تقنية التكسير موضع الاتهام في هزات بلاكبول
تلقت جهود إطلاق احتياطيات الغاز الصخري الكبيرة المحتملة في المملكة المتحدة نكسة بعد أن بيّن أحد التقارير أن التكسير، وهو الأسلوب المستخدم في استخراج الغاز من الصخور الجوفية، يمكن أن يكون سببا ''قوي الاحتمال'' في حدوث هزتين أرضيتين صغيرتين في منطقة بلاكبول خلال فصل الربيع.
قالت شركة كوادريللا ريسورسز العاملة في المملكة المتحدة على استكشاف موارد الغاز الصخري في لانكشير: إنها كلفت إحدى الجهات بإعداد تقرير مستقل في الأحداث التي أشارت إلى وجود ''دليل قوي'' على أن الهزتين الأرضيتين، بالإضافة إلى 48 حادثا زلزاليا أضعف، كانت ناجمة عن ضخ سوائل الحفر باتجاه الصخور التي تحتوي على الغاز. وعلّقت كوادريللا عمليات التكسير الخاصة بها بعد الهزتين.
غير أن التقرير توصل كذلك إلى أن الحادثين كانا نتيجة ''مزيج غير عادي'' من الجيولوجيا في موقع البئر، مترافق مع الضغط الناتج من ضخ السوائل كجزء من العمليات. وقالت الشركة إن ''من غير المرجح أن يحدث هذا المزيج في مواقع الآبار المستقبلية''.
ستضيف هذه النتائج إلى الجدل العام المتزايد بخصوص التكسير. ومعروف أن الغاز الصخري حبيس في الصخور التي تقع على عمق آلاف الأقدام تحت سطح الأرض، ويتم إطلاقه من خلال تكسير الصخور باستخدام مياه عالية الضغط، ومواد كيماوية. وتلقت هذه العملية انتقادات شديدة من جانب جماعات الدفاع عن البيئة. وأصبحت فرنسا في أيار (مايو) أول دولة تحظر استخدام التكسير.
في الوقت الذي نشر فيه التقرير، يوم الأربعاء، تسلق تسعة من المحتجين حفارة تابعة لشركة كوادريللا في هسكيث بانك، في لانكشير، للإعلان عن مخاوفهم. وقالت كارولين لوكاس، عضوة حزب الخضر في البرلمان: إن ما توصل إليه التقرير عزز دعواتها إلى تعليق العمل بالتكسير. أضافت النائبة ''إن هذه الدراسة تثير مزيدا من الأسئلة حول عمليات شركة شركة كوادريللا المثيرة للنقاش في شمال إنجلترا، كما أنها تزيد تسليط الضوء على الحاجة إلى إجراء تحقيق دقيق، وكامل، ومستقل في الآثار البيئية، والصحية للتكسير''.
وأضافت ''على وزير الدولة لشؤون الطاقة، والتغير المناخي، أن يوقف كل عمليات التكسير الهيدروليكي، وأن يفرض حظرا على الاستكشافات الجديدة للغاز الصخري، على الأقل إلى أن يتم تقييم أكثر تفصيلا واستقلالا''.
لقد أدت ملاحظتها التي أبدتها في الساعات الأولى من ذلك اليوم حول الموضوع قبل أسبوعين، إلى اكتساب دعم من 15 عضوا في البرلمان بينهما اثنان من الحزب الليبرالي الديمقراطي.
تعززت طموحات كوادريللا بالمثال الأمريكي الناجح، حيث أدى الغاز الصخري إلى تغيير مشهد الطاقة. ومن المحتمل ألاّ تكون احتياطيات المملكة المتحدة من الغاز الصخري كبيرة بما يكفي لتحقيق النتائج ذاتها، ولكن الخبراء يعتقدون أن مثل هذا النوع من الغاز يمكن أن يثبت أنه اكتشاف مهم. تقول مجلة بريتيش جيولوجيكال سيرفي British Geological Survey إن لدى بريطانيا 150 مليار مترمكعب من موارد الغاز الصخري القابلة للاستخراج، وهو ما يكفي حاجة البلاد من الغاز لفترة 18 شهرا.
غير أن هنالك تقديرات أخرى أكثر تفاؤلا، حيث تقدر وزارة الطاقة الأمريكية احتياطيات الغاز الصخري في المملكة المتحدة بـ560 مليار مترمكعب. أعلنت شركة كوادريللا في أيلول (سبتمبر) أن حقل لانكشير وحده، بين بريستون وبلاكبول، يحتوي على 5660 مليار مترمكعب من الغاز، أي ما يكفي لتزويد البلاد لفترة 56 عاما، على الرغم من أن جزء بسيطا منه قابل للاستخراج.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة كوادريللا، مارك ميلر: إنه كان مسرورا؛ لأن التقرير استخلص ''أنه ليس هنالك من تهديد للناس، أو الممتلكات في المنطقة المحلية نتيجة لعملياتنا''.
وأضاف أن الشركة مستعدة لاستخدام نظام التحري المبكر الذي تم اقتراحه في التقرير ''حتى نستطيع تقديم ثقة إضافية، وشعور بالأمان للمجتمع المحلي. إن الشركة لها تأثير اقتصادي قوي'' على بريطانيا، حيث يمكن لعمليات شركة كوادريللا وحدها توفير 5600 وظيفة مرتفعة الرواتب والمهارات في المملكة المتحدة، ومن الممكن أن تكون 1700 منها في لانكشير.
وقال ناطق باسم وزارة الطاقة والتغير المناخي: إنها ستدرس مضامين هذا التقرير ''بكل عناية''، وذلك بالتشاور مع الجهات التنظيمية، والخبراء المستقلين ''قبل اتخاذ أي قرار حول استئناف عمليات التكسير الهيدروليكي هذه''.