مؤتمر الحسبة يطالب برفع كفاءة الميدانيين في جهاز الهيئة
طالب المشاركون في فعاليات مؤتمر التطبيقات المعاصرة للحسبة في المملكة، برفع كفاءة الميدانيين في جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للحد من انتشار السلوكيات السلبية، وتطوير قدراتهم.
وأكد عبد اللطيف آل الشيخ الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في كلمته خلال الفعاليات التي أقيمت في جامعة الملك سعود أمس، تحت عنوان: "التطبيقات المعاصرة للحسبة في المملكة"، أن الرئاسة وقعت خمس كراسي مع الجامعات السعودية جميعها تخدم الحسبة، وأن هذا المؤتمر يعد ثمرة من ثمار كرسي الملك عبد الله للحسبة وتطبيقاته المعاصرة، الذي وافق عليه خادم الحرمين الشريفين.
وقال: "إن هذه الكراسي البحثية تعد جزءًا من جهود الرئاسة في نشر ثقافة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومد جسور التواصل بينها وبين الجهات والقطاعات العلمية والبحثية بما يحقق الأهداف المنشودة. واستمراراً لهذا التواصل، عقدت الرئاسة العامة اتفاقات وشراكات مع الجامعات السعودية لإجراء دراسات وبحوث وحلقات بحثية وورش عمل ودورات تدريبية حققت - ولله الحمد - كثيرا من أهدافها في الرفع من كفاءة العاملين، وتقليص الفجوة بين الرئاسة وقطاعات الدولة المختلفة".
وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى إثراء المعرفة والمشاركة في إنتاج البحث العلمي في مجال الحسبة وتطبيقاتها المعاصرة والإسهام في استمرار المملكة وريادتها في تطبيق الشعيرة، وتشخيص واقع العمل الميداني في مجال الحسبة، ورفع كفاءة القائمين على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطوير قدراتهم، والتعرف على مدى انتشار السلوكيات السلبية في المجتمع وكيفية معالجتها، وتشجيع وتنفيذ البحوث والدراسات النظرية والميدانية التي تسهم في دفع الشبهات المعاصرة حول شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأشار الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أن الدولة قامت على التوحيد وصفاء العقيدة، واستمر هذا النهج العظيم حتى قيام الدولة السعودية الثالثة وسار عليه الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - على نهج من سبقه في تأصيل التوحيد وتنقية العقيدة من شوائب الشرك والضلال، مضيفا أن عهد خادم الحرمين الشريفين شهدت فيه المملكة نهضة شاملة كبرى في شتى المجالات، ونالت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عناية خاصة واهتماماً كبيراً من مشاريع التطوير والتحديث، فقد تضاعف أعداد رجال الحسبة في عهده الميمون المبارك وزادت ميزانية الرئاسة وحصل لها من الدعم من لدنه - حفظه الله - الشيء الكثير، الذي نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يجعله في ميزان حسناته وألا يحرمه الأجر والثواب له ولوالديه.
وشكر آل الشيخ الله أولاً، ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - على ما بذله ويبذله من جهود عظيمة في كل ما من شأنه رفعة الإسلام والمسلمين، ومنها شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود ومناصرته ومعاضدته للإمام المجدد محمد بن عبد الله بن عبد الوهاب - رحمهما الله.
وحضر فعاليات المؤتمر الدكتور خالد بن محمد بن عبد العزيز العنقري وزير التعليم العالي، الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان مدير جامعة الملك سعود، والشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام، إلى جانب عدد من أصحاب السعادة والفضيلة من مسؤولي الجامعة والهيئة والباحثين والمهتمين.
من جهته، أكد الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان مدير جامعة الملك سعود أن تأسيس كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة في الجامعة يعد مؤشراً دالاً على عناية حكومة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - بالحسبة ومفاهيمها وتطبيقاتها المختلفة، وقد تعززت هذه الدلالة بحمل هذا الكرسي اسم الملك عبد الله بن عبد العزيز ليتأكد بذلك أن العناية بشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منهج تعتمده المملكة العربية السعودية، ولا سيما أنه أسباب خيرية هذه الأمة، وتحرص على تطبيقه بين أوساط المجتمع إيماناً منها بدور هذه الشعيرة في إصلاح حياة الأفراد، وعملها على تحصين المجتمع ضد الفساد بكل صوره.
وأشار الدكتور العثمان إلى أن هذا المؤتمر، يحمل دلالة أخرى على اهتمام خادم الحرمين الشريفين - يرعاه الله - بالحسبة، وحرصه الكريم على دعمها، ورعايته فعالياتها، ولعل أبرز شواهد اهتمامه الكريم - يحفظه الله - بجهاز الهيئة مبادرته الكريمة إلى دعم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمبلغ 200 مليون ريال ضمن حزمة الأوامر الملكية الكريمة التي تفضل بها على شعبه قبل عدة أشهر.
وقال الدكتور العثمان إن هذا المؤتمر يحمل رسالتين مهمتين الأولى أن الجامعة لم تعد حبيسة داخل أسوارها، بل صارت منفتحة على المجتمع وأكثر انسجاماً مع تحولات العصر ومستجداته وإيمانها بالعمل المشترك وضرورة توظيف الخبرات الأكاديمية، أما الرسالة الثانية التي يحملها المؤتمر فهي أن برنامج كراسي البحث في الجامعة بات برنامجاً فاعلاً يسهم في إنتاج بحوث علمية أصيلة تعالج قضايا اجتماعية وتسهم في رقي المجتمع عامة ورفد جهود تنميته وحضارته في كل الجوانب، وقد بلغ عدد كراسي البرنامج 134 كرسياً قدمت 1358 مؤتمراً وورشة عمل، ونجحت في الحصول على 113 جائزة علمية، وتسجيل 92 براءة اختراع، وتوقيع 460 شراكة علمية، ونشر 1194 ورقة بحثية ضمن قاعدة isi، رافعا أسمي آيات الشكر وعظيم الامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لموافقته الكريمة على رعاية المؤتمر. من جانبه، قدم الدكتور سليمان العيد المشرف على كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة أنه منذ أعلن عن المؤتمر تشكلت اللجان اللازمة للمؤتمر كاللجنة العليا للمؤتمر واللجنة التحضيرية واللجنة العلمية واللجنة التنظيمية ولجنة العلاقات العامة، واللجنة العلمية، ولما تم الإعلان عن المؤتمر ووجهت الدعوات للجهات الرسمية المعنية والجامعات السعودية والباحثين تلقت اللجنة العلمية للمؤتمر العديد من طلبات المشاركة سواء من الجهات الرسمية ذات العلاقة بالرقابة والاحتساب أو من الباحثين والمتخصصين، فقد تم إدراج 36 بحثاً وورقة عمل في برنامج المؤتمر الذي يتكون من ست جلسات.