عنيزة .. والمناشط الخيرية النافعة (2 من 2)

الحمد لله الهادي إلى فعل الخيرات، والصلاة والسلام على المرشد والحاث على كل عمل أو قول فيه خير، وبعد فقد كتبت في المقال الأول المنشور بهذه الصحيفة بتاريخ 29 /4/1432 هـ الموافق 3/4/2011 م، عن بعض المناشط الخيرية التي شاهدتها خلال الزيارة القصيرة، وفي هذا المقال أستكمل الإشادة، وإبداء انطباعي وشعوري الطيب عن ما شاهدته، أو سمعت عنه من أعمال لها طابع خيري، فقـد زرنا السوق الشــعبي المسمى ســوق (المسوكف) الذي بُني بشكله القديم من قبل أبناء عبد الله الحمد الزامل، وكان عبارة عن محال تجارية صغيرة كل منها عبارة عن قسم خاص يتولى شغله والبيع فيه رجال، وقسم آخر يتولى شغله والبيع فيه نساء، والمحال بأجور رمزية إذا قيست بإيجارات المحال التجارية الحديثة، والمهم أن لها طابعا أثريا وتعجب الزوار بما تحويه من البضائع القديمة المتنوعة مثل الأواني والقدور، والمواد الغذائية الشعبية، والأقمشة والملابس بأنواعها المختلفة، وغيرها مما يطول حصره. وفي جهة من السوق أقيم مجلس للرجال على الطراز القديم (مجلس عبد الله الحمد الزامل)، يرتاده ــ في الغالب ــ كبار السن، وبعض زوار السوق للجلوس، وتبادل الحديث، وتناول القهوة مع تمور القصيم المشهورة، والشاي على مدار اليوم صباحاً ومساء، وهذا نوع من التقاليد القديمة التي يعرفها كبار السن، ولذا أقيم هذا المجلس شاهداً على مظهر أثري يخلد ذكرى القدماء بجانب التطور الحضاري الحاصل، ويتم في السوق تجمع لعاشقي التراث لحضور مزاد علني على المواد الأثرية التي تعرض كل يوم خميس، فضلا عن إقامة منتديات فنية شعبية.
والأنشطة الخيرية كثيرة فقد قيل عن بعضها مما هو منفذ فعلاً، من ذلك ما قام به محمد السلوم من بناء مستوصف سلم لوزارة الصحة، وتبرع الدكتورة نورة عبد الله النعيم لبناء مدرسة، وقد تم ذلك وسلم المبنى لوزارة التربية والتعليم، وتبرع أختها لولوة عبد الله النعيم لبناء مدرسة ومستوصف، وتبرع عائلة البسام لبناء مركز لغسيل للكلى، وذكر لي وجود مركز أبحاث الشيخ عبد الرحمن السعدي.
وتحدث لي من أثق به عن عمل خيري تُعد مخططاته وتصاميمه، والذي سيقام على مساحة تقدر بـ (40.000) يطلق عليه (واحة عبد الله الحمد الزامل) كمؤسسة علمية تعليمية يشيدها أبناء الشيخ عبد الله الزامل في موقع استراتيجي سياحي يربط بين محافظات القصيم بحيث يخدم ما يقرب من (800) ألف نسمة من المواطنين والمقيمين استجابة مع الشعـار الذي رفعه منفذو المشروع (معاً نبني مستقبلنا) ، ولأهميته في نشر الثقافة العلمية، والمساهمة في تنمية الاهتمام بالاتجاهات العلمية والتقنية، فإن للمشروع عناصر عديدة:
1 ـ قاعة المعروضات العلمية وتعرض فيه موضوعات متنوعة كثيرة.
2 ــ قاعة المعارض الزائرة من داخل المملكة وخارجها ليعرف المجتمع المستجدات العلمية المختلفة.
3 ــ قاعات الرعاة وهدفها إتاحة الفرصة للشركات في مجال النفط والاتصالات والصناعات البتروكيماوية عرض المستجدات العلمية ليعرف عنها الزوار.
4 ــ قاعة العروض العلمية وتشمل على سبيل المثال عرض أفلام علمية عن تطبيقات العلوم والتكنولوجيا في الحياة، والظواهر الفلكية المختلفة.
5 ــ ركن الطفل والهدف منه الاهتمام بكل ما ينفع الطفل من تنمية المهارات العلمية، ومهارات التفكير العلمي بأساليب تتواءم مع ميوله من ألعاب الذكاء، والخيال العلمي، والتركيبات المفيدة.
6 ــ وحدة مصادر التعلم.
7 ــ المرافق الخدمية.
وهذا المشروع الكبير يوجد فيه مكاتب إدارية وساحات خارجية تخدم مرتادي الموقع بكل محتوياته.
وهذه المشروعات والأعمال الخيرية التي نفذت أو سوف تنفذ كلها من تبرعات أهل الخير، والراجين المثوبة من الله عز وجل، وهم من أبناء عنيزة وأحفادهم، بل قد يكون منها تبرعات من فضلاء من غير أهالي عنيزة دافعهم الرغبة في المشاركة بفعل الخير حيثما يقع، وعلى سبيل المثال في جولتنا هذه تبرع الشيخ عبد العزيز على الشـويعر بمبلغ (500) ألف ريال كل سنة ولمدة عشر سنوات لمجمع الجفالي للرعاية والتأهيل بعدما شاهد ما يقدمه المجمع لذوي الاحتياجات الخاصة، وأعتقد أن هذا بقناعة خاصة منه أن هذا عمل خيري فاعل شامل النفع شجعه على هذا التبرع السخي، وهو مشهود له بأعمال خيرية عديدة أجزل الله له المثوبة والأجر.
وفي خاتمة هذا المقال قد تكون هناك أعمال خيرية لم أطلع أو أسمع عنها، وهي في غاية الأهمية مثل غيرها مما تكلمت عنه، ومن الأهمية إعادة التأكيد أن هدفي من الكتابة عن أعمال الخير هو الإشادة بها، وفي الوقت نفسه التعبير عن انطباعي الطيب، ولأنقل للقارئ الكريم وصفا للأعمال الخيرية الوضاءة الحميدة من أجل أن يتأثر بها الميسورون القادرون ويقتدوا، ويفعلوا ما يستطيعون من أعمال الخير كل بقدر استطاعته في محافظاتهم ومدنهم وقراهم، وهي دعوة صادقة لكل قادر بأن يساهم بعمل الخير للقاطنين في مسقط رأسه، أو مسقط رأس الآباء والأجداد، فهي الأحق بالدرجة الأولى، والأجر والمثوبة من الله الذي وعد المحسنين بالأجر والمغفرة، وفي الوقت نفسه الذكر الحسن في الدنيا، والله الموفق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي