تدشين أول قاعدة بيانات لإحصاء المصابين بالزهايمر
يدشن الأمير أحمد بن عبد العزيز الرئيس الفخري للجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر أول قاعدة بيانات وطنية لإحصاء المصابين والمصابات بمرض الزهايمر في السعودية يوم السبت المقبل بحضور نخبة من رجال المجتمع وكبار المتخصصين والأطباء والإعلاميين بالتزامن مع احتفال العالم بيوم مرض الزهايمر، الذي تؤكد الدراسات العلمية أنه في زيادة مستمرة، حيث وصل عدد المصابين إلى 35 مليون شخص مريض مع بداية العام الحالي نتيجة عدم التشخيص المبكر لهم.
وستشكل القاعدة التي أسستها الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر بالتنسيق مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث نواة الخطط والاستراتيجيات الصحية والتأهيلية والبرامج الوقائية التي ستقدمها الجمعية لخدمة كبار السن بشكل عام ومرضى الزهايمر بشكل خاص، بعد أن عانى المتخصصون في المملكة لسنوات مضت غياب المعلومات والإحصائيات الدقيقة حول المصابين بالزهايمر.
وعبر بهذه المناسبة الأمير سعود بن خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر، عن تقديره وامتنانه للأمير أحمد بن عبد العزيز، على لفتته الكريمة بتدشين قاعدة البيانات، كما قدم شكره لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث على الدعم والمساندة التي قدمها للجمعية لاحتضانه قاعدة البيانات.
#2#
وفي ذات السياق قال رئيس المجلس: إن الدعم الكبير الذي قدمه ويقدمه الأمير أحمد بن عبد العزيز لأعمال ونشاطات الجمعية ساعدها على المضي في أداء رسالتها وتحقيق أهدافها الحالية والمستقبلية.
من جهتها، أكدت الأميرة مضاوي بنت محمد نائب رئيس مجلس الإدارة أن الدعم المتواصل الذي تجده الجمعية من قبل الأمير أحمد بن عبد العزيز يسهم بشكل كبير في بلورة أهداف الجمعية إلى خطوات ملموسة تصب في مصلحة مرضى الزهايمر، مشيرة إلى أن قاعدة المعلومات التي سيدشنها ستحدث نقلة نوعية في طرق علاج مرض الزهايمر في المملكة وستساعد الجهات المعنية في وضع الخطط والاستراتيجيات الصحية والتأهيلية في خدمة كبار السن بشكل عام ومرضى الزهايمر بشكل خاص.
ويتزامن مع تدشين القاعدة انطلاق حملة توعوية تحت شعار "قد يكونون بلا ذاكرة.. لكنهم في الذاكرة" تنظمه الجمعية بمناسبة اليوم العالمي للزهايمر لعام 2011 الذي يوافق 21 من أيلول (سبتمير) من كل عام.
#3#
وذكر الدكتور عبد العزيز المقوشي المشرف العام على المرحلة التأسيسية لحملة "قد يكونون بلا ذاكرة.. لكنهم في الذاكرة" أن الحملة تأتي إيمانا من الجمعية برسالتها الإنسانية تجاه المجتمع في تسليط الضوء على قضية الزهايمر التي ما زالت غامضة على عدد كبير من الناس والمهتمين بقضايا كبار السن والخرف.
وأبان المقوشي أن فعاليات الحملة ستبدأ وبرامجها التوعوية ستنطلق في أربعة مراكز تجارية وثلاث جامعات أهلية وحكومية للتوعية بالمرض وأعراضه، إضافة إلى حقوق المصابين، من خلال توزيع برشورات الجمعية الطبية والرد على استفسارات المواطنين ورواد المكان، إلى جانب اختبارات إلكترونية للمخ عبر شاشات مزروعة داخل الركن المتنقل.
وقال المقوشي: "إن الجمعية سعت منذ تأسيسها عام 2009 حتى الآن إلى تكثيف التوعية بالمرض داخل الرياض وخارجها، ولتحقيق ذلك فقد أقيمت خمسة لقاءات في أنحاء المملكة لكسر حاجز الصمت تجاه المرض وتقديم الرعاية الطبية للمرضى في منازلهم، وتعزيزا لهذا الدور فقد وقعت الجمعية اتفاقيات مع ثماني جمعيات خيرية لتوزيع الزكاة على المحتاجين من مرضى الزهايمر في جميع المناطق، مشيرا إلى أن الجمعية وزعت حتى الآن مليوناً و600 ألف ريال على جميع المحتاجين من مرضى الزهايمر في المناطق.
وأشار الدكتور المقوشي إلى أنه تم تعريب الأدوات العالمية استعدادا لتدشين قاعدة معلومات مرضى الزهايمر في المملكة التي سيدشنها الأمير أحمد بن عبد العزيز الرئيس الفخري للجمعية خلال الحملة، تزامنا مع اليوم العالمي للزهايمر، مؤكدا في الوقت ذاته أن توافر قاعدة للمعلومات سيسهل على أصحاب القرار وضع الاستراتيجيات الصحية والتأهيلية الخاصة بمرضى الزهايمر استعدادا لتقديم خدمات طبية أفضل.
في الوقت الذي ما زال سبب الإصابة بمرض الزهايمر مجهولا، يؤكد الدكتور نجيب قاضي استشاري العلوم العصبية والإدراك والسلوك في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض ورئيس اللجنة العلمية والطبية في الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر، أن هناك أسبابا مختلفة منها التقدم في العمر وتشوه البروتينات في خلايا المخ وتليفها، الإصابة بأكثر من مرض مثل القلب، السكر، الضغط، الإصابات البليغة في الرأس، إضافة إلى الأمراض الوراثية. موضحا أن الدراسات الحالية ركزت على الخلايا الجذعية كعلاج للمرض ولكن لم تتوصل إلى نتائج مؤكدة، منوها بعدم السفر إلى الخارج خاصة إلى دول شرق آسيا لزراعة الخلايا الجذعية التي يتوقع أن تكون نتائجها مبهرة في المستقبل في علاج الزهايمر، ولكنها حاليا قد تصيب المريض بأورام خبيثة.
وأضاف أن قاعدة البيانات التي تطلقها الجمعية ستشمل شريحة واسعة من أفراد المجتمع وذلك نتيجة الجهل من قبل البعض بمرض الزهايمر وأعراضه، منوها في الوقت ذاته بأن أكثر من 30 في المائة من مرضى الزهايمر يلجأون إلى الأدوية العشبية والشعبية في حين أن 65 يلجأون إلى العلاج الطبي في الحالات المتأخرة، في حين يستغل ضعاف النفوس في بعض الأسر المصابين بسلب ممتلكاتهم خاصة في المراحل المتوسطة للمرض، التي يتحدث فيها المريض لكنه لا يدرك كل ما يفعل.
وأضاف قاضي: إن بعض أسر المرضى يشعرون بالخجل من العلاج في بداية إصابة المريض ما يدفعهم إلى طرق العلاج غير الصحيحة، في حين أن بعض الأسر ما زالت تنسب المرض إلى أسباب أخرى غير حقيقية مثل العين والسحر والمس، ما يؤخر علاج المريض ويدهور حالته.
#4#
وأكد الدكتور نجيب أن مرض الزهايمر عادةً يصيب كبار السن فوق 65 عاماً، ويتضاعف معدل الإصابة كل خمس سنوات، وخرف الشيخوخة هو أحد الأسباب الرئيسية للعجز والإصابة وتدهور وظائف المخ، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمراض العصبية التي تصيب المخ، ونوه بأنه رغم أن الإصابة عادة بمرض الزهايمر تحدث بعد عمر متقدم وتصل إلى نسبة 2 في المائة إلا أن الأعمار الأقل معرضة أيضا للإصابة في حال وجود أمراض أخرى متعددة، مشيرا إلى أن هناك مصابين في العشرينيات من العمر.
واعتبر أن نمط الحياة التي يعيشها المسن في المملكة خاصة السيدات يضاعف من الإصابة بمرض الزهايمر أكثر من 20 مرة خاصة إذا ترافقت مع تقدم العمر أمراض مثل السكري والضغط وأمراض القلب، منوها بأن تناول اللحوم البيضاء والخضار وممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة بمعدل ثلاث مرات تقلل من مخاطر الإصابة بالزهايمر إلى نحو 50 في المائة إضافة إلى التمارين الذهنية كالألعاب وقراءة القرآن، مشددا على أن تغير النمط الحالي يسهم في التقليل من مخاطر الإصابة بالمرض خاصة أن المسن في المملكة تقل حركته وتواصله مع الآخرين مع الأسف الشديد.
وأشار إلى أن الأعراض والعلامات المبكرة لمرض الزهايمر تتمثل في النسيان قصير المدى وعدم القدرة على أداء الوظائف اليومية كالعمل، قيادة السيارة بالشكل المطلوب، إضافة إلى العزلة عن الأهل والأقارب واختلال في الذاكرة. مطالبا الأسر التي تظهر فيها الأعراض بسرعة مراجعة الطبيب والعلاج لأن ذلك يخفف من حدة المرض.
يشار إلى أن الجمعية التي أسسها 45 من أهل الاختصاص والمتطوعين والمتطوعات تتطلع إلى تقديم الدعم والمساندة لمرضى الزهايمر وأسرهم وتحسين المستوى الصحي والمعيشي للمرضى عبر تأمين العلاج والأجهزة المساندة لهم، والعمل على تشكيل حلقة وصل بين عائلات المرضى من جهة ومقدمي الرعاية من المراكز المتخصصة ومصادر العلاج والمساندة الممكنة من جهة أخرى، إضافة إلى التعاون مع الجهات الحكومية المختصة والمستشفيات ذات العلاقة والجمعيات الخيرية من أجل تحسين وتطوير مستوى الخدمات الطبية المساندة والرعاية المنزلية لمرضى الزهايمر، فضلا عن إرساء القواعد التأسيسية لإنشاء أول دار تمريض متخصصة لمرض الزهايمر وناد صحي واجتماعي يرعى المصابين في المملكة.