مرض «البقعة البيضاء» يضرب مشاريع روبيان في المملكة
كشفت لـ "الاقتصادية" مصادر مطلعة عن تحركات واسعة تجريها السلطات السعودية للحيلولة دون انتشار مرض البقعة البيضاء في أوساط مشاريع استزراع الروبيان، وسط مخاوف من تأثيرات على استثمارات مالية ضخمة تصل إلى 15 مليار ريال في هذا القطاع.
وبينما أظهرت تحاليل المختبرات المحلية التي أجرتها بعض المشاريع, الإصابة بمرض البقعة البيضاء، وتنتظر وزارة الزراعة نتائج تحاليل المختبرات الخارجية لاتخاذ الإجراءت اللازمة والتي من بينها إبلاغ المنظمات الدولية المعنية خاصة إذا ما اعتبرته وباء.
من جانبه قال لـ "الاقتصادية" المهندس جابر الشهري وكيل وزارة الزراعة للثروة السمكية إن الوزارة رصدت تضرر بعض المشاريع، وهي على اتصال مع مسؤوليها، مبينا أن الظروف المناخية الحالية أسهمت في انتشار المشكلة.وبين المشاريع إجراءات عمليات حصاد وتفريغ للأحواض من أجل تطهير كافة المواقع المصابة، مؤكدا أنه لا يشكل خطرا على الإنسان إطلاقا، بل تقتصر أضراره على الأمور المادية من خلال تلف المحاصيل والتي تنعكس على إنتاجية المشاريع. وأكد إرسال عينات للخارج رابطا إبلاغ المنظمات الدولية بظهور النتائج الرسمية.
ميدانيا، بدأت بعض مشاريع الروبيان في مواجهة المرض من خلال تفريغ المشاريع من الروبيان والتخلص منه وتعريض التربة للشمس.
ويشير خبراء في مجال استزراع الروبيان إلى أن المرض عبارة عن عدوى فيروسية تصيب جميع أنواع الروبيان، ويعرف بأنه فتاك جدا وضاري العداوة، وسبق أن سجل في عدد من دول العالم ونتجت عنه خسائر استثمارية كبيرة في صناعة الروبيان العالمية.
"الاقتصادية" سألت متخصصا في مشاريع الروبيان فقال إن المرض من عائلة من الفيروسات ذات الصلة تندرج تحت اسم مرض البقعة البيضاء أو متلازمة البقعة البيضاء وهي فيروسات عصوية (WSSV) – على حد تعبيره.
وقال المتخصص إن تسجيل المرض في العالم بدأ عام 1992 في شرق آسيا، قبل أن ينتقل إلى إندونيسيا حيث سجل ظهورا على نطاق واسع قبل أن ينتشر في أمريكا اللاتينية عام 1998، وهو ما تسبب في انهيار صناعة الروبيان في أواخر التسعينيات. ومن أعراض المرض علامات مثل عزوف الروبيان عن التغذية مما يظهر على هيئة انخفاض في استهلاك الغذاء والخمول، وتغيير اللون إلى الاحمرار في كثير من الأحيان، ويميل الروبيان إلى التواجد ملقى على حواف البرك وقاع البرك والرقاد على أحد الجانبين وقلة الحركة, ومن ثم ظهور بقع بيضاء بقطر من 0،5 حتى 2،0 مم على الأسطح الداخلية للدرقة المغطية للرأس والخياشيم والجهاز الوعائي, وذبول في قرني الاستشعار وفيما بعد تظهر هذه البقع في كل أنحاء الجسم على الهيكل الدعامي الخارجي للروبيان. هذا من الناحية الخارجية وله علامات بارزة تشريحية وهستوبثولوجية معلومة للمختصين. كما يدل على تواجد الإصابة كثرة الطيور البحرية التي تهاجم الروبيان الضعيف الذي لم يعد قادرا على المناورة. ولفت الخبير إلى أنه لا يوجد علاج حالي للمرض، بيد أنه أشار إلى أن المزارع المصابة تتطلب عدة إجراءات لإعادة تهيئتها للعمل من جديد وتبدأ في التخلص التام من كل الروبيان المصاب والمشكوك في إصابته ونقله بعيداً عن المزرعة, وتعريض التربة لأشعة الشمس وتقليبها والقيام بعمليات تطهير واسعة تشمل كافة الأدوات والأوعية والشباك والقوارب التي تستخدم لتقديم الأعلاف والحد من الحركة غير الضرورية للأشخاص للمفرخات وبرك التربية والتخلص من السرطانات بوسائل معلومة لدى المزارعين والتركيز على نشر ثقافة درء الأمراض بين العاملين وزوار المزرعة بعدم التسبب في إيجاد مناطق موبوءة والتخلص السليم من أي مخلفات وسن نظام محجري متعدد في درجات الخطورة.