«هيئة الأوقاف»

نعمة من نعم الله العظيمة التي امتن بها على أهل الإسلام، وذلك لما تتضمنه أحكام هذا الدين وتوجيهاته من أمور تؤكد الترابط والتآخي وتؤصل وتؤسس للتكافل الاجتماعي، ليعيش المجتمع المسلم مجتمعاً متكاتفاً متراصاً كالبنيان يشد بعضه بضعاً. ومن جملة وسائل هذا الدين الحنيف في التوجيه إلى هذا المقصود والحث عليه ما يتعلق بالوقف، وهو يوقفه المسلم على جهة عمل خيري فرداً كان أو مؤسسة أو أي جهة من الجهات التي يشرع الوقف عليها، ليدر عليه الأجور العظيمة، فهو باب كبير من أبواب الصدقة الجارية التي يستمر أجرها على صاحبها بعد مفارقته هذه الحياة الدنيا، ''إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية...''. وقد اهتمت الدول الإسلامية متتابعة بمسألة الأوقاف وصرف ريعها على الأعمال الخيرية من مساجد وتعليم وعلاج وإطعام وغيرها، ثم لما أنشئت الوزارات في هذا البلد المبارك أدرجت هذه الشعيرة الخيرة ضمن التنظيم في دواخل الحج ثم الشؤون الإسلامية، ومن ثم صدر قرار من مجلس الوزراء بإنشاء هيئة مستقلة للأوقاف ترتبط مباشرة بالقيادة العليا للدولة، وما ذاك إلا إيمان من هذه الدولة وقادتها بأهمية الوقف داخل المجتمع، وما يقوم به من إيجابيات عظيمة للمشاريع الخيرية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي