كتاب جديد عن تقرير غولدستون

كتاب جديد عن تقرير غولدستون

صدر عن دار النشر Nation Books في الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء، كتابًا جديدًا بعنوان 'تقرير غولدستون: ميراث تحقيق يمثل نقطة تحوّل في حرب غزة'.

جاء هذا الكتاب، الذي حرره ثلاثة من الكتّاب اليهود التقدميين الأميركيين، في 480 صفحة من القطع المتوّسط، وقدّمت له الكندية نعومي كلاين، والقس ديزموند توتو من جنوب أفريقيا.

لا يضم الكتاب التقرير الكامل للقاضي غولدستون، رئيس بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة المكلفة بالتحقيق في الحرب على غزة، بل يضم تلخيصًا للنقاط الرئيسة التي وردت في التقرير الأصلي.

ويبرر محررو الكتاب هذا الأمر بالقول إن حجم التقرير الأصلي يزيد على خمسمائة صفحة، بينما المطلوب عرض القضايا الأساسية، ولهذا السبب اختُزل التقرير إلى نص حجمه تقريبًا.

وما يستهدف المحررون تحقيقه يتمثل في الحيلولة دون سقوط التقرير في غياهب النسيان، كما حدث مع تقارير كثيرة حول جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية تأتي وتذهب، خاصة وأن التقرير أثار منذ صدوره ردود فعل غاضبة ومؤيدة في مناطق مختلفة من العالم، وأصبح موضوعًا للسجال السياسي والقانوني بين جهات مختلفة.

لذلك، يضم الكتاب 11 مقالة لكتّاب ومحللين وسياسيين تعالج التقرير من جوانب مختلفة، وتحاول وضعه في سياقه التاريخي الصحيح، وفي إطار الحصار المفروض على غزة.

وفي هذا الصدد علّق المحررون، أيضا، بالشرح والتوضيح على نقاط وردت في التقرير، وأضافوا شهادات لبعض شهود العيان، ممن استمع إليهم القاضي غولدستون في جلسات الاستماع التي نظمها في غزة وجنيف لسماع شهادات الشهود. وقد أفرد المحررون مكانة خاصة لشهادة فلسطيني من غزة في الحادية والتسعين من العمر، يدعى موسى السيلاوي، ووضعوها في مقدمة الكتاب.

ومن بين المقالات التي ضمها الكتاب مقالة بعنوان 'الحق في الحياة بكرامة' لراجي الصوراني، رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، يرصد فيها تجربة الحرب الإسرائيلية على غزة في أواخر العام 2008 ومطلع العام 2009 بعيون أهالي غزة أنفسهم، وكيف عاشوا تلك الأيام العصيبة.

كما يضم الكتاب مقالة للمؤرخ الفلسطيني، وأستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا، رشيد الخالدي، بعنوان 'سلب حقوق الفلسطينيين والمجال العام في الولايات المتحدة'، يصف فيها ما طرأ على الموقف من الفلسطينيين وقضيتهم من تحوّلات في الولايات المتحدة، ويرى أن الفلسطينيين حصلوا أخيرًا على قدر من الاهتمام هناك.

ويكتب بريان بيرد، العضو الديمقراطي في الكونغرس الأميركي، الذي زار غزة عدة مرّات، عن الدقة التي اتسم بها التقرير، وعن الطريقة التي استُقبل فيها من جانب الأوساط السياسية في واشنطن.

وفي تحليله لموجات النقد الحادة التي جابهت تقرير 'غولدستون' في الولايات المتحدة وإسرائيل، يكتب جيروم سلاتر المختص في التاريخ الإسرائيلي كيف يسهم الموقف من الحرب مع قوات غير نظامية، يُقال بأنها تقلل من مزايا التفوّق لدى للجيوش النظامية، في تبرير الهجوم على السكّان المدنيين. ويضيف الصحفي الفلسطيني علي أبو نعمة، كيف أسهمت الروح العسكرية الإسرائيلية في إضعاف حجم التأييد الذي نالته إسرائيل في وقت مضى في أوساط اللبراليين الغربيين.

هناك، أيضا، إسهامات وردت في الكتاب لمعلقين إسرائيليين وأميركيين تنتقد تقرير غولدستون، لكن السمة الغالبة للمقالات تعزز من صدقية التقرير، وأهميته القانونية والسياسية، وما يمكن أن يتركه من آثار بعيدة المدى على الصراع الفلسطيني والعربي ـ الإسرائيلي.

الأكثر قراءة