دراسة: المدينة المنورة فقدت 83 % من المسطحات الخضراء خلال 30 سنة
كشف أمس في المدينة المنورة عن مخطط شامل لمدينة المصطفى- صلى الله عليه وسلم، يحافظ على روحانية المدينة وقدسيتها، ويجعل المسجد النبوي الشريف بوصلة التنمية حتى 2040. واستعرض الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز، أمس، المخطط الذي يسعى إلى أن تكون المدينة نموذجا فريدا للتنمية المتوازنة في إطار مستدام على مستوي المملكة وفي العالم الإسلامي بأسره، يوفر متطلبات واحتياجات المدينة في الحاضر والمستقبل وفي الوقت نفسه يحافظ على موارد ومقومات المدينة للأجيال القادمة ويعمل على تنميتها.
وقال الأمير عبد العزيز بن ماجد: إن المخطط الشامل كان بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين ويراعى أن تؤخذ فيه كل الاحتياجات وكل الأساليب العلمية والعملية لتطوير المدينة المنورة. وبيّن أمير المدينة المنورة، أن المخطط الشامل يضع نظره مستقبليه لتطوير المدينة، ويهدف أيضا إلى الحفاظ على خصائص المدينة، حيث لوحظ أن في الـ30 سنة الأخيرة فقدت المدينة 83 في المائة من المسطحات الخضراء فلذلك عمد المخطط الشامل لإعادة المسطحات الخضراء والنخيل إلى المدينة؛ لأنه يعد جزءا من شخصية المدينة. كما بين أن هنالك أشياء كثيرة مأخوذة بالاعتبار، وأن المخطط الشامل مكتمل لرفعه للمقام السامي لاعتماده. ويقوم المشروع على تأصيل الهوية الحضارية المتميزة للمدينة المنورة بما يتناسب مع مكانتها الدينية والتاريخية والثقافية في العالم بما يدمج بين أصالة تاريخ وتراث المدينة العريق والتحديث المدني والتطوير المستقبلي الشامل. وبالتالي يمكن أن يحقق المشروع التوازن التنموي المطلوب بين الحاجة الماسة لضيوف الرحمن من الإسكان والخدمات والمرافق العامة المطلوبة لقضاء زيارتهم للمسجد النبوي الشريف والمدينة المنورة بيسر وسهولة في ظل ما تشهده من الأعداد المتزايدة المتوقعة في المستقبل من الحجاج والمعتمرين والزوار، وبين حاجات السكان المستمرة للتنمية والتحديث. وتسعى الرؤية المستقبلية لتطوير المدينة المنورة لتحقيق التوازن بين الاحتياجات الروحية والطبيعية والعمرانية للمدينة، بما يتضمنه ذلك من تنمية الإنسان والمكان خلال الزمان، ويعنى المشروع بتحقيق مبادئ التوازن والشمولية بين تطوير كل من المنطقة "الدينية الروحية" وتتمثل في المسجد النبوي الشريف وساحاته والمنطقة المحيطة والمنطقة "العمرانية الحضرية"، وهي المناطق والأحياء السكنية والخدمات والمرافق التي تتكون منها المدينة ومنطقة "البيئة الطبيعية" وتتمثل في مواقع البيئة الطبيعية بالمدينة المنورة. ويستند المشروع بشكل عام إلى عدد من المبادئ الأساسية، أهمها احترام قدسية المسجد النبوي الشريف وتوفير احتياجات توسعة المسجد النبوي الشريف ومتطلبات الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين، وفي توفير نوعية عالية للفراغات العامة وفي التخطيط المستدام وتحسين البنية التحتية والخدمات وتوفير بيئة عمرانية صحية وضمان الأمن والسلامة بها. وأوصى المخطط بإيجاد خطة متكاملة لتوسعة المسجد النبوي الشريف وتطوير المنطقة المركزية، وتوسيع الساحات وتحويل المنطقة إلى بيئة آمنة للمشاة وتكاملها مع محطات النقل العام وحركة السيارات والآليات، وبالتالي بناء مدينة يمكن العيش فيها بكفاءة، وذلك من خلال الحفاظ على مصادر المياه والحماية من الفيضانات وتحسين نظام الوديان وتعظيم إعادة استخدام المياه وإتباع التقنيات الحديثة في الري، ومن خلال تأهيل المناطق العشوائية وتوفير السكن الميسر والتحكم في ارتفاعات المباني.
ومن بين الأمور التي شدد عليها المخطط تصميم نظام النقل المستقبلي للمركبات والمشاة يحقق الانسيابية والمرونة والسلامة وفق المعايير الدولية يتضمن توفير وسائل متعددة للنقل العام والتدرجات الهرمية المختلفة لشبكة الطرق، وإيجاد منظومة مترابطة للفراغات العامة ويوفر ذلك وسائل الراحة للمشاة والساحات المفتوحة والخضراء ومحطات المواصلات والمحاور متعددة الوسائط والمركز الحضارية وغيرها. وطالب المخطط بتشجيع الاستثمارات الإستراتيجية للتطوير ويتضمن ذلك الاستثمار في البنية الأساسية وتأمين مصادر المياه وتطبيق بعض مفاهيم المدينة الذكية وزيادة السعة المؤسساتية.