الجمعيات الخيرية.. والحاجة إلى وقفة مراجعة جادة !
زادت أعداد الجمعيات الخيرية في بلادنا خلال السنوات الماضية .. حتى أصبح في كل منطقة عشرات الجمعيات وفي كل محافظة ومركز العديد منها.. كما أسست جمعيات خيرية بأسماء أشخاص قادرين بعد أن سمح لهم بذلك أخيرا.. وأصبحت للجمعيات الخيرية موارد أكبر بعد أن ضاقت قنوات العمل الخيري وحصرت في الجمعيات المسجلة رسمياً.. لكن من المؤسف أن الجمعيات إلا ما ندر لم تتطور في أساليبها وإدارة أعمالها وظلت تعتمد على كوادر غير متفرغة، ولذا فإن خدماتها لم تتنوع واقتصرت على أساليب تقليدية يحكمها الروتين والبطء في الإجراءات.. ثم جاءت موجة الدعوة لإيجاد أوقاف للجمعيات الخيرية وكنت بحكم مشاركتي في عضوية مجالس إدارات بعض هذه الجمعيات أحد الداعين إلى اعتماد الأوقاف كمصدر مهم من مصادر الدخل بدل الاعتماد على التبرعات التي تعلو وتهبط مما يحدث إرباكاً لمن يخطط لمستقبل هذه الجمعيات، لكن المبالغة في استثمار أموال الجمعيات قد حولت بعضها إلى شركات للاستثمار في المجالات العقارية وربما في الأسهم وغيرها وظل المحتاج يسمع عن التبرعات التي تتلقاها تلك الجمعيات ثم لا يجد خدمات توازي هذا الدعم الكبير على أرض الواقع.
وأمام ذلك فإن وزير الشؤون الاجتماعية وهو المتابع لأعمال الجمعيات مدعو لنقل الجمعيات الخيرية في بلادنا من وضعها التقليدي إلى ما يلبي خدمات المحتاجين، ولذا لا بد من وقفة مراجعة جادة لأوضاع الجمعيات الخيرية وفتح مجالات أرحب لخدماتها وبالذات في المجال الصحي الذي يشكل هاجساً وهماً لكثير من الأسر المحتاجة في ظل نقص الخدمات الطبية الحكومية في بلادنا، والاتجاه إلى المستشفيات الخاصة التي يكلف العلاج فيها مبالغ لا طاقة لهم بها.. ولو أنشأت بعض الجمعيات وبالذات الكبيرة منها مستوصفات ومراكز للعلاج الطبيعي على غرار مدينة الأمير سلطان الخيرية.. لاستفاد المسجلون لدى الجمعيات من تلك الخدمات، ويمكن أيضاً أن تشكل مصدر دخل مهما للجمعية عند علاج غير منسوبيها وتقاضي رسوم منهم لقاء ذلك.
وأخيراً: هذا مجرد مثال على ما يمكن أن تقوم به الجمعيات، وقد أشار إليه وزير الشؤون الاجتماعية نفسه عند زيارته ذات مرة لجمعية حريملاء الخيرية، والمهم ألا تنشغل الجمعيات الخيرية بإدارة الاستثمارات المالية عن رعاية المحتاجين وتلمس حاجاتهم والخدمات المباشرة التي يحتاجون إليها.
محطات الـ .F.M. .. ما الهدف منها ؟!
كل ما مررت بمؤشر الراديو مصادفة على محطة من محطات الـ .F.M التي منحتها وزارة الثقافة والإعلام التراخيص أخيرا لقاء مبالغ مالية عالية.. تساءلت عن الهدف من هذه المحطات التي هي عبارة عن ''كاسيت غنائي'' مع تقديم وربط ركيك معجون بالأخطاء اللغوية والغنج والغزل.. وأستبعد تماماً أن يكون هدف الوزارة هو تلك المبالغ التي لا تساوي شيئاً بالنسبة لخزانة الدولة، ولذا فإن المؤمل من وزارة الثقافة والإعلام أن تراقب تلك المحطات الإذاعية وتلزمها ببرامج ثقافية منوعة ومستوى أفضل من حسن التقديم واحترام المستمع!!