فجيعة ثانية.. رحل محمد العبد الله

فجيعة ثانية.. رحل محمد العبد الله

رحل أمس في أحد مستشفيات نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية الشاعر والرياضي السعودي الأمير محمد العبد الله الفيصل بعد معاناة طويلة مع المرض منذ قرابة الثلاثة أشهر.
وهو الابن الثاني للأمير عبد الله الفيصل ولد عام 1943 في مكة المكرمة، والده هو الأمير عبد الله الفيصل ووالدته الأميرة الجوهرة بنت خالد بن محمد بن عبد الرحمن. وقد درس الفقيد في المدارس النموذجية بالطائف، حتى أنهى المتوسطة وكانت عائلته تقيم آنذاك بمكة المكرمة، وسيصل جثمان الراحل إلى جدة غدا الثلاثاء وسيتم دفنه في مكة المكرمة.
رأس الأمير محمد نادي الأهلي بجدة ويعد أحد أبرز أعضاء الشرف الداعمين له، وهو شاعر غنائي معروف وورث عن والده الأمير عبد الله الفيصل حب الرياضة والموهبة الشعرية، وتميز بقصائده العاطفية التي غناها أشهر مطربي المملكة، وفي مقدمتهم الراحل طلال مداح وفنان العرب محمد عبده. وذلك في مرحلة تعد تأسيسية للفن السعودي.
عرف الأمير الراحل بحضوره المميز في الوسط الإعلامي وعلاقته الجيدة بأهل الرياضة والثقافة والإبداع عموما، حيث كان له الدور الأهم في اكتشاف عدد من المواهب وتقديمهم للساحة والمراهنة عليهم حتى أصبحوا نجوماً يشار إليهم بالبنان، وهذا الوجود المؤثر للأمير محمد العبد الله الفيصل كان ظاهراً في التعبير عن عشقه للكيان الأهلاوي الذي آزره في أصعب المواسم واتشح بشعاره خالعاً رداء الرسمية ومنمدجاً في أريحية وتواضع مع جمهوره في لحظات الفوز والإنجاز، بل ظهر كذلك في إسهامه في إثراء الساحة الشعرية المحلية عبر تجربة تميزت بخصوصيتها وبساطة مفردتها واستمرت على مدى أكثر من أربعة عقود، متواصلا مع متابعي الشعر عبر حضور إعلامي مقنن كان يظهر فيه كل مرة أنه يمتلك أسلوباً متجدداً يجمع عراقة التجربة مع قدرتها العالية على التناغم مع روح الكتابة الجديدة.
لقد كان الأمير الراحل فناناً بطبيعته، مميزا بروح بسيطة جعلته محبوباً لمن يعرفه ومتمتعا بذائقة فنية عالية، كما عرف عنه شفافيته في مناقشة القضايا الرياضية والأدبية، واهتمامه بالجوانب الخيرية والإنسانية بشكل عام، وقد جاء رحيله في شهر رمضان بعد أيام فقط من وفاة أحد أهم الشخصيات الرياضية في التاريخ المحلي وهو مؤسس نادي الهلال المؤرخ والرياضي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد.

الأكثر قراءة