مخاطر شخصنة العلاقات بين الموظفين في موقع العمل
كانت فريدا جيانيني، المديرة المبدعة لشركة جوتشي، والرئيس التنفيذي للشركة باتريزيو دي ماركو، في مطعم جورج الخامس المزخرف في باريس، حيث كانا يستعدان لأن تلتقط لهما صورة لوجهيهما. وبدا عليهما عدم الارتياح. وكانا يحاولان في البداية الوقوف بالقرب من الأعمدة الرخامية، ثم جلسا على المقعد الطويل المطلي بالدهان المعدني، حيث وقفت جيانيني في المقدمة، ووقف وراءها دي ماركو. وأصيب دي ماركو في النهاية بالملل من كل هذا الأمر، فرفع عينيه، وأخرج لسانه، وفتح ذراعيه.
تتمثل المشكلة أن دي ماركو، وجيانيني، بصفتيهما رئيسي الشركة، وشؤون الابتكار لدى شركة جوتشي، تم تصوريهما معا لمرات يصعب تعدادها – في افتتاح المتاجر، والإطلاق الذي تم خلال الفترة الأخيرة لمتحف جوتشي، وعروض الأزياء. غير أن هذه كانت المرة الأولى التي يقفان فيها للتصوير أمام الجمهور، أو بالأحرى في العلن، كطرفين في شراكة من نوع مختلف: أي أنها شخصية بالإضافة إلى كونها مهنية.
نتيجة لذلك، فإن كيفية تنفيذ اللقطة، هي ببساطة انعكاس للقضايا المتعددة التي ظلت جيانيني التي عملت مع شركة جوتشي منذ 2002، وأصبحت مديرة شؤون الإبداع في الشركة في 2006، ودي ماركو الذي أصبح رئيسا تنفيذيا لشركة جوتشي في كانون الثاني (يناير) 2009، يصارعانها منذ أن تجاوزت علاقتهما موقع العمل في حزيران (يونيو) 2009.
بينما هنالك الكثير من علامات الموضة التي يديرانها معا، ومنها ميوشيا برادا، وباتريزو بيرتللي، وفالنتينو جرافاني، وإيف سان لوران، وبيير بيرتللي، فإن هذه هي المرة الأولى التي لا يكون فيها هذا الثنائي المعني بالأمر، مالكا للنشاط العملي، وإنما المالكون هم موظفوه – وموظفو شركة ذات شهرة عالمية مملوكة من جانب مجموعة مسجلة في البورصة. وفي ظل تزايد المطالبة بمزيد من الشفافية من جانب حملة الأسهم، والأسواق، فإن هذا الأمر يجعلهما حالة اختبار في إدارة التوقعات، وشؤون الموظفين، سواء على النطاق الداخلي، أو الصعيد الخارجي.
يرى مارك لو منيسترال، الأستاذ الزائر لعلوم الأخلاق في مركز الإبداع الاجتماعي في كلية إنسياد للنشاط العملي ''معظم أشخاص النشاطات العملية يحلمون بحياة يمكن لقيمهم الشخصية أن تتوافق مع من هم معهم في العمل، ومع ما يتطلبه المجتمع منهم. ويصبح السؤال كيف يتعاملون مع هذه القضية''.
خارج نطاق الموضة، هنالك من بين الثنائيات الذين التقوا في العمل، بيل جيتس من شركة مايكروسوفت ومديرة الإنتاج السابقة ميليندا فرنش، ورئيس سيتي جروب جون ريد وسيندي مكارثي التي كانت في ذلك الحين مضيفة على طائرة سيتي غروب النفاثة.
يبلغ دي ماركو الـ49 من عمره بينما جيانيني في الـ38 من عمرها (والاثنان كانا مطلقان حين التقيا). وهما يدركان أنهما في مياه غير صافية إلى حد ما. وعلى الرغم مما يشير إليه فرانسوا – هنري بينولت، الرئيس التنفيذي لـPPR، من أن نسبة كبيرة من الناس يلتقون بعضهم البعض في العمل، فإن عالم النشاط العملي مليء بالتنفيذيين الذين واجهوا الازدراء العام، حين كان يتم الكشف عن هذه العلاقات. ولننظر هنا إلى بيل آجي من شركة بندكس، الذي أصبحت قصته رواية تحذير حين نظر إليه بأنه بالغ في ترقية ماري كننجهام؛ نظرا لعلاقتهما الشخصية (حيث استقالت بعد ذلك)، وكذلك قصة هاري ستونسبثر من شركة بوينج، الذي اضطر للاستقالة بسبب اتهامه بعلاقة مع إحدى التنفيذيات في الشركة (شعر مجلس الإدارة أنه خالف ميثاق السلوك من خلال تسببه في إحراج الشركة).
حتى حين يلتقي الشريكان في العمل دون إحداث جدل، فغالبا ما يؤدي الأمر إلى قرار أحدهما بترك الشركة. ليست لدى كثير من الشركات سياسات موارد بشرية قاسية، وسريعة فيما يتعلق بالعلاقات بين الأشخاص. وتوصلت دراسة أجرتها صحيفة وول ستريت جورنال في 2005 حول إدارة الموارد البشرية إلى أن أكثر بقليل من 70 في المائة من الشركات الأمريكية ليست لديها مثل هذه السياسات. أو أنها كانت مترددة في الكشف عن سياساتها، وهي حقيقة تعبر عن حساسية هذا الموضوع.
يلخص أحد المديرين العامين في مورجان ستانلي النهج العام لذلك (طلب عدم ذكر اسمه)، بأنه: علاقة ينظر إليها كمشكلة ''فقط إذا كانت للطرفين علاقة تبعية إدارية، أو إذا كان لأي منهما سلطة منح الترقيات، والرواتب، على طرف آخر''.
يقول مارتي ويكستورم، الرئيس التنفيذي للموضة والإكسسوارات، في مجموعة بضائع الرفاهية، ريشمونت ''من الصعب التعميم، ولا أعتقد أنه يجب معالجتها على أساس حالة بحالة، ولكن ليس على الإطلاق بين كبار المسؤولين ومن يعملون تحت إمرتهم''.
من الناحية الاسمية، ليست هذه الحال مع دي ماركو والسيدة جيانيني اللذين يعتبران من الناحية الفعلية متساويين. ويمكن أن يقولا إن علاقتهما كانت مفيدة لشركة جوتشي. بالفعل، إن أحد أسباب تحويل الشخصي إلى عام هو أنهما يشعران بأن لديهما الآن السجل والأرقام التي تدعم ذلك. وفي هذا الأسبوع كشفت شركة بي بي آر أن إيرادات شركة جوتشي في الربع الثالث ارتفعت عن مثيلتها في الربع الثالث من العام الماضي بنسبة 21 في المائة.
منذ البداية، يقول دي ماركو ''كنا قلقين بشأن أمرين – رد فعل حامل أسهمنا الرئيس والسوق''.
لقد عالجا ذلك في مختلف المراحل. فبعد أن تغيرت علاقتهما، وفي رحلة بها إلى الصين في حزيران (يونيو) 2009، يقول دي ماركو إنه ذهب إلى روما لكي يتحدث مع بينولت، وتحدثت جيانيني مع بينولت على انفراد. إن دي ماركو جيانيني، كما يقولان، كان على استعداد تام للمغادرة إذا كان ذلك ما هو مطلوب، لكن بينولت ''كان داعما جدا لهما''.
وحسب بينولت ''هذه شركة عائلية أسسها والدي، وأنا أعرف كيف يمكن أن يبدو ذلك بالنسبة للعالم الخارجي، ولكنني أعرف أيضا كم يجعلك ذلك حازما مع نفسك. وأنا كنت أعرفهما، ولذلك عرفت أن هذا سيجعلهما أكثر تطلبا مع نفسيهما''.
لقد بحث دي ماركو وجيانيني الوضع مع الموظفين العاملين لديهما بشكل فردي. ''كان هذا السر الذي يعرفه الجميع''، يقول دي ماركو. ''لا يمكنك أن تعرف ما الذي يدور في خلد شخص ما، ولكن عندما كنت أتحدث مع الناس، كنت أسأل، هل هذا يجعل الأمور صعبة عليك؟''. وكنا نتغلب على الأمر حالا، ولم يكن بالإشكال بعد ذلك. كنا نحرص أن نكون منسجمين في سلوكنا. وبطريقة ما، فإن العلاقة تفرض علينا أن نكون متزنين أيضا''.
وتضيف جيانيني: ''إنك لا تريد أن تترك الباب مفتوحا لأي انتقاد. كانت هناك شفافية، لكنها لم تكن شاملة، كانت منطقية. والآن سيكون هناك المزيد. لكن ذلك لا يعني أنني وباتريزيو سنبدأ بتقبيل بعضنا في الاجتماعات''.
يقول أحد المحللين: إن الخطر الأكبر يتمثل في تراجع الفكرة بين الشركات أكثر منه في المشاكل المحتملة إذا ساءت العلاقة بين طرفين. لكن بينولت يقول إنه غير قلق: ''إذا تغير أمر ما وترك شخص، فسنتعامل مع الوضع''.
وحسب دي ماركو، فإن ''العلاقة القائمة بيني وبين فريدا علاقة جادة إلى حد بعيد. عندما تختار في الحياة أن تكون مع شخص ما... شخص تتطلع لأن تمضي حياتك معه – حسن، هذا تزاوج للعقول والأرواح.
''إننا لا نتفق على كل شيء. لكنك تجادل حقا عندما يكون لديك أمر مهم تجادل بشأنه. وإلا فإنك تدرك أن الأمر لا يستحق الجدل''. زيادة على ذلك، كما يقول، فإن علاقتهما تحقق فائدة إضافية تتمثل في القدرة على اتخاذ قرارات مشتركة بشكل أسرع بكثير: ''لا يتعين عليك حقيقة أن تنتظر حتى تعقد اجتماعا''.
براعة رومانسية في الإجابات
تنعكس علاقة العمل التي نشأت بين باتريزيو دي ماركو وبين فريدا جيانيني في الحديث الذي يدور بينهما. وفيما يلي مقطع من حديث دار بينهما حول محل مشروبات غازية كانت ترغب في تأسيسه، وهو لم يكن راغبا:
هو: ذهبنا لتناول الغداء ومناقشة الموضوع، وكل ما طلبناه ظل على الطاولة.
هي: لكنني ربحت.
هو: لدينا أكثر من ثمانية آلاف موظف...
هي: ما زال يشكو من أنه لدينا مخزون متبق.
هو: انظر! إنها تقاطعني طيلة الوقت.
وحول ارتداء لباس متشابه من أجل الصورة:
هو: كان الأمر مصادفة.
هي: غيرت ملابسي بعد الغداء ولم يشاهدني.
هو: أيضا، في العادة عندما أطلب رأيها فيما ينبغي أن أرتدي، فإنني لا أوافق على ما تقوله.