عنيزة والمناشط الخيرية النافعة (1 من 2)

الحمد لله القائل في محكم الكتاب ''.. وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ..'' (المزمل من الآية 20)، والصلاة والسلام على الرسول النبي الذي بيّن للعباد فضل عمل الخيرات والمثوبة عليها، وبعد، تلقيت دعوة كريمة من محافظ عنيزة لحضور مهرجان عنيزة الثالث للثقافة الذي افتتح مساء يوم السبت 14/4/1432هـ، فلبيت الدعوة، وحضرت لموقع المهرجان في مركز صالح بن صالح الاجتماعي باعتباره مقر فعاليات المهرجان (للرجال)، ولقد كان تنظيم هذا المهرجان قد تم بجهود مخلصة وتنظيم متميز من المسؤولين والعاملين في المركز الذي أنشئ منذ 30 عاما بعمل خيري وفاءً للمعلم القدير صالح بن صالح؛ ولذلك كان الشعار على مطبوعات المهرجان (30 عاما: وفاء وعطاء)، وبمساهمة وإشراف فعالة من رئيس وأعضاء الجمعية الخيرية الصالحية الذين حرصوا على أن يكون العمل الخيري دائما ومستمرا في العطاء، وبازدياد مطرد، وتطور منقطع النظير بقيادة رئيس الجمعية الشيخ عبد الله العلي النعيم الذي لم يتوان، ولم تقل جهوده طوال 30 عاما، رغم مشاغله الكثيرة، وتقدمه في السن، وفقه الله وأمد في عمره.
ومما شاهدته من تطور ظاهر لعمل الجمعية الخيرية الصالحية، فبعد إنشاء مركز صالح بن صالح الاجتماعي، وتطويره التطوير المنتظم بإضافات وتنسيق واستكمال كل ما يرى أنه ضروري، فقد تم إنشاء مركز الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الفيصل الاجتماعي الذي يُعد في مراحله النهائية، هو عبارة عن مبنى كبير يحوي مدخلا فاخرا، وصالات متعددة، وأجنحة متنوعة بمستويات عالية لكل الأنشطة الخيرية النافعة، وهذا المركز سيكون مخصصا لمناشط النساء الخيرية المتنوعة.
وهناك مبنى أقيم من قبل عائلة الشيخ حمد الحنطي يتولى ابنه معاوية المتابعة والإشراف المباشر للتنفيذ، والمبنى في مراحله النهائية، وهو مبنى من ستة أدوار للتدريب بمسمى (المعهد العالي لأكاديمية حمد بن عبد الرحمن الحنطي)، وسيفتتح قريبا كعمل خيري تابع للجمعية الخيرية الصالحية يخدم مصالح الراغبين في التأهيل التدريبي العالي في المجالات المختلفة، حسب ما تكلم عنه الأستاذ معاوية الحنطي أثناء زيارتنا للمبنى، وبالوقوف على المنجز العالي في التنفيذ، والشرح الذي سمعناه فإنه يُعد من المنجزات الخيرية النافعة في عنيزة باعتبار أن التدريب فيه برسوم مناسبة، ويخصص منها ما نسبته 50 في المائة منحا تدريبية للمستحقين كعمل خيري نافع.
وبعد انتهاء جولتنا في مبنى المعهد سالف الذكر توجهنا إلى مجمع الجفالي للرعاية والتأهيل، وكان في استقبالنا رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية، وهم بنشاط وحماس يتقدمهم الرئيس عبد الله اليحيى السليم لإطلاعنا على المنجزات والمناشط الخيرية النافعة في مجمع الجفالي للرعاية والتأهيل، وبدأ الشرح بملخص عن بدء عمل الجمعية بعد أن سجلت بقرار وزير الشؤون الاجتماعية بتاريخ 29/8/1420هـ، ثم التنويه أنه يوجد مع هذا المجمع مركز التميمي للتربية الخاصة، وعن هذا المجمع الخيري الكبير الذي أقيم بتبرع سخي من الشيخ على بن عبد الله الجفالي أخذنا بجولة شاملة وشرح مفصل عن محتويات المجمع، وهي:
1- مركز البحوث والتدريب، وهذا من أهم المراكز باعتباره يُعنى بتأهيل الكوادر العاملة في مجال التربية الخاصة، والتأهيل سواء في البرامج التدريبية المتخصصة، وبرنامج التدريب للعاملين في الجمعية، وبرنامج التدريب لأولياء الأمور والأسر، وبرنامج الدراسات والبحوث العلمية التي تفيد الجمعية ومناشطها المختلة... إلخ.
2- مركز التقييم والتشخيص باعتباره الخطوة الأولى للقبول والالتحاق بالمجمع، وفق إجراءات منظمة، والحصول على الخدمات المتوافرة فيه.
3- مركز التأهيل الصحي والاجتماعي (بيت الضيافة) الذي يُعد ضيافة حقيقية لذوي الاحتياجات الخاصة على اختلاف فئاتهم بأجواء عائلية تساعد على تنشيط قدراتهم وطاقاتهم في تلقي الخدمات التي تحسن أوضاعهم بالمراكز المتخصصة.
4- مركز العلاج الطبيعي والوظيفي الذي يُقدم للمعاقين حركيا خدمات بأحدث الوسائل العلاجية، والأجهزة التي تمكن أكبر عدد ممكن من حالات الإعاقة الحركية بغية رفع مستوى قدراتهم الحركية والحسية بما تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم بنشاطاتهم ليكونوا في حالة أفضل.
5- مركز التأهيل المهني، وهذا المركز مجهز بكل الإمكانات المتنوعة للتأهيل المهني في مجالات مختلفة (ورش نجارة، ورش تركيب العطور، ورش أشغال يدوية، معمل حاسوب) وكل من ذوي الاحتياجات الخاصة يؤهل مهنيا في المجال الذي يناسبه، وحسب مستوى قدراته الجسدية والذهنية.
ما تقدم ذكره جانب كبير من أعمال الخير النافعة في عنيزة بجهود المخلصين من أهل الخير والوفاء، وسوف أكتب في المقال الثاني عن مرافق ومناشط خيرية أخرى لا تقل أهمية عما ذكر في هذا المقال، والحديث عن دور من أسهم في إيجاد هذه المناشط الخيرية، ومن كان له دور في السعي لجلب المساهمين فيها.
وعلى أساس أن الهدف من الكتابة هو بغية إبراز ما شاهدته وما سمعته باعتباري معجبا بهذه الجهود الخيرة، فإن هذا يحتم علي أن أختم مقالي الثاني بدعوة صادقة لأهل المحافظات والمدن ألأخرى للاقتداء بأهل عنيزة، سواء المقيم فيها إقامة دائمة، أو غير المقيم فيها، وإنما يكون مشدودا إلى محافظته أو مدينته (أو قريته) بحكم أنها مسقط رأسه، أو مسقط رأس والده أو جده... إلخ؛ وذلك لتحقيق الوفاء والعطاء كل بقدر إمكانياته ومقدرته بجهد أو مال أو بهما معا، ومن الله العزيز المعين الجزاء والمثوبة على فعل الخير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي