أبعد من الدكتوراه الفخرية لخادم الحرمين

نجاح الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في تقديم المملكة العربية السعودية كواجهة حضارية للوسطية في الإسلام - جهود خادم الحرمين الشريفين في تحقيق التضامن العربي - أعمال خادم الحرمين الشريفين المستمرة لتحقيق السلام لدولة فلسطين - آراء وأفكار الملك عبد الله الواقعية ونظرته المستقبلية لأهمية حوار أتباع الأديان لتحقيق سلام دولي - مبادئ خادم الحرمين الشريفين للسلام ودعوته لزعماء المسلمين وغير المسلمين لمحو صورة الإرهاب المربوطة بالإسلام - اهتمامات خادم الحرمين الشريفين بالشؤون الإنسانية وتطوير العلوم والتكنولوجيا.
تلك هي المبررات المميزة التي منحته جامعة إندونيسيا على أساسها شهادة الدكتوراه الفخرية في السلام العالمي والوسطية، كما جاءت في كلمة مدير الجامعة الإندونيسية، حيث قام مدير الجامعة بتسليم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله شهادة الدكتوراه الفخرية وقلّده وشاح الجامعة في هذه المناسبة، وذلك في قصر الصفا في مكة المكرمة مساء الأحد 22/8/2011.
ليست تلك المبررات المميزة التي ذكرها مدير الجامعة إلا بعض علامات بارزة لسيرة سياق عمل خادم الحرمين الشريفين التي شهدت المحافل الدولية على انبثاقها من إيمانه وقناعاته - حفظه الله - وأنها قولا وعملا متلازمة سعى بنفسه إلى مخاطبة الضمير العالمي على أساسها في كل بقاع الأرض من أجل نشر ثقافة السلام وتعميقها وسيادتها على النوازع والغرائز العنفية أو المتعصبة التي لا سبيل إلى قمعها والوقوف ضد الشرور الناجمة عنها إلا بتعزيز مناخ السلام في العالم.
كانت الآلية التي اعتمدها خادم الحرمين تنهض على روحانية الدين الإسلامي القويم في إعلائه من كرامة الإنسان وحريته من خلال احترام كل الأديان والتحاور المستمر في سبيل قواسم إنسانية سامية مشتركة هي جوهر رسالات السماء ودعوات الإصلاح والخير، وفي هذا كان خادم الحرمين الشريفين يذود عن الإسلام ضد ما شاء الضالون والمفسدون وأهل الغلو والتطرف إلصاقه بالدين الإسلامي بمنطوق القرآن الكريم والسنة النبوية العطرة في دحض لكل المزاعم والأراجيف والشبهات والترهات التي سعى أولئك إلى الافتراء على هذا الدين بأنه سبب للإرهاب فيما هو على النقيض من ذلك تماما.
إن المؤتمرات واللقاءات الدولية والإقليمية التي رادها خادم الحرمين الشريفين وشارك فيها على مستوى الزعامات والدول أو على مستوى المؤسسات والمسؤولين فيها، وما دأب على مخاطبة بلده وأمته والعالم به عن أهمية التواصل والحوار ونبذ الخلاف والصراع ومحاربة الإرهاب والفساد والظلم وإشاعة التسامح والعدل والأمن وإحقاق الحق والسلام والعمل من أجلهما، كلها كانت وظلت قاموس خادم الحرمين الشريفين الذي لا يفارقه في كل موقف، يعبر عنها بصدق وإخلاص استشعرها شعبه بعمق، كما استشعرتها الشعوب التي دوت كلماته الخيرة المحبة فيها في أرجاء المعمورة.
ومع كل تلك المبررات الزاهية التي أشار إليها مدير جامعة إندونيسيا التي لا يختلف في شأنها كل من عهد هذا القائد الإنساني في مواقفه، فإن قدرا عديدا آخر من العلامات الوهاجة في سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله تؤلف معها وحدة موضوعية مثل: الانتقال بالمملكة إلى معارج تنمية نوعية تملك زمام المنافسة على الإنجاز والإنتاج مشاريع وبرامج في مختلف المجالات وأكثرها حداثة وتطورا، بجانب تألقه في سدة العمل الخيري لما فيه صالح الوطن والمواطن والإفاضة يغمر به أشقاء وأصدقاء لنا في الإنسانية في مختلف القارات بشهامة الغوث وسخي المساعدة في كل حال، فضلا عن تكاليف قيادته في جعل المملكة عضوا أثيرا وأساسيا في أهم التكتلات والمنظمات الدولية، ليس آخرها وأبرزها كون السعودية بسداد قيادته باتت من أهم دول قمة العشرين.
إن العمل للسلام ولخدمة الإنسانية ولتحقيق تنمية شاملة مستدامة وتحقيق المكانة في المجتمع الدولي عضوية وفاعلية وسلوكا، تشكل مع بعضها مرتكزات قيادة فذة لها رؤيتها ولها استراتيجيتها لا تنشد ولا تستهدف إلا ما هو إنساني ومبدع وبنَّاء اقتصاديا واجتماعياً وثقافيا.. تلك هي قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي توجته بالإشادات الخيرية والعلمية والدبلوماسية جوائز وشهادات وأوسمة الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإعلامية وزعماء العالم والمحافل الدولية ودور العلم وجامعاته، التي مثلت هذه الشهادة للدكتوراه الفخرية لمقامة الكريم من جامعة إندونيسيا آخرها وليست أخيرتها!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي