ البيوت التجارية في جدة مليء بقصص كفاح الرجال الذين بنوه بعزيمة ووفاء وإخلاص، ولعل المتابع هنا لتاريخ حركة هذه الكيانات الاقتصادية في المملكة، يجد أن إدارتها سارت بمنظومة إدارية ومحاسبية جيدة رغم تقلب الظروف والزمان، واستطاعت الصمود أمام كل المتغيرات في تلك الحقب والنكسات العالمية .
فما أسباب هذا الاستمرار والعطاء لهذه البيوت التجارية. والتي تجاوز عمر بعضها قرنا من الزمان في ظل تهدم بيوت أخرى حال رحيل مؤسسها أو رحيل الجيل الثاني؟
تقف اليوم شركة الحاج حسين علي رضا التي تأسست عام 1906م كواحدة من الشواهد الكبيرة في عطاء البيوت التجارية في مسيرة الاقتصادي السعودي، حيث حافظت على حضورها في تجارة السيارات كأقدم وكالة للسيارات في أسواق الخليج، بل تكيفت مع كل المتغيرات الاقتصادية لتستمر في عطائها على خريطة الاقتصاد الوطني جيلا بعد جيل مثل عديد من العلامات التجارية العالمية التي حافظت على وجودها في الأسواق العالمية.
في هذا الحوار الموسع مع علي حسين علي رضا العضو المنتدب لشركة الحاج حسين علي رضا وأحد قيادي الجيل الرابع لهذا البيت التجاري العريق نقلب أوراق رحلة طويلة من مشوار شركة الحاج حسين علي رضا على مدى 104 أعوام من الزمان في تاريخ هذه المؤسسة التجارية، وكيف واجهت تقلبات الزمان خاصة المراحل التجارية إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية وما بينهما من بيات اقتصادي وكيف صمدت ونهضت للعودة أكثر من مرة وما أسس وعطاء ومرتكزات الرجال الذين صنعوا هذا التاريخ لهذه البيوت التجارية العريقة، إذ تبرز اليوم شركة الحاج حسين رضا ضمن مجموعة الشركات التجارية السعودية الكبرى.
خلال مطالعتي الدفاتر التجارية لشركة الحاج علي حسين علي رضا لفت نظري أشياء وأشياء كثيرة بدءا من تدوين سندات المديونيات قبل 100 عام بالجنيهات الاسترلينية (العملات المتداولة آنذاك بين الناس في الحجاز) مرورا بطريقة حساباتهم وحفظ أوراقهم المالية.
يقف اليوم علي حسين علي رضا العضو المنتدب لشركة الحاج حسين علي رضا على عتبة مرحلة مهمة في تاريخ هذا البيت التجاري ليس للمحافظة على مجموعة الوكالات التجارية التي ارتبط اسم شركاتهم بها بل في كيفية استمرار إدارة هذا الكيان التجاري وعطائه في خريطة الاقتصاد في ظل تقلب المناخ وانفتاح الأسواق واشتداد المنافسة فبين هذه الأضلاع الرئيسية تبرز مقدرة القيادة على إدارة المخزون مع قضية تقلبات أسعار العملات ومدى التكيف الإداري والمالي لاستمرار المنافسة في صناعة السيارات، إلى تفاصيل الحوار.
## دعني أبدأ لقائي بتاريخ الحاج حسين رضا في سوق السيارات كأقدم شركة في السوق السعودية، هل وثقتم تاريخ المرحلة الأولى؟
نعم هناك جزء من هذا التاريخ موثق في دفاتر محاسبية منذ عام 1917م وقت الحرب العالمية الأولى، ولو تستعرض معي هنا الدفاتر المحاسبية تجد كيف كانت طريقة السداد في ذلك الوقت والتي كانت قبل تاريخ الدولة السعودية الثالثة بالاسترليني والأوقية الهندية، حيث كانت المنطقة مفتوحة للتجارة.
## ألا توجد طريقة لحفظ هذا التاريخ بدلا من الدفاتر؟
لدينا خطة أيضا لإعادة فهرسته وتصويره وتوثيقه وتنظيمه بشكل أفضل.
## حينما تطالع هذا التاريخ بماذا تخرج؟
أشياء كثيرة وكثيرة لعل وفاء الناس حينها كان أكبر دليل. كان التوثيق لمجرد ضبط الدفاتر المحاسبية لشركة الحاج حسين علي رضا ولكن ثقة الزبائن آنذاك أكبر بكثير، أيضا من الأشياء الطريفة أجد أن بعض زبائن شركتنا اليوم هم أحفاد زبائن شركتنا قبل نحو 80 عاما.
## من هم الزبائن؟
معظم البيوت التجارية الكبيرة آنذاك ومعظمها في جدة ومكة المكرمة.
## ما أول وكالة سيارات حصلتم عليها؟
أول وكالة حصلنا عليها في السعودية كانت لسيارات ''فيات''، وكان ذلك في العشرينيات الميلادية من القرن الماضي، حيث دخلنا تجارة السيارات عام 1926م بعد أن تأسست الشركة عام 1906م.
#3#
## عند تأسيس الشركة 1906م لم تكن هناك مؤسسات تتولى تنظيم هذه التجارة في الدولة؟
نعم.. لكن الشركة كانت عبارة عن كيان اقتصادي لابد أنه كان لديها رخص من الجهة الموجودة في ذلك الوقت، طبعاً كانت هناك مؤسسات تجارية غيرنا لكننا كنا الوحيدين الذين نستورد السيارات عن طريق شركة وإنما كان هناك أفراد يستوردون سيارات، كنا أول وكالة سيارات على مستوى الخليج وهذا أمر موثق.
## متى حصلتم على وكالة فورد؟
حصلنا على وكالة سيارات فورد في أوائل الثلاثينيات، وبعد مرور عشر سنوات تقريباً على تعاملنا مع ''فيات''، وفي فترة الثلاثينيات والأربعينيات بدأنا نستورد أعدادا مختلفة من السيارات من شركات مختلفة بعضها اندمج والبعض الآخر أغلق، فمثلاً شركة استودابيكر (أمريكية) كنا وكلاء لها في الأربعينيات وما زالت موجودة اليوم لكن تصنع اليوم ثلاجات، وشركات أخرى مثل هوب موبيل شركة أمريكية من ميتشجان، كانت التجارة غير منظمة مثل اليوم، بعد المسافة وصعوبة التسيلم كانا تتطلبان جهدا كبيرا من أي تاجر في ذلك الوقت.
## كيف تقرأ اليوم سوق السيارات بعد هذه التجربة الطويلة في سوق السيارات السعودية؟
أعتقد أن الفرق اليوم هو التنوع في شركات تصنيع السيارات من مختلف قارات العالم مما يعطي خيارات واسعة في سوق السيارات، فيما كانت السوق في الماضي محتكرة من قبل شركات دولتين (أمريكا، واليابان) مع وجود للألماني لكنه لا يرتقي ليقارن من حيث المبيعات بمبيعات شركات هاتين الدولتين، أما الآن ما نراه لا توجد شركة سيارات في العالم إلا ولها وجود في المملكة، الأمر الذي أدى إلى زيادة المنافسة وفي رأيي أن هذا التطور النوعي في قطاع السيارات السعودي زاد من قوة المنافسة وتطور الخدمة لصالح المستهلك والأسعار تكون أيضا في منافسة والخدمة تتحسن، أنجح وكالات السيارات في المملكة اليوم هي التي توفر الصيانة والخدمة للعميل.
## كم يبلغ معدل نمو السوق السعودية حالياً؟
توقعاتنا أن ينمو قطاع السيارات في عام 2010 من 4 إلى 5 في المائة تقريباً، في 2009 هناك شكوك في وجود نمو أصلاً لأن بداية العام كان فيها تقلص في حجم السوق إلا أن الإحصائيات غير موجودة ولكن من واقع خبرتنا فإن نسبة التراجع في الأشهر الستة الأولى من 2009 بلغت 5 في المائة مقارنة بعام 2008 والذي شهد بيع 550 ألف سيارة تقريباً عن طريق الوكلاء.
#2#
## كم تقدر نسبة المستعمل؟
المستعمل من 100 إلى 150 ألف سيارة بمعنى أننا نتحدث عن 700 إلى 750 ألف سيارة دخلت السوق السعودية في 2008م، طبعاً نحن نأمل في الحصول على إحصائيات حديثة ودقيقة من وزارة المالية لأن الجمارك تحصل الرسوم على السيارات وبالتالي ستكون لديهم أرقام عن أعداد السيارات الجديدة، والمستعملة وأنواعها.
## هل من الصعوبة الحصول على هذه المعلومات؟
في الواقع نحن سعينا كثيراً للحصول على هذه المعلومات، لكن بصفة عامة في المملكة ليس لدينا إحصائيات، لكن السلع متوافرة بسهولة بالنسبة لأي تاجر أو صانع أو عامل في المنظومة الاقتصادية لابد أن تتوافر له معلومات حديثة ودقيقة عن الاقتصاد وصورة واضحة ليتم التخطيط والاستثمار بناء عليها، وهذه نقطة مهمة ونتمنى على وزارة المالية تزويد جميع القطاعات بالمعلومات الحديثة والدقيقة عن كل السلع وأداء الاقتصادي السعودي بصفة عامة لكي تتضح الأمور.
بين بيع السيارات كوكلاء وقطع الغيار والصيانة، أين يتوافر هامش الربح الأعلى؟
الهامش الأعلى بصفة عامة في قطع الغيار، لكن قطع الغيار كنسبة من المبيعات الإجمالية للشركة لا تمثل أكثر من 15 في المائة، يعني 15 في المائة من مبيعات هامش الربح فيها جيد ويراوح من 15 إلى 35 في المائة حسب قطع الغيار وأسعارها، لكن الفرق بين سنة مربحة وغير مربحة لأي وكيل سيارات هو هامش الربح في بيع السيارات وقطع الغيار، وهناك أهمية قصوى لإدارة مخزون أي وكيل من السيارات وتحقيق الأرباح لأن هنا دفع عمولات.. إذاً إدارة المخزون مهمة إلى جانب هامش الربح على السيارات وربما أقل عند تصريف المخزون إلى أقل من 15 في المائة حسب نوع السيارة ورغبة السوق فيها.
## هل تجدون صعوبة في إدارة المخزون بعد هذه التجربة؟
إدارة المخزون ليست بالأمر الهين، أصبح لي أكثر من 20 سنة في مجال السيارات، لا يمكنك وضع نظام يضمن إدارة المخزون يقيم السوق والطلب شهرياً ومتى تقدم عروضا لتصريف السيارات قبل زيادة المخزون لديك.. لأن المشكلة هي أن اقتصادنا متقلب نظراً لاعتمادنا الكبير على البترول في الدخل، وعندما يرتفع سعر البترول الاقتصاد يتحرك والعكس عند انخفاض الأسعار السوق ينكمش، ونحن لا نتوقع هذه الأمور، طلبات السيارات لابد من تحضيرها قبل أربعة أشهر من وصول السيارة إلى المملكة، نحاول تعديل طلباتنا وفقاً للمعطيات التي أمامنا، وحجم السوق والطلب على السيارات يؤثر كثيراً في الحركة الاقتصادية، السيارات ليست من الضروريات ولهذا قرار الشراء من عدمه يعتمد على الحالة الاقتصادية بشكل عام للبلد.
## خلال العقود الماضية كان هناك صراع في خطف وكالات السيارات، الملاحظ أن السنوات الأخيرة تشهد تنازلا عن بعض الوكالات كيف تقرأ هذا الاختلاف؟
أعتقد أن هناك نوعاً من النضج لدى رجال الأعمال، في السابق كان الناس يظنون أن قطاع السيارات مربح ولهذا قرروا الدخول في هذا المجال، الكثير من وكلاء السيارات وأصحاب الخبرة الطويلة في هذا المجال حققوا خسائر كبيرة ومن أخذ وكالة وثابر واجتهد فيها ذلك لأنه استثمر فيها أكثر من التفكير في الربح فقط، هذا المجال يحتاج إلى صبر طويل وأسماء كبيرة لتشغيل وكالات السيارات، العاملين في هذا المجال يقدرون هذا الأمر، ليس هناك ما يمنع من الحصول على وكالات، لكن في الفترة الأخيرة أصبح الناس يدرسون اقتصادياً أي مشروع قبل الإقدام عليه، نحن محظوظون بأننا دخلنا هذا المجال منذ 80 عاماً فبنينا وعملنا جهد سنوات، أما الآن كي تؤسس وكالة سيارات ولتنافس الوكلاء القدامى فإنك تحتاج إلى رأسمال كبير وصبر مثل أي عمل تجاري أو صناعي، الأهم هو رأس المال الكافي.
#4#
## تتكئون على تجربة طويلة في سلة مختلفة من السيارات الأمريكية، اليابانية والإنجليزية، كيف تقيمون تعاملكم مع هذه الوكالات ولاسيما اختلاف الأسواق؟
نحن نحاول أن نمثل فئات مختلفة في السوق تجنباً للتضارب مع وكلاء السيارات، ونحرص على عدم وجود وكالات متنافسة لدينا لأن ذلك يضيع الوقت ورأسمال المال، وتجربتنا نجحت لأننا استطعنا أن نقدم سيارات لكل فئات حسب الطلب، لا أقول إننا نغطي كل السوق لأنها كبيرة ومتشعبة ونحن لا نغطي من 25 إلى 30 في المائة من حاجة السوق بالموديلات التي لدينا، وفي الشركات التي نمثلها يرون هذا الشيء ويقدرون عملنا بحيث إننا لسنا مراكز تجميع وكالات فقط وإنما هناك استراتيجية وخطة وكل وكالة نخدمها في فئتها.
## من حيث وقت الصرف وتغيير العملات وانعكاس ذلك على المستهلك، كيف تتعاملون مع ذلك؟
في الحقيقة أحياناً نتعامل مع أربع عملات، فالدولار تعامله مع الريال وربما أمره سهل، ثم الين الياباني، ثم اليورو، ثم الجنيه الاسترليني، هذه العملات منفصلة عن بعض، سعر السيارة يتأثر من شحنة إلى أخرى ونحاول الشراء عند نزول العملات كما نحاول تأخير الشراء في حال ارتفاع بعض العملات، دون شك أن حركة العملات تؤثر مباشرة في أسعار السيارات، وكلما ارتفع سعر السيارة كلما كان التأثير أكبر مثل سيارات ''استين مارتن'' حيث أدت حركة العملة إلى وجود فرق في أسعارها السنة الماضية بلغ 200 ألف ريال، السيارة التي كانت بمليون ريال نزلت إلى 800 ألف عندما نزل الجنيه الاسترليني، وهذا فرق كبير، ربما لا يلاحظ الفرق في السيارات الصغيرة، الأمر نفسه للشاحنات، حتى إن بعض العملاء الذين لديهم أسطول من الشاحنات ويرغبون في تجديدها أصبحوا يعرفون الأوقات المناسبة.
## أعود إلى حصص السوق، هناك مبالغة من البعض هل يمكن أن تشرح لنا الأمر عن حصص السوق من مختلف السيارات سواء الأمريكية، أو اليابانية، أو غيرها؟
من دون شك أن السيارات اليابانية تشكل نسبة لا تقل عن 50 في المائة من حصة السوق في المملكة، ومعروف أن السيارات من السلع التي يصعب التلاعب في أرقامها لأنها ظاهرة للعيان في الشارع، ليس مثل بعض السلع الأخرى، بعدها يأتي الأمريكي الذي كان يحتل المركز الثاني بقوة لكن الآن نلاحظ أن هناك منافسة شرسة من الشركات الكورية على هذا المركز وموديلاتها بدأت تتحسن سنوياً، الأوروبي لديه حصة لكن بحكم أسعاره ومحدودية السوق الذي يبيعون فيه لديه حصة قوية وسيظل محافظا على المركز الرابع، في المستقبل الطلب سيكون على السيارات الصينية أولاً ثم الهندية لأنها في صعود، لكن الآن الأنظار مسلطة على صناعة السيارات الصينية.
## كم عدد أنواع السيارات الصينية؟
ما أعرفه أن هناك أربعة إلى خمسة أنواع من السيارات الصينية، ربما بعض الأنواع لديها وكيل أو اثنان لكن حتى الآن لا يوجد وكيل مسيطر وما زالوا في بداية المشوار وبرأيي أن السيارات الصينية ستفعل ما فعله الكوريون قبل عشرين عاماً، حيث كانوا لاشيء وهم اليوم ينافسون على المراكز الأولى.
## من خلال التجربة مع الشركات الأوروبية، واليابانية، والأمريكية، أي الشركات لديها التزام أفضل واحترام للوكيل؟
لا أعتقد أنه بإمكاننا تصنيف الشركات، لكننا نستطيع تقييم مديري الشركات، فأحياناً يأتي مدير متفهم ومنسجم وعلى اطلاع على السوق بشكل كامل وهو ما يسهل تعاملنا معه، ومرات أخرى يأتي مدير تتمنى أن يتغير بسرعة، وكل الشركات تحوي النوعين.
## أنتم كشركاء في المعهد السعودي الياباني، كيف تقيمون هذه التجربة؟
نحن من أكبر المشجعين لمثل هذه المراكز العلمية الفنية التي تعتبر مثالاً للإنجاز والتعليم والتدريب السعودي وفكرة المشروع جاءت من المهندس محمد جميل الذي اقترح فكرة المعهد على وكلاء السيارات اليابانية قلنا له كيف يمكن لوكلاء متنافسين إنشاء معهد يدرب فنيين ثم يأخذ كل واحد فنييه؟ ومن ثم جمع المهندس محمد الوكلاء واتفق الجميع على أن إنشاء المعهد مطلب وطني وفي الوقت نفسه مفيد لهم، ثم تبرع خادم الحرمين الشريفين بالأرض لبناء المعهد وفي إحدى زياراته لليابان طلب منهم دعم هذا المعهد ووافق اليابانيون وكانت هناك شراكة ثلاثية بين وكلاء السيارات اليابانية، الحكومة السعودية، والحكومة اليابانية، ونشأ المعهد وفي الحقيقة نوعية التدريب فيه عالية جداً وخريجوه مؤهلون للعمل بعد أن يمضوا ثلاث سنوات فيه من التعليم العميق في صيانة السيارات.
## ألم تشجعكم هذه التجربة كوكلاء للسيارات الأمريكية؟
بلى، لكن شركات فورد استشارتنا في الفكرة، وأخذوا آراءنا وخبرتنا في المعهد الياباني الذي قاموا بزيارته، وأعتقد أنهم يبحثون هذا الأمر، لكن السيارات الأمريكية لديها ثلاث شركات، وكل واحد كان لديه معهد تدريب، لكن كمثال للمعهد السعودي الياباني أفضل مثال ونحن نشيد بهذه التجربة وتعميم ذلك على الأفكار الأخرى.
## أنتقل لسوق الشاحنات في السعودية، كيف تقرأ هذه السوق؟
سوق الشاحنات تعتمد بالفعل على حركة المشاريع والاستثمار في المملكة، عندما ترى الحركة الاقتصادية مزدهرة تعرف بأن سوق الشاحنات منتعشة، وهذه السوق مسيطرة عليها الشركات الأوروبية، وهذا أمر غريب، 90 في المائة تقريباً للأوروبيين، ويبلغ حجمها نحو عشرة آلاف سيارة ثقيلة فوق 15 طنا، وما فوق بمبلغ نحو 3.5 مليار ريال، لكن هذا يعتمد على الحركة الاقتصادية مثلما أشرنا، ففي بعض السنوات يتقلص لأقل من النصف، وأوائل السنة الحالية كان صعبا جداً لأن كثيرين تخوفوا من الوضع، وأجلوا شراء الشاحنات خوفاً من تأجيل أو إلغاء بعض المشاريع، لكن النصف الثاني من 2009 عادت الحركة إلى هذا القطاع.
## أعود إلى تجربتكم في سوق السيارات، أنتم كوكلاء أنشأتم شركة تقسيط، هل يعود ذلك إلى فشل شركات التقسيط الموجودة وضعفها أم أن علاقتها مع البنوك غير قوية؟
عندما تدخل أي مشروع لا بد أن يكون لديك رأس المال الكافي، في رأيي أن فشل بعض شركات التقسيط هو عدم الأخذ في الحسبان هذه النقطة، لأنك تشتري للزبون سيارة بـ 100 ألف ريال لن تعود إليك إلا بعد أربع أو خمس سنوات حسب التقسيط، ولك أن تتصور كم تحتاج من رأس المال حتى يمكن بيع على سبيل المثال ألف أو ألفي سيارة سنوياً، كثير من الشركات تدخل هذا المجال ويقسطو 500 سيارة ثم يكتشفون أن رأس المال ذهب، فإما أن ينتظروا التحصيل أو ضخ رأسمال جديد، أو الاقتراض من البنوك وفي هذه الحالة ترتفع التكاليف عليك، أما حال السوق حالياً البنوك هي أكبر مصدر لتقسيط السيارات في السوق السعودية، ثم شركات تقسيط متخصصة أخرى لديها رأسمال كاف.
## حالياً البنوك تقسط السيارات والوكيل وشركات التقسيط فمن هو الأفضل والأسرع مبيعاً؟
أعتقد أن البنك يحتل المرتبة الأولى، هناك بعض شركات التقسيط معاملتها سلسة وسريعة، وكذلك البنوك، الأمر يعتمد على الإجراءات نفسها وعلى المشتري نفسه فبعض المشترين من السهولة قبوله والبعض الآخر يحتاج إلى وقت حتى تتأكد من حالتهم المالية.
## إذاً أنتم كوكلاء لماذا تزاحمون البنوك وشركات التقسيط؟
على العكس تماماً نحن نرغب في الخروج من مجال التقسيط كوكلاء، لكن هذا يجعلنا نسأل كيف بدأ مجال تقسيط السيارات في المملكة، سوق السيارات في المملكة حتى منتصف الثمانينيات بعد الطفرة الأولى كانت بالنقد، فجأة جاء أول انخفاض في سعر البترول في منتصف الثمانينيات وأصبح سعر السيارة التي تباع بـ 12 ألف ريال أصبح اليوم سعرها بـ 50 ألف ريال، المستهلك بطبيعة الحال احتاج إلى التقسيط لعدم قدرته على الدفع نقداً هذه المبالغ، والبنوك لم تكن مستعدة للتقسيط في ذلك الوقت وكانت ترغب في تمويل الشركات، وليس المستهلكين، في أوائل التسعينيات نمت شركات التقسيط التابعة للوكالات، ونحن دخلنا مجال التقسيط في ذلك الوقت، وبمرور الوقت وجدنا أننا نتحول من وكالة سيارات إلى شركة تقسيط حتى أصبح المليارات في السوق للتقسيط عن طريق الوكلاء، وهذا ليس عملنا، نحن ببساطة نريد أن نبيع ونصلح سيارات، ثم بدأت البنوك في تقسيط السيارات عندما تم تحويل مرتبات الموظفين إلى البنوك مباشرة، هذه نقطة التحول في رأيي في سوق التقسيط، لأن التحصيل أصبح سهلا عليها، بعض البنوك دخلت بشركات خاصة في التقسيط، وبالتالي بدأ دورنا يتلاشى، كنا في شركة حسين علي رضا من 70 إلى 75 في المائة من مبيعاتنا بالتقسيط، حالياً لا تتعدى 15 في المائة من مبيعاتنا نقسطها، وإذا استطعنا التخلي عنها سيكون ذلك أفضل لنا لكنني لا أعتقد التخلي نهائياً عنها لوجود بعض الزبائن لديك لكن تقليص النسبة أمر مهم.
#5#
## هل خدمكم برنامج سمة؟
علاقتنا مع برنامج سمة حديثة من شهرين أو ثلاثة ونلاحظ نتائج إيجابية لهذه العلاقة، وأنصح بقية الوكلاء بالاشتراك في هذا النظام.
## الموزعون يشتكون من مزاحمة وكلاء السيارات لهم في المبيعات؟
هذا الأمر من الممكن أن يحدث، لكن الوكيل لن يعيّن موزعا إلا في المنطقة التي لا يوجد فيها، لكن في بعض الأحيان تجد أن بعض الناس يأتون لشراء سيارات، ويأخذونها للمنطقة التي فيها الموزع، لكن إذا كنت وكيلا وأبحث عن المصلحة يفترض أن أعين موزعين في مناطق غير موجود فيها، لكن لكبر حجم المملكة قد يحدث مثل الأمر وهذا الأمر طبيعي.
## كيف ترى تجربة الشباب السعودي في التسويق؟
الشباب السعودي بصفة عامة تجربتهم ممتازة، خبرتنا معهم ليست مبيعات فقط، لدينا خبرة جيدة معهم، وأداؤهم رائع، وأعود لأضرب المثل بالمعهد السعودي الياباني، أفضل فنيين في ورشنا هم من السعوديين خريجي المعهد، وهناك التزام قوي منهم وإنتاجيتهم عالية.
## هل حملة خليها تصدي أزعجتكم؟
لا شك أنها أزعجتنا، ليس لنتيجتها لكن المغزى منها والهدف من ذلك، فأسباب منظمي الحملة أن الوكلاء قاموا برفع الأسعار وهذا مناف للحقيقة وهذا ما أزعجنا بالفعل، كان قصد الحملة إساءة لسمعة التجار، الوقت أثبت أن أسعار السيارات ثابتة والوكلاء لا يغالون في أسعارها، وأدعو أي شخص لمقارنة أسعار السيارات في المملكة مع دولة خارج السعودية ولن يجد أي سيارات أرخص من المملكة، وهذا الكلام نتيجة لدراسات قمنا بها لأكثر من مرة، وما أستغربه أن الناس تقول السيارات غالية هنا لكنهم لا يطلعونا أين السيارات الأرخص من هنا، بعض الناس يجلب سيارات مستعملة من الخارج بأسعار مناسبة لكن لا يمكن مقارنتها بالجديدة بأي حال، هناك أناس يستوردون سيارات جديدة بكميات محدودة والسوق مفتوحة هنا في المملكة.
## أين تكمن الفرص الاستثمارية لمن يرغب في الدخول في مجال السيارات؟
أعتقد أن أهم فرص في صناعة السيارات في قطع الغيار، لأن كثيرين يتحدثون عن إنتاج السيارات في المملكة، أريد التذكير أن المصانع خارج السعودية يقولون يمكن تجميع سيارات في المملكة لكن ستضطر إلى استيراد 90 في المائة من القطع وتقوم بتجميعها، لكن في حال رغبنا في صناعة السيارات علينا أولاً صناعة القطع، التي تدخل في صناعة السيارات، ومن ثم تكون لديك القدرة لإنتاج السيارات في المملكة، صناعة قطع السيارات هي الفرصة الكبرى لدينا، ولدينا صناعة متواضعة مثل البطاريات وغيرها.
## لماذا يحارب الوكيل أي تاجر يدخل في استيراد قطع الغيار؟
دعني أصحح، الوكيل يحارب من يستورد قطع الغيار المغشوشة، أما الأصلية منافسة، لكننا نحارب المغشوشة، لأن هذه القطع تؤثر في سمعة السيارات، وبالتالي الوكلاء، حيث يتذمر المستهلك من الوكيل، وليس من القطع المغشوشة، ويحدث معنا كثيراً، يأتينا عملاء تعرضوا لمثل هذه المواقف، ولهذا نحن نتعاون مع الجمارك وبقية الجهات للقضاء على القطع المغشوشة.
## بين العقارات، الصناعة، التجارة، التقنية، والسيارات، أي أنواع هذه المحافظ أسرع ربحا وأريح نفسياً للاستثمار؟
أعتقد أن كل محفظة لها وقتها وظروفها، لأن في بعض السنوات يكون العقار الأفضل للاستثمار، أحياناً الأغذية تكون الأفضل، وأحياناً أخرى السيارات تكون الأجدى لنا، المجالات الاستثمارية في خير طالما هناك نمو في اقتصاد المملكة، إنما الجميع خاضع لدورات اقتصادية، ما أنصح به هو أن أي شخص يريد الدخول في أي مجال عليه دراسة هذا المجال، وعدم الدخول لمجرد أنه رأى شخصا آخر نجح في هذا المجال، وسبب فشل وتعثر عديد من المشاريع عدم الدراسة الوافية لها من البداية، فدراسات الجدوى ناقصة في المشاريع.
## كيف ترى دور لجنة وكلاء السيارات في الغرف السعودية؟
اللجنة خدمت ودورها كبير في التواصل بين الوكلاء والجهات المعنية لتطوير صناعة السيارات، كثير من الاستفسارات تأتينا من عدة جهات، ولا ننسى أن هذا المجال أكبر مجال اقتصادي في المملكة، وهو ما يوجب وجود لجنة تعنى بأموره.
## تجربة انتقال ''فولفو'' إلى وكيل من خارج المملكة، هل هو فشل من الوكلاء أم غياب أم رغبة الشركة المصنعة؟
أعتقد أن شركة فولفو تلقت عدة عروض من عدة شركات سعودية وخليجية لبناء وكالة لها في المنطقة، ورأت عرض المستثمر الخليجي، وهذا شيء طبيعي نتمنى أن نستفيد منه نحن السعوديين، ونفتح شركات في دول خليجية على غرار ذلك، ونحن من أنصار التجارة العالمية المفتوحة، وكلما انفتحت المملكة أمام الشركات الأجنبية كان ذلك أفضل بالنسبة لنا لأن هذه الاستثمارات ستضخ في السوق السعودية.
## دخلتم في سوق التقنية، كيف تقرأ تجربتكم في الاستثمار؟
شركة الكمبيوتر تجربة رائعة وناجحة، وهذه الشركة التي قمنا بشرائها ذات تاريخ طويل في المملكة من أوائل الشركات التي تأسست عام 1978م ولديها تاريخ مع الجهات الحكومية، قمنا بشرائها عام 1997م وكنا عملاءها، وعندما رغب صاحبها في التقاعد، استثمرنا فيها، وكان استثمارا مجديا، فمجال التكنولوجيا مجال مهم في السنوات المقبلة.
# السيرة الذاتية
علي حسين علي رضا
تاريخ ومكان الميلاد : 7 مارس 1961م – جدة
الحالة الاجتماعـــــية: متزوج ولديه طفلان
## المراحل التعليمية:
تلقى التعليم الابتدائي في المملكة ولبنان. درس المرحلة الثانوية والتعليم العالي في إنجلترا.
حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال في جامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
حصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة بيبرداين في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
## أول وظيفة دوام كامل:-
إدارة استثمار الموارد المالية Investment Fund Management في نيويورك في عام 1986م.
## الأعمال التي يشغلها حالياً:-
- عضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة الحاج حسين علي رضا وشركاه المحدودة أقدم وكلاء سيارات في المملكة العربية السعودية موردي وموزعي سيارات مازدا من اليابان – وفورد ميركوري من الولايات المتحدة الأمريكية وشاحنات مان من ألمانيا وسيارات أستون مارتن البريطانية (انضم إلى المجموعة في عام 1987م).
- عضو مجلس إدارة مجموعة سامبا المالية (منذ عام 2003م).
- رئيس مجلس الإدارة للشركة الوطنية لأنظمة الحاسب الآلي (ناتكوم) إحدى أقدم شركات الكمبيوتر في المملكة العربية السعودية في مجال الأنظمة والتحليل والصيانة (منذ عام 1997م).
- رئيس مجلس الإدارة لشركة الوسيلة لتأجير السيارات المحدودة (شركة هيرتز للتأجير) المملكة العربية السعودية (منذ عام 2002م).
- عضو مجلس إدارة الشركة العربية لتجارة المواد البترولية (أبسكو) (منذ عام 2008م).
- رئيس مجلس إدارة بنك جلف ون في البحرين (منذ عام 2006م).
- رئيس مجلس إدارة الشركة العالمية للتأمين (منذ عام 2009م).
## الأعمال الأخرى:-
- رئيس لجنة وكلاء السيارات في الغرفة التجارية الصناعية في جدة للدورة الخامسة عشرة.
- عضو اللجنة التجارية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة.
- عضو اللجنة الوطنية التجارية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة.
- عضو اللجنة الوطنية للسيارات في الغرف التجارية السعودية.
- عضو مجلس منطقة مكة المكرمة في الدورة الرابعة 1426هـ - 1430هـ.
- رئيس مجلس إدارة وكلاء شركة فورد الشرق الأوسط 1994م سابقاً.