اليمن: مقتل 3 جنود مع الاقتراب من اتفاق بين الحكومة والمعارضة

اليمن: مقتل 3 جنود مع الاقتراب من اتفاق بين الحكومة والمعارضة

صعَّد عشرات الآلاف من اليمنيين احتجاجاتهم أمس ومنعوا الوصول لميناء رئيس فيما يبدو أن مفاوضين خليجيين اقتربوا من إبرام اتفاق يقضي يتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن السلطة.
وتظاهر المحتجون ضد الخطة الخليجية التي أقرتها الحكومة والائتلاف المعارض الرئيس في البلاد؛ لأنها تمنح صالح مهلة شهرا للاستقالة وتمنحه حصانة من المحاكمة. ومال ميزان القوى في الأسابيع الأخيرة ضد صالح بعد أسابيع من العنف والانشقاقات العسكرية والتحولات السياسية. وفي الحديدة قال عبد الحافظ معجب، منظم الاحتجاج: إن خفر السواحل رحب بالمتظاهرين ورفع لافتة كتب عليها أنه لن يستخدم سلاحه ضد المواطنين.
وقال المحتج معاذ عبد الله: "سنغلق الميناء لأن إيراداته تستخدم في تمويل البلطجية" في إشارة لرجال الأمن الذين يرتدون ملابس مدنية ويستخدمون عادة الخناجر والعصي لتفريق المحتجين. ولم يتضح ما إذا كانت أحزاب المعارضة -التي تضم إسلاميين وقوميين عربا ويساريين شاركوا في الحكومة خلال السنوات الماضية - قادرة على وقف الاحتجاجات حتى وإن كان ذلك شرطا ينص عليه اتفاق نقل السلطة. وتكفل خطة نقل السلطة التي توصلت إليها دول الخليج أن يعين صالح رئيسا للوزراء من تجمع ائتلاف المعارضة على أن تجرى انتخابات رئاسية بعد شهرين من استقالته.
وقال مسؤولون محليون وآخرون في مستشفى إن اشتباكات اندلعت في جنوب اليمن أمس بين محتجين مناهضين للحكومة أغلقوا طرقا بإطارات محترقة وقوات الأمن اليمنية؛ مما أسفر عن مقتل محتج وجنديين.
وصرح مسؤول حكومي محلي بأن الاشتباكات اندلعت في عدن عندما حاول محتجون شبان فرض إضراب عام أصاب الميناء بالشلل وأغلقت معظم الشركات والمدارس.
وقال طبيب لـ "رويترز" إن محتجا قتل وإن ثلاثة آخرين حالتهم خطيرة بعد إصابتهم بطلقات نارية خلال اشتباكات في تعز. وما زال دوي إطلاق نار يسمع في المدينة. ويشير مقتل جنديين بالرصاص إلى أن بعض المحتجين ربما كانوا مسلحين. ونفى نشطاء بين المحتجين أي صلة لهم بالمسلحين الذين تبادلوا إطلاق النار مع الشرطة.
وقال ناشط لـ "رويترز": "هؤلاء المسلحون ليسوا من المحتجين السلميين الذين يطالبون برحيل الرئيس علي عبد الله صالح وإسقاط النظام".
وينشط انفصاليون مسلحون أيضا في جنوب اليمن والذي كان يوما ما دولة منفصلة. وهناك مخاوف من أنهم قد يحاولون استغلال الاحتجاجات المتنامية في البلاد لإحياء مسعاهم لاستقلال الجنوب.
ووقع الهجوم في زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية حيث ينشط متشددو تنظيم القاعدة. وخفت قبضة الدولة على أبين خلال الاحتجاجات.
وقتل شرطيان ومتظاهر في اشتباكات بين القوى الأمنية ومحتجين مسلحين أمس في مدينة عدن (جنوب) بحسب مصادر أمنية وطبية، فيما قتل جنديان في هجوم لتنظيم القاعدة في محافظة أبين المجاورة.
وأفاد شهود عيان بأن القوى الأمنية أطلقت النار على متظاهرين ينفذون عصيانا مدنيا ويقطعون الطرقات بكتل صخرية في عدن. وقتل متظاهر وأصيب ثلاثة بجروح، فرد المحتجون؛ ما أدى إلى مقتل شرطيين اثنين، بحسب مصادر أمنية وطبية.
وأشار الشهود إلى أن الجيش استخدم الأسلحة المتوسطة في الاشتباكات. وأصيبت المدينة بشلل تام، كما شهدت محافظات لحج وأبين وحضرموت في جنوب وشرق البلاد عصيانا مدنيا جزئيا وفقا لشهود عيان. وقال المسؤول إن "مسلحين تابعين للقاعدة شنوا هجوما بقذائف "آر بي جي" على نقطة تفتيش عند مدخل زنجبار؛ ما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة ثلاثة آخرين".
وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن المسلحين "لاذوا بالفرار بعد الهجوم".
وكان خمسة متظاهرين أصيبوا بجروح ليل الثلاثاء في عدن بالرصاص حين تدخلت قوات الحرس الجمهوري لفض صدامات بين محتجين موالين ومعارضين لنظام الرئيس على عبد الله صالح، حسبما ذكر مصدر طبي. وأفاد شهود عيان بأن العشرات من المتظاهرين اعترضوا مسيرة نسائية مؤيدة له في ساحة العروض بعدن؛ ما دفع عناصر الحرس الجمهوري لإطلاق النار نحو المعارضين فأصيب خمسة أشخاص بجروح.
وقد أكد مصدر طبي هذه الحصيلة لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأوضح الشهود أن اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة اندلعت بعد ذلك بين الحرس الجمهوري ومتظاهرين مسلحين.
وعلى صعيد آخر، استولى مسلحون ينتمون إلى تنظيم القاعدة مساء الثلاثاء على مبنى المخابرات (الأمن السياسي) والبحث الجنائي في مدينة لودر في محافظة أبين، حسبما أفاد مسؤول امني الوكالة.
وقلل المسؤول من أهمية المقرين الأمنيين مشيرا إلى أن "قلة من الجنود كانوا يتواجدون في تلك المباني الحكومية وطلب منهم عناصر التنظيم الخروج مقابل سلامتهم".

الأكثر قراءة