خدمة الـ «عطلاء»!
يسمونها أساساً خدمات عملاء..
أما ابن جاري أبو علي .. الشاب "دنقور" فيسميها (خدمات عطلاء)! ولهذا الشاب وجهة نظر فيما يقول! حيث يبرر أن التسمية الجديدة، التي يقترحها هو وليس أنا، أتت من كون القطاع الخاص افترض أصلاً أن المراجع هو من العاطلين المتفرغين والمنقطعين للجلوس في ضيافة الأخ فرج ساعات نهاره بكاملها!
وبحسب مزاعم "دنقور"، فإن الكثير من القطاعات تعطل مصالح العباد، على أكمل وجه، من خلال إصرارهم على مراجعة خدمة العطلاء هذه! فلا القطاع المصرفي يجيد خدمتهم .. ولا شركات الطيران .. ولا حتى شركات الاتصالات!
ولو تناولنا القطاع المصرفي، كمثال، لوجدنا أن السواد الأعظم من الفروع تخصص سبعة إلى ثمانية كاونترات استقبال لخدمات العطلاء .. وكلما ذهبت أيها المواطن، لن تجد في واقع الحال أكثر من موظفين اثنين! وإمعاناً في إرباك فهمك للخدمات.. ستكتشف خلال لحظات أن أحدهما يكافح هناك لخدمة المقترضين فقط وحصرياً.. وليس لخدمة الكثرة من العطلاء!
فعد إلى مكانك لو سمحت.. وانتظر باقي نهارك حتى تتمكن من تحديث بياناتك (هندلياً) في زمن العولمة!
أما شركات الطيران.. فخدمة العطلاء لديها تعتبر من فئة الأميز على الإطلاق! فهي تتطلب إجازة مدفوعة الراتب قد تمتد إلى أسبوع! وذلك لمجرد استعادة فرق أسعار تذاكر، أو استبدال ما دفعته نقداً بفاوتشرات للسفر عند الحاجة! والويل لك لو كانت مراجعة خدمة العطلاء جارية لبحث سبل، أو حتى سبيّل، تعويضك عن قيمة حقيبة سفر فقدت بسبب الإهمال! وعلى رحلة دولية تابعة لنفس الشركة.. ولا "ترانزيت" فيها.. ولا إعادة تعبئة وقود أو تزييت!
أما شركات الاتصالات.. فيا سلام!
خذ رقماً وانتظر واصطبر.. أو اذهب لقضاء كل حاجاتك المؤجلة منذ مطلع العام!
وحبذا لو مررت بسوق الخضار وتجادلت حول سعر الطماطم.. والبامية.. وتأكدت أن التضخم "ماشي تمام"!
المراجعون الساعون للحصول على خدمة عطلاء هناك عددهم يفوق القدرة على تمرير أعذار مثل "سستم داون" و"راجع فرع خريص".. أو حتى "الشرايح خلصت تخليص"!!
لكن هذا في واقع الأمر هو ما يصنع من كثير من فروع شركات الاتصالات معاقل لأهم ما يجسد مفهوم "خدمة العطلاء"!!
**
تعيش خدمة العطلاء!!
ويسقط فهمنا لخدمة العملاء!
وأود هنا أن أهيب بكل مدير سعودي على أي موظف سعودي، برضو! أن يمنح موظفه فسحة مطاطية من الوقت بمجرد أن يطلب المسكين إذناً بمراجعة أي "خدمة عطلاء"! فالمسألة ليست بالسهولة التي نتخيلها..
هذا والحديث هنا عن قطاع خاص!
في الأسبوع القادم، ربما، نتناول "خدمات العطلاء" في القطاعات الحكومية المتطورة أكثر من قدرتنا على الاستيعاب.. حيث ينفتح للأمثلة ألف باب!