المعرض الدولي للتعليم العالي ريادة علمية عالمية

برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - تشهد المملكة العربية السعودية هذه الأيام حدثاً بارزاً، حيث تحتضن لأول مرة معرضاً دولياً للتعليم العالي بحضور نخبة كبيرة من الأكاديميين والخبراء الدوليين، ويأتي هذا في سياق النقلات النوعية، والتطور المشاهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، الذي ما فتئ يدعم مسيرة العلم والتعليم في جميع مجالاته.
إن إقامة هذا المعرض يعد ريادة علمية عالمية، ونقلة نوعية للتعليم العالي في المملكة بما سيحققه - بإذن الله- من نشر وعي متكامل عن قضايا التعليم العالي ومؤسساته على مستوى العالم، وما سينجم عن ذلك من فتح لقنوات التواصل الإيجابي بين الجهات التعليمية في المملكة والخليج ومؤسسات التعليم العالي في العالم.
وتنظيم وزارة التعليم العالي في المملكة لهذا المعرض الدولي فخر لكل مؤسسات التعليم في المملكة وعلامة مضيئة في مسيرتها، ومن المتوقع أن ينعكس أثر ذلك المعرض على جميع المؤسسات التعليمية المشاركة فيه، سواء من داخل المملكة أو من خارجها، فعلى الصعيد الداخلي يأتي المعرض توحيداً لجهود مؤسسات التعليم العالي السعودي في الاستفادة من التجارب الدولية التي ستمدها بكثير من الخبرات، ولا سيما لتلك الجامعات والمؤسسات حديثة الإنشاء، ويتيح لأعضاء هيئة التدريس التعرف على الخبرات والإمكانات العالمية، والتواصل مع الأساتذة المتميزين عالمياً، ويمكن توقيع اتفاقيات تعاون مع تلك المؤسسات والجامعات الأجنبية، تحت نظر وإشراف من وزارة التعليم العالي؛ لتحقيق التنمية المستدامة في قطاع التعليم السعودي. كما أن استضافة الوزارة لهذا المعرض تعزز من سياحة المؤتمرات والمعارض في المملكة، فبعد أن كانت تلك المعارض تقام خارج المملكة أصبحنا اليوم نشهد معارض دولية على أرض المملكة، ما سيعزز بلا شك قطاع السياحة ومرافقها في المملكة، حيث ستشهد المملكة سوقاً رائجة لقطاع الفنادق، وستشهد المملكة حراكاً تجارياً، هذه بعض الفوائد المتوقعة من هذا المعرض على النطاق الداخلي، أما خارجياً، فإن لعقد هذا المعرض في الرياض العامرة فوائد مرتقبة، فهو سيغير من نظرة المؤسسات الأجنبية إلى التعليم العالي السعودي، فليس من رأى كمن سمع. ويأتي هذا المعرض في وقت تطلعت فيه مؤسسات التعليم العالي في المملكة إلى إحراز ريادة في التصنيفات العالمية، وإطلاق الوزارة لبرنامج الريادة العالمية للجامعات السعودية، ما سيجعل من المعرض مجالاً للتقدم في هذا البرنامج، وتحسن تقييم الجامعات السعودية ضمن التصنيفات العالمية، عن طريق تقييم النظراء من الأكاديميين والعلماء من مختلف التخصصات، وستطلع تلك المؤسسات الأجنبية عن كثب على مراكز بحثية سعودية متميزة، وكراسي علمية، وأعضاء هيئة تدريس على درجة عالية من الكفاءة، ما سيتيح فرصة للتعاون، وانبثاقا لفكرة الابتعاث إلى الجامعات السعودية. وقد تميز هذا المعرض - علاوة على أنه الأول من نوعه في المملكة - بحضور كبير للأكاديميين من داخل المملكة وخارجها، وتفاعل مع أنشطة وفعاليات المعرض، ولقي قبولاً كبيراً لدى الأوساط التعليمية العالية في مختلف دول العالم.
هذا، وقد بذلت وزارة التعليم العالي جهداً كبيراً لإنجاح هذا المعرض، ونظمت عدداً من المناشط العلمية والأنشطة المصاحبة للمعرض، وستتيح الفرصة أمام المؤسسات التعليمية وطلابها على اختلافهم للاستفادة من هذا المعرض؛ والتعرف على مؤسسات التعليم العالي السعودية والأجنبية، والوقوف على الخبرات العالمية في هذا المجال.
وإننا في الختام نرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز جزيل الشكر والعرفان على رعايته الكريمة، وتشريفه هذا المعرض، وعلى ما يبذله من جهود في مجال تطوير التعليم، ما جعل التعليم في المملكة يقف في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال.
والشكر لوزارة التعليم العالي ممثلة في معالي الوزير الدكتور خالد بن محمد العنقري، ونائبه معالي الدكتور علي العطية، على جهودهما وجهود العاملين معهما في التنظيم لهذا المعرض، وكلنا تفاؤل بهذا المعرض، الذي بدأت تظهر ثماره يانعة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي