بعد وفاة طنطاوي.. من يشغل مشيخة الأزهر؟
خيم الحزن على مشيخة الأزهر في القاهرة أمس، على أثر وفاة الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي رحل إثر أزمة قلبية مفاجئة في المملكة. وفيما توافدت برقيات التعازي على المشيخة، تولى الدكتور محمد عبد العزيز وكيل الأزهر القيام بمهام شيخ الأزهر إلى حين اختيار من يخلف طنطاوي.
وقد أثيرت مبكرا أزمة من يشغل كرسي الفقيد وهل سيتم انتخابه أم انتظار قرار جمهوري بتعيينه. ورجح المراقبون أن أقرب الأسماء المرشحة للتعيين هما الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية والدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر وتصاعدت المطالبات بانتخاب شيخ الأزهر حيث يستعد نواب برلمانيون لإثارة القضية تحت قبة البرلمان المصري مجددا وكانت قد أثيرت المسألة من قبل إلا أنه لم يتم حسمها. أما عن علماء الدين فقد انقسمت آراؤهم، فيرى الدكتور عبد الصبور شاهين المفكر الإسلامي اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب لا بالتعيين، مشيرا إلى أن يكون اختياره من بين علماء الأزهر الشريف، ولا يصوت فيه غير الأزهريين، وليس من حق أية مؤسسة أخرى سياسية أو غير سياسية التدخل في مسألة اختيار من يصلح لأن يكون شيخا للأزهر، خاصة أن هذا المنصب له حساسيته.
أما الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر سابقا، فيرى أنه لا جدوى من الخلاف حول مسألة انتخاب شيخ الأزهر على أنه ينتخب بالفعل. ويقول: «إن هذا الانتخاب يبدأ أولا في عضوية مجمع البحوث الإسلامية، فلا يتم تعيين أعضاء هذا المجمع وإنما يتم انتخابهم، وعندما يراد تعيين شيخ للأزهر يتم اختياره من هؤلاء الأعضاء الذين تم انتخابهم لعضوية المجمع من قبل».
وأكد هاشم أنه لا يصح أن يُطرَح منصب شيخ الأزهر على العامة لينتخبوا من يتقلد بهذا المنصب، خاصة أن المناصب في الشريعة الإسلامية لا تطلَب، وبالتالي فلن يتقدم أحد ليقول: «عينوني شيخا للأزهر.
يعد الأزهر أعلى مؤسسة دينية في مصر، بل يعتبره الكثيرون أعلى مرجعية مؤسسية في العالم الإسلامي بأكمله، لذا فإن منصب شيخ الأزهر يأخذ أهمية كبرى وسط المناصب الدينية في العالم لمسلمي السنة.
وشيخ الأزهر، كمنصب بدأ رسميا عام 1101 هـ ، وتولى منصب شيخ الأزهر حتى الآن 42 عالما، كان أولهم الشيخ محمد بن عبد الله الخراشي، وكان آخرهم الدكتور محمد سيد طنطاوي، الذي تولى المشيخة عام 1996م لأكثر من 14 عاما قضاها على رأس المؤسسة الدينية في مصر، وقد أثار جدلا كبيرا
طوال فترة توليه المشيخة. وكان الشيخ طنطاوي صاحب علم غزير ألف عديداً من المؤلفات في العلوم الشرعية خاصة التفسير والحديث، ومن أبرز مؤلفاته: بنو إسرائيل في القرآن والسنة عام 1969،التفسير الوسيط للقرآن الكريم عام 1972، القصة في القرآن الكريم عام 1990، ومعاملات البنوك وأحكامها الشرعية عام 1991، اتخذ الشيخ الراحل مواقف كانت صادمة للبعض لكنه كان شجاعا في رأيه الذي يتوصل إليه اجتهاده بغض النظر عن موقف الآخرين، وهو الأمر الذي جعله ضيفا دائما في وسائل الإعلام مرة بالهجوم عليه ومرة أخرى للدفاع عن نفسه.