دموع المتسولين وموقف عالم
أصدرت الجهات المختصة السعودية قرارا مهما بتجفيف منابع التسول في منطقة مكة المكرمة، بمنع وكلاء الحج والعمرة في أنحاء العالم من استقبال طلبات المعتمرين من فئات العجزة والأطفال المعوقين الراغبين في القدوم لأداء العمرة، وشددت الجهات المختصة في تعميم لها، على ضرورة ملاحظة المتقدمين لأداء مناسك العمرة من تلك الفئات المشار إليها, وعدم استقبال طلباتهم للقدوم إلى المشاعر، مرجعة ذلك لأحوالهم الصحية التي لا تسمح لهم بالقدوم، وأبلغت جميع الوكلاء وشركات العمرة في جميع دول العالم، بالتأكيد على نوعية المعتمرين، بنية قدومهم للعمرة وعدم ممارسة ظاهرة التسول نهائياً، وأبلغت الجهات المختصة جميع الشركات والمؤسسات المرخص لها بتقديم خدمات المعتمرين المشتركين في مركز خدمات أنظمة العمرة ''مخاع'' بسرعة تنفيذ هذه التوجيهات للقضاء على ظاهرة التسول التي أصبحت تشكل هاجساً كبيراً للجهات المعنية بها. (انتهى الخبر) وقد استبشرت كغيري بهذا القرار الذي سيكون بإذن الله عاملا مهما سيساهم في تخليص المجتمع من ظاهرة التسول بإذن الله، خاصة أن هذه الظاهرة آخذة في التنامي ويعاني الناس منها معاناة شديدة لأن أصحابها اتخذوها مهنة، وما زلت أذكر مقولة الشيخ صالح السدلان عندما ذكر أن هؤلاء المتسولين تقف خلفهم ما فيا ترسلهم للسعودية لامتصاص أموال الناس، وكان يحذر منهم كثيرا ومعه كثير من أهل العلم كالشيخ سعد البريك والشيخ عبد الله المطلق والشيخ سعود الشريم في خطبة له في المسجد الحرام وغيرهم من المشائخ رغبة منهم في عدم استغلال هؤلاء لظروف الناس واستنزاف أموالهم من خلال التسول عند الحرمين الشريفين أو حتى في مساجد مكة المكرمة بالقرب من إقامتهم أثناء موسم الحج والعمرة، وكذلك لم تسلم مساجد المملكة المختلفة من تواجد هؤلاء فيها، حيث تجدهم يتنقلون بين المساجد لجمع الأموال بأي طريقة، ويسبق جمعهم لها كلمة ثم دمعة حتى يحصلون على هذه الأموال، ونتمنى أن يتبع هذا القرار قرار آخر خاص بالمتسولين في المساجد لأنهم خطر كسابقيهم، والمصلون يشتكون منهم ومن سؤالهم أثناء أدائهم للصلاة وأداء أذكار بعد الصلاة. والآن بعد صدور هذا القرار الذي كان ينتظر صدوره الجميع , فمن أراد التبرع فليبحث عن المحتاجين الذين لا يسألون الناس إلحافا, ويستطيع الوصول لهؤلاء من أراد أن يتبرع، ولا سيما أن هؤلاء المتسولين اتخذوا التسول مهنة واستمروا عليها ولن يتنازلوا عنها فمن شب على شيء شاب عليه، نسأل الله أن يقينا وإياكم سؤال الناس.
وقد أسعدني التقرير الذي نشرته مكافحة التسول في السعودية ورصدت بانخفاض نسبة المتسولين السعوديين من الجنسين بواقع 33 في المائة، فيما انخفضت نسبة المتسولين غير السعوديين بمقدار 8 في المائة.
كما أوضح التقرير السنوي الذي صدر عن وزارة الشؤون الاجتماعية ونشرته وسائل الإعلام أن عدد المتسولين من السعوديين من الجنسين هذا العام بلغ 3459 متسولاً، مقارنة بـ 5206 متسولين العام الماضي.
وبحسب التقرير بلغ عدد المتسولين بين السعوديين من الجنسين 877 ذكراً مقابل 2582 أنثى، وسجلت الرياض أكبر عدد من المتسولات السعوديات، كما أوقفت السلطات السعودية خلال العام الماضي، أكثر من 20 ألف متسول، 82 في المائة منهم غير سعوديين.
وهذه المعلومات تطمئننا أكثر بمتابعة الجهات المختصة لهؤلاء المتسولين خصوصا من يتواجدون في المساجد منهم.