المتحف البريطاني ينظم معرضا بعنوان «الحج: رحلة إلى الإسلام»
يقيم المتحف البريطاني هذا الشهر أول معرض مخصص للحج في لندن، وذلك بعد محادثات استمرت عامين مع عدد من البلدان من بينها المملكة العربية السعودية. وتشتمل المعروضات على مصنوعات من البقاع الإسلامية المقدسة.
ويستكشف المعرض الذي يحمل عنوان ''الحج: رحلة إلى الإسلام'' معنى وتجربة الحج من خلال 200 مادة من 13 بلدا، تتضمن منسوجات، وقطعا أثرية، ومخطوطات، ومنمنمات، وصورا فوتوغرافية.
وبحسب فينيتيا بورتر، أمينة المتحف: ''هذا المعرض حول رحلة ذات غرض واحد هو الوصول إلى قلب الإسلام''.
واشتملت عملية الإعداد شهورا من المناقشات بين نيل ماكريجور، مدير المتحف البريطاني، ومسؤولين من المملكة العربية السعودية وبلدان أخرى. وفي إطار هذه العملية شكل المتحف مجلسا استشاريا ضم مشاركين من مسجد ريجنت بارك في لندن، لضمان أن يتم تنفيذ العرض بما يتوافق والممارسات الإسلامية. وسيكون المعرض مقسما إلى ثلاثة أقسام هي رحلة الحج التي تركز على الطرق الرئيسية المستخدمة عبر الأزمان للوصول إلى مكة المكرمة، والحج اليوم وما فيه من مناسك، والقسم الأخير هو جذور مكة المكرمة التاريخية وأهميتها.
ومن بين المعروضات نسخة من القرآن الكريم تعود إلى القرن التاسع، ومحمل القرن التاسع عشر، أو خيمة الحرير التي كانت تحملها الجمال من القاهرة إلى مكة المكرمة، و''كمبيالات الحج'' الباكستانية التي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، والتي كانت تستخدم بمثابة شيكات عند وصول الحجاج إلى المملكة العربية السعودية.
كذلك يحتوي المعرض على مذكرات للارستقراطية الاسكتلندية، الليدي إيفيلين كوبولد، التي اعتنقت الإسلام وكانت أول بريطانية تؤدي منسك الحج، إضافة إلى مذكرات السير ريتشارد فرنسيس بورتون الذي سافر إلى مكة المكرمة متخفيا.
والحج أحد أركان الإسلام الخمسة وهو عبادة يتعين على المسلم أن يؤديها مرة واحدة في العمر، إذا كان مستطيعا بدنيا وماليا. ويترتب عن هذا الركن وصول ملايين المسلمين إلى مكة المكرمة سنويا، رافعين عدد سكان المدينة المقدسة البالغين نحو 1.5 مليون نسمة، إلى ثلاثة أضعاف. وهذا العام أدى الحج ما يصل إلى ثلاثة ملايين مسلم، مليونان منهم قدموا من خارج المملكة العربية السعودية. ويواجه أكبر اقتصاد في العالم العربي مهمة لوجستية هائلة لتوفير الاحتياجات الضخمة لوفود الحجيح. ووصف ماكريجور عملية تنظيم الحج بأنها ''أحد أعظم الإنجازات الإدارية في العالم''. ويتوقع أن يتضاعف عدد الحجاج خلال الـ 30 عاما المقبلة. وتخطط الحكومة السعودية لإنفاق مليارات الدولارات على مشاريع البنيات الأساسية في مكة المكرمة ومحيطها.
ويبدأ المعرض في 26 كانون الثاني (يناير) الجاري ويستمر حتى نيسان (أبريل). وسيتم أيضا عرض أعمال لفنانين سعوديين معاصرين، من بينهم أحمد مطر الذي سيعرض له عمل يمثل حشود الحجاج وهم يطوفون حول الكعبة المشرفة.