رصيدك الإنساني
هذا شهر الميزانيات في كل أرجاء العالم. ونحن من هذا العالم. ابتهجنا بميزانية الخير في بلادنا وبشاراتها المتواصلة. وبينما أتابع التفاصيل والأرقام، قفز إلى ذهني خاطر على هيئة سؤال: ماذا عن ميزانيتنا كأفراد من المشاعر والعطاءات والمنجزات على الصعيد الإنساني؟ وهل يمكن لكل فرد أن يرسم لنفسه خطة، بحيث يصبح إنسانا أكثر من خلال ممارساته على صعيد الحياة؟.. إنها جردة حساب تستعيد ما جرى معك ومنك إنسانيا على صعيد عام مضى، وتستشرف ما تتطلع إلى اكتسابه إنسانيا في عام لاحق.
نحن كبشر، نخطئ كثيرا، وهو أمر طبيعي. وأخطاؤنا إن طالت أناسا آخرين، تحتاج منا إلى مراجعة وتصحيح وأحيانا إلى اعتذار. إنها فرصة سانحة لأن يضع كل إنسان بوصلة لتصرفاته وممارساته مع محيطه الأسري والمهني والاجتماعي. ما أتمناه هنا من نفسي ومن الآخرين، ليس طرحا مثاليا، لكنه مطلب سلوكي يكتسبه المرء بالتدرب عليه. قد لا يتمكن المرء من تحقيقه بشكل كامل، لكنه لن يعدم أن يجد فرصا لتحقيقه. لا تعسف نفسك على ممارسة القسوة والجور والتعدي على مشاعر الآخرين. هذه الأمور قد تشعرك بأنك قوي، لكنك إن اعتدت عليها، ستتضاعف نبضات قلبك وتصبح جزءا من سلوك ستندم عليه لاحقا؛ لأنه سينهش صحتك وسيجعل علاقتك مع محيطك باردة ولا طعم لها. كلما زاد رصيدك الإنساني، ستشعر برحابة وجمال يملأ روحك. دوما الحياة تصبح أجمل عندما يتم التعامل معها باعتبارها محطة يتعايش فيها الجميع، وليست بقعة تعيش فيها وحدك ومن أجلك دون النظر عن حقوق الآخر. السلام عليكم دوما.