الرياض: سياستنا النفطية ترتكز على حفظ حقوق الأجيال وضمان استقرار الأسواق
جددت المملكة التأكيد على الاستمرار في سياستها تجـاه منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' بشكل خاص وتجاه الصناعة والسوق النفطية بشكل عام في احتفالها بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس المنظمة البارحة في الرياض، لافتة إلى أن سياسة المملكة تجـاه الثروة النفطية، وبتوجيهات واضحة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ترتكز على هدفين رئيسيين يتمثل أولهما في تسخير هذه الثروة لخدمة الشعب السعودي وأجياله المقبلة، في حين يركز الهدف الثاني ومن منطلق السياسة العليا للمملكة المتمثلة بالاهتمام بالسلم والتعاون والرخاء العالمي، باتباع سياسة نفطية معتدلة ومتوازنة تركز على المصالح المشتركة، وعلى استقرار السوق وتحقيق العوائد على المدى الطويل، وليس تحقيق عوائد مؤقتة أو آنية.
وأوضح المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية بشأن سياسة المملكة تجـاه المنظمة بشكل خاص وتجاه الصناعة والسوق النفطية بشكل عام، أنه بالرغم من أن المملكة عضو مؤسس في منظمة أوبك وتملك أكبر احتياطي نفطي في العالم وأكبر طاقة إنتاجية، كما أنها أكبر دولة مصدرة للنفط، وهذه مواقع ستستمر المملكة في احتلالها في السنوات المقبلة، إلا أن الأهم من ذلك أنها تعمل من منطلق أن جميع الدول الأعضاء ذات سيادة ومتساوية في المسؤوليات، والالتزام بالقرارات التي تنطلق من مصالح مشتركة للأعضاء''.
#2#
وقال النعيمي في كلمته خلال افتتاح الندوة الدولية للطاقة بمناسبة احتفال ''أوبك'' وأعضائها بمرور 50 عاماً على إنشائها، إن المنظمة من المنظمات العالمية الرائدة والناجحة التي أدت دوراً بناء في مصلحة الدول الأعضاء، والدول المنتجة الأخرى والدول المستهلكة، والصناعة النفطية العالمية والاقتصاد العالمي ككل، ومن المنتظر أن تستمر المنظمة في أداء دورها الإيجابي، بشكل أكثر عمقاً وبمسؤولية أكبر تجاه العالم، خلال العقود المقبلة. وتابع ''هذه الأهمية الخاصة، التي تحظى بها منظمة أوبك، دعتنا إلى إقامة احتفالات متميزة بمناسبة ذكراها الـ 50، والمملكة بصفتها دولة مؤسسة تؤمن بأهمية المنظمة ودورها الإيجابي عالمياً، قررت تنظيم احتفال خاص بهذه المناسبة، تشارك فيه الصناعة النفطية العالمية من خلال المعـرض البفطي المصاحب، ويشارك فيه خبراء ومختصون ومسؤولون حكوميون من المملكة ومن كافة أنحاء العالم كافة، من خلال الندوة التي ستبدأ أعمالها صباح اليوم، وعلى مدى يومين.
ولفت الوزير إلى أن ''أوبك'' تطورت خلال السنوات الـ 50 الماضية، وتفاعلت مع التغيرات في النظام الدولي سياسياً، اقتصادياً، وفي صناعة وسوق الطاقة، ولعل أهم هذه التطورات هو نضج هذه المنظمة لتكون منظمة عالمية للطاقة وليس مجرد منظمة لبعض الدول المصدرة للنفط، مؤكدا أنها من هذا المنطلق تستند فيما تتخذه من سياسات إلى العوامل الاقتصادية وبالطرق العلمية بعيداً عن الجوانب والاختلافات السياسية والأيديولوجية بين أعضائهـا أو على المستوى الدولي بشكل عام.
#3#
وفي هذا الخصوص، أشار النعيمي إلى ثلاث نقاط رئيسة، الأولى بشأن قرارات منظمة أوبك، قائلا ''إن هذه القرارات سواء الخاصة بالإنتاج أو بالأسعار أو غير ذلك من القضايا الأخرى، مبنية على معلومات علمية دقيقة، تقوم بإعدادها الأمانة العامة للمنظمة، وبمشاركة خبراء من الدول الأعضاء، كما تتم مقارنتها بالمعلومات المشابهة الصادرة من مؤسسات دولية مرموقة، ومن الصناعة النفطية. وتراعي المنظمة في قراراتها مصالح الدول الأعضاء الـ 12، ومصالح الدول المنتجة للنفط بشكل عام، والصناعة النفطية العالمية، ومصالح الدول المستهلكة التي تمثل السوق الرئيسة لإنتاج دول المنظمة، إضافة إلى ذلك فإن المنظمة في قراراتها تراعي وضع الاقتصاد العالمي ونموه، وبالذات اقتصادات الدول النامية، كما يتم التوازن في هذه النواحي بين المصالح الآنية، والمصالح والحاجات المستقبلية''.
#4#
أما النقطة الثانية فتتناول تركيز ''أوبك'' على الدراسات والأبحاث العلمية الموثقة، قائلا ''إنها تُصدر كثيرا مـن الدراسـات وتعقـد الندوات العلمية، وتراقـب تطورات الصناعة النفطية المختلفة، والندوة التي ننظمها في هذا الاحتفال هي جزء من النشـاط الفكري للمنظمة، حيث يتم طــرح الأفكار ومناقشتها، بشكل مفتوح وبمنتهى الشفافية، وفي مصلحة جميـع الأطراف لسلامة ونمو الاقتصاد العالمي''.
فيما تتناول النقطة الثالثة اتجـاه منظمة أوبك في السنوات الأخـيرة نحــو التعاون مع المنظمات الدولية المهتمة بشؤون الطاقة والاقتصاد، قائلا ''كمـا يعلم الجميع كانت منظمة أوبك وغيرها من المنظمات الاقتصــادية المشابهة خلال مرحلة معينة، تنطلق مـن نظرة محدودة تدفعها إلى عدم الرغبة في التعـاون مع المنظمات الدولية ذات الأنشطة المشابهة أو المغايرة، إلا أن هذا الأمر بدأ في التغيّر خلال العقدين الماضيين، حيث عُقد أول مؤتمر ضم منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية، وشاركت فيه معظم الدول الرئيسة المنتجة والمستهلكة للنفط في باريس، وقـد تطور ذلك اللقـاء، عاماً بعـد عـام، حتى تـم تأطيره بإنشـاء الأمانة العـامة لمنتدى الطاقة الدولي، الـذي مـن المتوقع أن تتم المصادقة على ميثاقه الجديد أوائل العام المقبل''. وتابع النعيمي ''وبجانب الأمانة العامة لمنتدى الطاقة الدولي التي تؤطر الحوار والتعاون بين جميع الدول والمنظمات وحتى الشركات المهتمة بشؤون النفط والطاقة، التي تؤدي أوبك دوراً رئيساً فيها، فإن منظمة أوبك ممثلة في أمانتها العامة، قامت بإنشاء علاقة تعاون وحوار مع منظمات دولية وإقليمية، ومع دول مستهلكة ومنتجـة للنفط، كالاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، حيث تدعم المملكة وتسهم في تطوير سياسة ''أوبك'' وتعاونها مع مختلف الأطراف.
#5#
وقال وزير البترول والثروة المعدنية إن منظمة أوبك بصفتها مسؤولة عن واحدة من أهم السلع تأثيراً في الاقتصاد العالمي ونموه ورخاء سكان المعمورة، هي تجمّع ضروري لاستقرار السوق واستدامة توازنه، باعتبارها تقوم بدور إيجابي في مصلحة الاقتصاد العالمي ونموه، وبالذات اقتصادات الدول النامية، بما فيها دول ''أوبك'' نفسها، وعدد كبير من الدول المنتجة للنفط، لافتا في هذا الصدد إلى أن المملكة استفادت كثيراً من عضويتها في منظمة أوبك، وبذلت كثيرا من أجل مصالح ''أوبك'' سواء بالاحتفاظ بطاقة إنتاجية فائضة غير مستغلة أو من خلال تخفيض أو زيادة الإنتاج حسب ظروف السوق، سعياً إلى استقرار السوق النفطية، مؤكدا في الوقت ذاتها استمرار المملكة في القيام بهذا الدور المسؤول والمتوازن.
#6#
من جهته، أبدى الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول ترحيبه نيابةً عن اللجنةِ المنظمةِ لهذهِ المناسبة في الوزارةِ والجهاتِ الحكومية الأخرى بجميع الذين عملوا بكلِّ جدٍ واجتهادٍ لإنجاحِ مشاركةِ المملكةِ في احتفالاتِ منظمةِ أوبك بمناسبةِ مرورِ 50 عاما على إنشائها. وقال الأمير عبد العزيز ''للمملكةِ العربيةِ السعوديةِ دورٌ تاريخيٌ في تأسيسِ منظمةِ أوبك وفي تقديم الدعم المتواصل لتكونَ منظمةً دوليةً تضطلعُ بمسؤولياتِها تجاهَ الدولِ الأعضاءِ بشكلٍ خاصٍ، وتجاهَ الدولِ المنتجةِ والصناعةِ النفطية بشكلٍ عام، ولتسهمَ كذلك في دعمِ الاقتصادِ العالمي جاعلةً من النفط طاقةً للبناءِ والعمران، وهو ما عبَّر عنه خادمُ الحرمين الشريفين في كلمتِه التاريخيةِ التي ألقاها في قمةِ أوبك الثالثةِ التي شهدتْها مدينةُ الرياض في عام 1428هـ الموافق 2007، حيثُ أكدَّ ـــ أيده الله ـــ أن أوبك تتصرفُ دوماً من منطلقِ الاعتدالِ والحكمة، ومدِّ جسورِ الحوارِ مع الدولِ المستهلكة، ولم تُغفِلْ مسؤولياتِها تجاهَ الدولِ الناميةِ ومكافحةِ الفقر''.
#7#
وتابع مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول ''اليومَ تـنـظِّـمُ وزارة البترول والثروة المعدنية ''الندوة الدولية للطاقة'' بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس أوبك التي يشارك فيها عديدُ من المسؤولين والخبراءِ ذوي المكانةِ في شؤونِ الطاقة، كتتويجٍ لمشاركة المملكةِ في هذه المناسبة التاريخية، ويُـصاحبُ هذه الندوةِ تنظيمُ معرضٍ متخصصٍ في الصناعةِ النفطية، تشاركُ فيه مشكورةً عديدُ من شركاتِ النفط الوطنيةِ والعالمية المختلفة''.