نقص الطيارين.. أزمة شركات الطيران الخليجية المقبلة
بدأت مشكلة نقص الطيارين تطل برأسها على شركات الطيران الخليجية، وذلك في ظل النمو الهائل في أساطيلها نظير الطلبيات الضخمة من الطائرات التجارية الجديدة التي بدأت تدخل الخدمة بشكل تدريجي لدى تلك الشركات، قابله شح كبير في أكاديميات التدريب وتخريج الطيارين.
وتوقعت شركة بوينج لخدمات الطيران أن تصل حاجة شركات الطيران التجاري حول العالم من الطيارين إلى نحو 460 ألف طيار خلال السنوات الـ 20 المقبلة منهم نحو 37 ألف طيار لتلبية حاجة منطقة الخليج التي من المتوقع أن يتجاوز حجم أسطولها 2340 طائرة في عام 2029.
وتوقع مراقبون أن تواجه المنطقة وضعاً صعباً في المرحلة المقبلة، حيث تأتي هذه الحاجة الكبيرة من الطيارين في دول الخليج، بسبب النمو الهائل في أساطيل شركات الطيران، لكنهم اعتبروا ذلك فرصة سانحة أمام الشركات الراغبة في الاستثمار في قطاع التدريب من خلال تأسيس المعاهد والمدارس الخاصة بتدريب الطيارين وتزويدها بالمعدات والأجهزة الحديثة.
خطر حدوث نقص حاد متوقع في أعداد طياري شركات الطيران التجارية، أكده روي جانزرسكي كبير مسؤولي العلاقات مع العملاء في شركة بوينج لخدمات الطيران، في بيان صادر عن شركته - حصلت ''الاقتصادية'' على نسخة منه - بقوله ''إن المنطقة بالفعل تشهد نمواً قوياً ومتسارعاً في حركة الطيران الذي يحتاج معه إلى مزيد من الطيارين''.
ويرى المراقبون أن منطقة الخليج ستكون الأكثر عرضة لتحدي نقص الطيارين، حيث يوجد فيها أربع من أكبر شركات الطائرات عالميا وأكثرها نموا من حيث حجم الأساطيل وهي: الإماراتية، القطرية، الاتحاد، إضافة إلى ''الخطوط السعودية''، وبالتالي فهي في حاجة إلى توفير احتياجات هذه الطائرات الجديدة من الطيارين والفنيين في ظل نقص كبير في مرافق ومعدات التدريب في مختلف أسواق المنطقة.
#2#
وأشار المراقبون أنفسهم إلى ما يزيد من حدة المشكلة أن هناك أعدادا من الطيارين الأجانب الذين كانوا يعملون في دول المنطقة عاد الكثير منهم إلى بلدانهم لسد ثغرة الطيارين المتقاعدين هناك، إضافة إلى أن ازدياد مشكلة نقص عدد الطيارين حول العالم جعل من الصعب استقدام طيارين وافدين من بلدانهم بعدما أصبحت وظائف الطيران المجزية متوافرة لهم على نطاق أكبر.
وتشير تقارير إقليمية وعالمية إلى أن النقص الأكبر سيكون في طواقم طائرات بوينغ 737 وأيرباص 320 بسبب انتشار هذه الطائرات بكثرة في مختلف شركات الطيران. ويطرح البعض حلولا لهذه المشكلة وهي جذب الشركات العالمية إلى المنطقة لافتتاح منشآت تدريب فيها، وهو الأمر الذي بدأت فعليا بعض الشركات في تنفيذه.
وهنا قال جانزرسكي على خلفية توقيع شركة جيبسين - الوحدة التابعة لبوينج لخدمات الطيران - اتفاقية مع كلية الإمارات للطيران أمس، إن شركته ستعمل وفق هذه الاتفاقية بتوريد برامج دوراتها التدريبية التأسيسية وتدريب الطلاب عليها في الكلية. وأشار في الوقت ذاته إلى أن هذه الاتفاقية تدخل في إطار التزام ''بوينج'' الدائم بدعم عملائها في جميع أنحاء العالم، وسعيها إلى التعاون معهم، لمواجهة الطلب المتزايد على الطيارين. وقال ''يمكننا بالتعاون مع كلية الإمارات للطيران، تخريج أعداد كبيرة من الطيارين الأكفاء والمؤهلين وفق أرقى المستويات''.