مقتل الرئيس البولندي ووفد رفيع المستوى في تحطم طائرة
صرح مصدر أمني روسي بأنه من المرجح أن يكون خطأ بشري هو السبب وراء تحطم طائرة الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي في غربي روسيا والذي لقي خلاله كل ركاب الطائرة البالغ عددهم 132 شخصا بما في ذلك الرئيس البولندي وزوجته إضافة إلى وفد رفيع المستوى حتفهم. وصرح المصدر بأجهزة الأمن الإقليمية، « من المفترض أن يكون خطأ من جانب طاقم الطائرة خلال مناورات الهبوط تسبب في تحطم الطائرة الذي تردد أنه نجم عن اصطدام الطائرة بأشجار خلال هبوطها مما تسبب في اشتعال النيران فيها».
وكانت الطائرة تقل وفدا بولنديا كان متوجها في زيارة خاصة إلى بلدة (كاتين) لإحياء ذكرى مأساة الضباط البولنديين الذين لقوا مصرعهم في ذلك المكان.
وأعلن مصدر رسمي أن رئيس مجلس النواب في البرلمان البولندي سيتولى طبقا للدستور مهام رئيس الدولة بعد مقتل الرئيس ليخ كاتشينسكي. وقالت مستشارية رئاسة مجلس النواب «إن رئيس المجلس برونيسلاف كوموروفسكي في طريقه إلى وارسو من غدانسك (شمال) حيث كان موجودا صباح أمس».
وكوموروفسكي هو المرشح الرسمي للحزب الليبرالي المدني إلى الانتخابات الرئاسية المقررة هذا الخريف والتي كان من المفترض أن يخوضها ضد ليخ كاتشينسكي مرشح اليمين المحافظ. من جهة أخرى أعلن المتحدث باسم الحكومة بافل غراس أنه تقرر عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء البولندي في وارسو في أسرع وقت ممكن.
وقال متحدث باسم حكومة بولندا إن البلاد ستجري انتخابات رئاسية مبكرة في أعقاب مقتل الرئيس البولندي، وقال المتحدث بافل غراس لرويترز «تنفيذا لأحكام الدستور علينا أن نجري انتخابات رئاسية مبكرة.» ويقول فقهاء القانون الدستوري إنه يتعين إعلان موعد الانتخابات خلال أسبوعين على أن تجري الانتخابات خلال شهرين من هذا الإعلان.
وفي موسكو، أعلن أن الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف أمر بتشكيل لجنة عليا برئاسة رئيس الحكومة فلاديمير بوتين للتحقيق في أسباب سقوط الطائرة. ونقلت وكالة أنباء ايتار تاس عن مصادر أمنية روسية أن ميدفيديف أمر وزير النقل إيغور ليتفين ووزير الطوارئ سيرغي شويغو بالتوجه فورا إلى مكان الحادث للوقوف على أسبابه واتخاذ الإجراءات الضرورية لمساعدة التحقيق.
وكان رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين ونظيره البولندي دونالد توسك قد قاما قبل ثلاثة أيام بزيارة بلدة (كاتين) حيث جرت مراسم إحياء ذكرى المذبحة التي ذهب ضحيتها أكثر من 20 ألف ضابط بولندي وأفراد عائلاتهم على أيدى أجهزة الأمن في عهد الزعيم السوفياتي الأسبق جوزيف ستالين عام 1940 في ظروف تاريخية اتسمت بالتعقيد وعدم الوضوح.
وجرت مراسم إحياء ذكرى هؤلاء الضباط في أجواء سعت لطي صفحة الماضي وتعميق المصالحة بين روسيا وبولندا.