طلبة جامعة الملك خالد يردون على قنوات الشبهات
تجتمع مجموعة من طالبات كلية التربية للمطالبة بتحسين الخدمات والصيانة في كليتهن. في مكان آخر، يجتمع طلبة للتعبير عن اتفاقهم مع ما تطالب به زميلاتهم. قضية واضحة وبسيطة ولا تحتاج إلى مزيد شرح. إصلاح وضع الصيانة والاهتمام بالمرافق الخدمية التي توجد في جامعة ينتمي إليها ما يقارب 60 ألف طالب وطالبة.
قضية مهمة ومسؤولية جهة معلومة يمكن أن تحاسب عليها. ميزانية الجامعة تتجاوز ثلاثة مليارات ريال، هذا يؤكد أن المبالغ مرصودة، وأن هناك سوء إدارة لموارد الجامعة المالية في برامج تشغيل وصيانة المنشآت، خصوصًا المستأجرة منها التي تحتاج إلى عناية أكبر.
الجامعة تتطور وينمو عدد طلبتها بشكل سريع للغاية، وتتبعها فروع في أكثر من ست مدن في منطقة عسير. هذا تحد مهم لإدارة الجامعة وتضاعف الصعوبات التي تواجهها، وهذا شيء طبيعي في بلد مثل المملكة ينمو تعداد سكانها بسرعة فائقة.
إذًا؛ هي مطالبات لا علاقة لها بالسياسة أو أسلوب التعامل بين الدولة والمواطن أو قيادة المرأة للسيارة أو تعيين المرأة في مراكز قيادية، هي مطالبة بتحسين وضع الجامعة ومنشآتها جاءت من بنات منطقة من أكثر مناطق المملكة محافظة والتزامًا، تأتي من قبل طلبة أرادوا أن يوصلوا صوتهم لإدارة جامعتهم أو لوزارة التعليم العالي على أقصى حد .. فماذا حدث؟ تحركت قنوات الفتنة الطائفية التي نعرفها جميعًا، قنوات الشراء المباشر لمقاطع الجوالات والتضخيم لكل ما يأتي من المملكة، هذه القنوات التي جعلت من البحرين ساحة للشهداء، وجعلت سكان البحرين يعيشون في رعب النظام، واشترت بالملايين أي مقاطع مهما كانت بعيدة عن الواقع، القنوات التي تؤلب المواطن ضد دولته في القطيف وفي العوامية.
شاهدتُ ردود فعل هذه القنوات لموضوع صيانة دورات المياه في الكلية، التي تحولت بقدرة قادر إلى مظاهرة ضد النظام. تحول بشكل مفاجئ إلى مسيرات مناهضة لتدخل رجال الأمن وإطلاق النار على ''متظاهرات'' وقتل طالبة. تحول بكل الكذب والدناءة إلى استخدام سلاسل حديدية لضرب الطالبات، ويبدو أن المراسلين اشتاقوا ''للتطبير'' وجلد أنفسهم بالحديد والنار ''فجيروا'' العملية إلى أبها.
هذه القنوات تصدر من دول لا يحق لبناتها الحصول على التعليم سوى في تخصصات محددة، دولة تطالب من يرغب في التعليم الجامعي بصرف كل مدخرات أهله لإكمال شهادة البكالوريوس. دول يعيش فيها المواطن تحت خط الفقر، ومع ذلك يطالبه الولي الفقيه بدفع المال وتخميس أموال قد لا يملكها حتى دول يدخر فيها الأب والأم ويصلون الليل بالنهار لتجميع المال الكافي لدفع رسوم الجامعة. لكن رسوم الجامعة تأتي بعد تخميس هذه المدخرات.
كيف يجرؤ هؤلاء على انتقاد دولة تدفع لأبنائها وبناتها المال لدخول الجامعة؟ مملكة تدفع بأبنائها وبناتها نحو التخصصات المعقدة التي تحتاج إلى بنية أساسية وتكلفة أعلى من خلال زيادة مكافآت المتخصصين في المجالات العلمية، دولة تنفق ما يزيد على مليون ريال لتخريج بعض المتخصصين في مجالات التقنية والطب. دولة تبتعث أكثر من 50 ألفًا من أبنائها وبناتها للخارج بسبب الضغط على المنشآت التعليمية الجامعية. دولة تشترط مستوى معينًا للمنشأة الجامعية، وهم يدرِّسون مناهج الجامعة في مبانٍ لا تحقق اشتراطات المدارس العادية في المملكة. لكن كما يقول إخواننا المصريون ''اللي اختشوا ماتوا''.
أفاق أبناء وبنات جامعة الملك خالد على حقيقة استغلال هؤلاء لمطالباتهم في صيانة المنشآت بتحويلها لخدمة مصالح أجنبية، فقرروا الآتي:
- أنهم لن يكونوا مطية لأحد، فالوطن أهم من كل ما سواه.
- الخلاف لا علاقة له بأي أمر خارج أسوار الحرم الجامعي.
- لن نسمح لأحد بأن يستغلنا ويجرنا لتحقيق مآربه المريضة.
- وبناء عليه قررنا أن جامعتنا هي بيتنا وهؤلاء غرباء علينا. وسنتوقف عن كل شيء ليفهم هؤلاء أننا غير قابلين للاستغلال والتحريض؛ لأننا نعرف الحق ونفرق بينه وبين الباطل.