الجوهر.. ينزع شماغه ويعتمر قبعة الإنقاذ

الجوهر.. ينزع شماغه ويعتمر قبعة الإنقاذ

عندما حانت ساعة الصفر، نزع المدرب الوطني ناصر الجوهر شماغه، ثم ثوبه، وارتدى بدلة التدريب، واعتمر قبعة الإنقاذ، ملبيا نداء الوطن لقيادة المنتخب السعودي لكرة القدم في "آسيوي 15" في وقت عسير، إثر إقالة المدرب البرتغالي بيسيرو بعد الخسارة غير المتوقعة من سورية بهدفين دون مقابل في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية.
عند الـ 2.30 من ظهر أمس، وبعد مغادرة البرتغالي خوسيه بيسيرو المدرب المقال بوقت قصير، وصل الوطني ناصر الجوهر إلى فندق "الملينيوم" مقر سكن بعثة الأخضر في الدوحة، قادما من فندق "جراند حياة" مقر سكن الوفد الرسمي السعودي ومنتخبات المجموعة الثانية.
وسار وسط تدافع ممثلي وسائل الإعلام المختلفة برفقة حراسة أمنية مشددة نحو المصعد، متجها إلى الطابق الرابع رافضا الحديث في وقتها، ليعقد اجتماعا مغلقا باللاعبين فقط في قاعة الاجتماعات استمر زهاء نصف ساعة.
وكشفت لـ "الاقتصادية" مصادر من داخل الاجتماع أن الجوهر طالب اللاعبين بنسيان مباراة سورية أمس الأول، وفتح صفحة جديدة، وتقديم مستويات مميزة، مؤكدا لهم أن هناك متسعا من الوقت لتصحيح الوضع والعودة للمنافسة وخطف بطاقة التأهل.
وسرد الجوهر للاعبين قصة توليه تدريب الأخضر عام 2000 بعد خسارة المنتخب الثقيلة من اليابان في المباراة الافتتاحية، وما جرى حينها عندما تمكن الفريق من الوصول إلى المباراة النهائية وخسرها بشرف. وطالبهم بدعمه والوقوف معه حتى يتمكن من تكرار ما حدث في لبنان. وتعد استعانة الاتحاد السعودي لكرة القدم بخدمات الجوهر هي المرة الرابعة لتسلم دفة المنتخب بعد إقالة بيسيرو أمس الأول.
وكان بيسيرو قد تسلم منصبه على رأس الإدارة الفنية للمنتخب السعودي منذ أكثر من عامين خلفا للجوهر بالذات، لكنه فشل في قيادته إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا للمرة الخامسة على التوالي، وخسر نهائي كأس الخليج في اليمن قبل شهرين أمام نظيره الكويتي 0/1.
ومنذ عام 2000، بدأ اسم ناصر الجوهر يظهر في الجهاز الفني للمنتخب عندما كان مساعدا للمدرب التشيكي ميلان ماتشالا في نهائيات كأس آسيا في لبنان. وبعد خسارة السعودية أول لقاءاتها أمام اليابان 1/4 تم الاستغناء عن ماتشالا، وأسندت المهمة إلى الجوهر الذي نجح في قيادة المنتخب إلى المباراة النهائية قبل أن يخسر مجددا أمام اليابان بهدف دون مقابل.
أعطى هذا النجاح للجوهر فرصة البقاء في الأجهزة الفنية للمنتخب كمدرب مساعد. وفي التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2002، خلف الجوهر الصربي سلوبودان سانتراتش بعد المباراة الأولى، ونجح في المهمة وأوصل الأخضر إلى النهائيات.
وكان الجوهر أيضا قد عين مدرب طوارىء خلفا للبرازيلي هيليو سيزار دوس أنجوس عام 2008، قبل أن يستقيل من منصبه في شباط (فبراير) 2009 إثر الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها من الصحف المحلية.
والجوهر مولود في الأول من حزيران (يونيو) عام 1964 وكان لاعبا سابقا في صفوف فريق النصر على مدى 20 عاما، وشارك في صفوف منتخب بلاده أربع مرات في كأس الخليج.
ومن إنجازات الجوهر على رأس المنتخب الأخضر قيادته للتأهل إلى نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، حيث تعرض لهزيمة قاسية أمام ألمانيا 0/8، فخسر منصبه لاحقا.
كان المنتخب السعودي قد توج بإشراف الجوهر في "خليجي 15" في الرياض، كما خسر نهائي "خليجي 19" أمام عمان الدولة المضيفة بركلات الترجيح.
وكانت إنجازات المدرب الوطني قد بدأت مطلع الثمانينيات. ويسجل لعميد المدربين السعوديين خليل الزياني البداية القوية معه بتحقيق أول لقب في كأس آسيا عام 1984، ثم في العام ذاته قاد المنتخب الأولمبي للمرة الأولى إلى أولمبياد لوس أنجلوس.
وسجلت هذه البداية للمدرب المحلي قفزة نوعية للكرة السعودية، فالزياني أسس لحقبة جديدة فيها، فمن حينها كبرت الطموحات وبدأ التخطيط الفعلي للتواجد في أكبر تظاهرة عالمية وهي نهائيات كأس العالم.
وإذا كان المدرب البرازيلي كاندينيو قد أسهم في تخطي المنتخب السعودي مباريات مهمة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1994، فإن المدرب المحلي محمد الخراشي هو من تولى مهمة الإشراف على المنتخب في آخر مباراة في التصفيات أمام إيران بعد إقالته، وفاز الأخضر آنذاك 4/3 وتأهل إلى المونديال للمرة الأولى. وسبق أن تأهل المنتخب السعودي للناشئين للمرة الأولى إلى كأس العالم عام 1987 تحت إشراف مدرب محلي هو محمد الخراشي بالذات. وعجز المنتخب السعودي عن الفوز بكأس الخليج بإشراف أعتى المدربين العالميين وفي مقدمتهم البرازيلي ماريو زاجالو وغيره، وبعد مرور 24 عاما على انطلاقها، نجح الخراشي في قيادة "الأخضر" إلى اللقب عام 1994 في الدورة الـ 12 في الإمارات. وبعدها كرر الجوهر الإنجاز في "خليجي 15" في الرياض.

ناصر الجوهر في سطور

ــــ اعتزل الجوهر اللعب في أوائل ثمانينيات القرن الماضي بعد أن دافع عن ألوان النصر نحو 21 عاما منذ 1962، وشارك مع الأخضر في كأس الخليج 4 مرات.
ــــ عمل الجوهر مساعدا للمدرب ميلان ماتشالا في كأس آسيا 2000 في لبنان لكنه ترقى لمنصب الرجل الأول بعد إقالة المدرب التشيكي إثر خسارة مذلة أمام اليابان 4/0 في الدور الأول، ونجح في قيادة بلاده للتأهل للمباراة النهائية قبل الهزيمة مجددا أمام اليابان.
ــــ قاد الجوهر السعودية في 2002 لثاني لقب إقليمي في تاريخها بعد مباراة ختامية مثيرة لـ "خليجي 15" أمام قطر في الرياض انتهت بفوز أصحاب الأرض 3/1.
ــــ نجح الجوهر في قيادة السعودية للتأهل إلى نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان 2002 لكن الأمور لم تسر بصورة جيدة مع المدرب خلال البطولة، وتعرض المنتخب لواحدة من أقسى الهزائم عبر تاريخه عندما خسر أمام ألمانيا 8/0 في أولى مبارياته بكأس العالم لتتم إقالة الجوهر من منصبه.
ــــ عين الجوهر مدربا للسعودية مرة ثانية في 2008 بعد إقالة البرازيلي هيليو أنجوس، وقاد "الأخضر" للتأهل للمرحلة الأخيرة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010
ــــ قاد الجوهر المنتخب السعودي للتأهل لنهائي "خليجي 19" أوائل 2009 قبل أن يخسر بركلات الترجيح أمام عمان صاحبة الضيافة.
ــــ استقال الجوهر من تدريب السعودية في فبراير 2009 بعد خسارتين أمام الكوريتين الشمالية والجنوبية والتعادل مع إيران في تصفيات كأس العالم.
ــــ اختير الجوهر مدربا للمنتخب السعودي مرة أخرى خلفا للبرتغالي جوزيه بيسيرو الذي أقيل من منصبه أمس عقب الهزيمة أمام سورية 2/1 في المباراة الافتتاحية للفريق بكأس آسيا التي تستضيفها قطر

الأكثر قراءة