شهر رمضان .. والكوابيس الـ 4!!

لم يكن آباؤنا وأجدادنا يهتمون باستقبال شهر رمضان المبارك بتكديس الطعام كما نفعل الآن .. ومن لم يصدق فليذهب إلى الأسواق ليجد الناس صفوفاً وكأن البضائع توزع عليهم مجاناً .. أو كأن مجاعة أو حرباً ستحدث .. وهذا ما يجعل أسعار المواد الغذائية ترتفع رغم الجهود الحكومية للسيطرة عليها وكيف لا ترتفع الأسعار ومبيعات شهر رمضان تستحوذ على 30 في المائة من حجم المبيعات الغذائية السنوية كما ورد في جريدة "الرياض" يوم الأربعاء الماضي، وكيف لا ترتفع الأسعار والناس يندفعون بشكل جنوني لشراء حتى ما لا يحتاجون إليه .. وكأن رمضان شهر للأكل فقط حتى لقد أصبح حلول هذا الشهر كابوساً بالنسبة لمحدودي الدخل لزيادة طلبات ربة المنزل التي تريد أن تفعل مثل جارتها المتابعة لعروض أسواق المواد الغذائية المشفوعة بالهدايا والجوائز والتخفيضات التي تبدو لا شيء إذا قورنت بحجم المشتريات الضخمة للأصناف التي لا يؤكل منها إلا القليل!
أما الكابوس الثاني مع إطلالة رمضان المبارك .. فهو تلك البرامج والمسلسلات والفوازير الرمضانية التلفزيونية فهي تقوم أولاً وأخيراً على الإغراء والحركات التي لا تتناسب مع روحانية هذا الشهر الكريم .. وللأسف أن القنوات المحسوبة على بلادنا هي أكثر من يقدم هذه المسلسلات التي طالما سمعنا مراراً وتكراراً النقد حولها من إخواننا العرب والمسلمين الذين ينتظرون أن نقدم لهم في الشهر الكريم أعمالاً تذكرهم بتاريخ هذه الأمة وأخلاقها .. كما كنا نفعل من قبل .. أما ما يقدم الآن فهو على نوعين .. تهريج وإغراء .. أو حركات غبية للإضحاك فقط!!
ويأتي الكابوس الثالث مع رمضان وهو تلك الأفواج من المتسولين الذين انتشروا في المدن وزاد تدفقهم إلى البلد!! .. وفي كل مسجد قبل أن يشرع الناس في التهليل والتسبيح بعد انقضاء الصلاة .. يصرخ أحدهم في يمين الصف ثم يجيب عنه الثاني في يسار الصف حتى لم يعد المصلي الخاشع قادراً على التركيز .. وهؤلاء لا يسألون الناس إلحافاً فقط وإنما يصل الحد إلى الصراخ وتصنع البكاء وذكر آيات وأحاديث مغلوطة للتأثير في السامع!!
ويبقى بعد هذه الكوابيس المزعجة مع بداية الشهر الكريم كابوس الازدحام الذي تشهده شوارعنا ليلاً في جميع مدننا دون استثناء .. وما يرافق ذلك من تهور في القيادة ومخالفة لجميع قواعد المرور .. وما ذلك إلا بسبب الفراغ، حيث يقلب بعض الشباب نهارهم ليلاً وليلهم نهاراً يقضونه في الدوران من دون هدف!!
وأخيراً: هذه الكوابيس التي تصاحب شهر رمضان المبارك وفي أيدينا الحد من أضرارها، فشراء ما لا نحتاج إليه من المواد الغذائية يمكن الحد منه بأن نلغي مظهر التفاخر بالأطعمة وأن نغلب جانب الاعتدال في طعامنا وشرابنا .. وبالنسبة لبرامج القنوات الفضائية ومسابقاتها بل وحتى إعلاناتها غير اللائقة كإعلان نوع من المكيفات (نعتب كثيراً على وكيلها) فيمكن إيقافها بلمسة من زر جهاز التحكم .. أما الازدحام الليلي فيمكن تفاديه بوصفة (خليك في البيت) على طريقة البرنامج التلفزيوني اللبناني!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي