فقراء اليمن يستبدلون أضحية العيد بعبارة «العيد عيد العافية»
يردد اليمنيون الفقراء هذه الأيام، خاصة غير القادرين منهم على شراء كبش العيد وكسوته عبارة « العيد عيد العافية»، في إشارة منهم إلى أنهم يحمدون الله تعالى على العافية فهي أغلى عند الإنسان من أي شيء آخر، وتمتع الإنسان بها في أي وقت هو في حد ذاته عيد يستحق أن يفرح الإنسان به.
ويشهد المجتمع اليمني في هذه الأيام تزايدا في ترديد هذه العبارة، إذ لم تستطع الحكومة اليمنية إيقاف تصاعد ارتفاع الأسعار الذي وصف بالجنوني رغم لقاءاتها المتواصلة منذ شهرين مع اتحاد الغرف التجارية والصناعية، وتمكنها لأول مرة منذ عشر سنوات من تثبيت وخفض سعر الدولار مقابل الريال الذي انخفض سعره من 240 ريالا إلى215 ريالا.
ووصل سعر الكبش منذ بداية العشر الأوائل من ذي الحجة إلى 150 دولارا، أي 32 ألف ريال يمني، بينما وصل سعر «التُبيع» من البقر إلى 600 دولار.
وقال لـ«الاقتصادية» عدد من الأهالي في سوق علي محسن الأحمر في وسط صنعاء، إنهم يسعون إلى شراء أرانب وبط وديوك بلدية «حية» في محاولة منهم لإعطاء جو نفسي لهم ولأطفالهم بأنهم سيذبحون في أفنية منازلهم يوم العيد شيئا مختلفا شبيها بالكبش، كونهم لا يستطيعون شراء حتى كيلو لحم من لحوم الماعز أو البقر، حيث ارتفع سعرها من 1800 ريال إلى 2200 ريال يمني، وهو سعر ثلاث دجاجات أو أرنبين، وأغلبهم ختم تصريحه قائلا «العيد عيد العافية».
واضطر أغلب الأهالي الفقراء إلى التوجه إلى أسواق البالة لشراء ثياب مستعملة يتم تهريبها من الخليج وأوروبا، والمحظوظ من يجد ملابس شبه جديدة لأطفاله ونسائه وله شخصيا، وبأسعار زهيدة تُناسب دخله الشهري.
ووفقا لتقرير دولي حديث، فإن هناك تزايدا في عدد الفقراء في اليمن من بين الدول العربية، حيث وصل عدد الفقراء في اليمن كحد أعلى إلى نحو 59.9 في المائة من إجمالي عدد السكان، بينما وصلت النسبة إلى 22 في المائة في موريتانيا.
وحسب التقرير الصادر عن الأمم المتحدة للتنمية البشرية العربية لعام 2009 فإن معدلات الفقر العام تراوح بين 28.6 في المائة و30 في المائة في الشرق الأوسط.