إنستاجرام بوابة فيسبوك إلى عوالم جديدة

إنستاجرام بوابة فيسبوك إلى عوالم جديدة

هل تتذكرون حين بدا أن من الجنون أن يدفع جوجل 1.65 مليار دولار مقابل الحصول على يوتيوب؟ يعود الفضل للارتفاع الذي لا يصدق في مستوى هذا الموقع، وهو موقع فيديو مبتدئ يوظف 65 موظفاً فقط، إلى كونه استطاع بالفعل تجميع 20 مليون مستخدم خلال أقل من عامين – على الرغم من أنه لم يظهر على صعيد العوائد ما يبدي ذلك.
لكن إذا دخل المرء على إنستاجرام، فإن أعداد تطبيقات مشاركة الصور تثير التعجب أكثر مما أثاره يوتيوب حين كان في المرحلة ذاتها. فبوجود 13 موظفا فقط، استقطب أكثر من 30 مليون عضو خلال أشهره الـ 18 الأولى.
قد يكون خط العوائد ما زال صفراً كبيراً، لكن ذلك لم يمنع فيسبوك من دفع مليار دولار هذا الأسبوع لضمان الحصول على موقع يتمتع بتموضع رئيسي على شاشات الهواتف الجوالة في كل مكان. وإذا مثلث صفقة يوتيوب إزهاراً مبكراً لما تم الاعتياد على تسميته بالمحتوى الذي يولده المستخدم على الشبكة، فإن الاستحواذ على إنستاجرام يبشر بموجة جديدة أخرى.
لقد مضى أقل من أربع سنوات على تحرك أبل في هذا العالم الجديد، وذلك بإطلاقها متجر التطبيقاتApp Store. وما نتج عن ذلك من اقتصاد التطبيقات تم تعويمه على مد من رأس المال المغامر. لكن استحواذات على شاكلة إنستاجرام تشير إلى أن ثمة شيئا آتيا. ففي صفقة كانت بحد ذاتها أكثر إثارة للتعجب، دفعت شركة الألعاب الاجتماعية زينجا Zynga في الشهر الماضي نحو 200 مليون دولار لشراء شركة مبتدئة تقف خلف لعبة بسيطة تسمى Draw Something أطلقت قبل سبعة أسابيع فقط، واجتذبت بالفعل أكثر من 35 مليون مستخدم.
وباعت أبل نحو 80 مليون جهاز آيفون وآيباد في الوقت الذي أطلقت فيه إنستاجرام - زاد ذلك الرقم منذ ذلك الحين إلى 230 مليون جهاز، كما حصل ارتفاع كبير في عدد الأجهزة التي تستخدم برمجية أندرويد الخاصة بجوجل. وإذا أضفت آثار الشبكة الاجتماعية التي يعتمد عليها كثير من الخدمات الجديدة، فإن ذلك يشكل تربة خصبة لظاهرة التطبيقات على شاكلة إنستاجرام.
إن سرعة بروز هذه التطبيقات، وبساطة تجربتها، تجعل من السهل عدم اعتبار هذه الجهود مجرد جواهر صغيرة، وسريعة الزوال. ومع ذلك، فإن إنستاجرام تشكل رزمة. وبصفتها بديلاً لاستيراد المستخدمين لمن يتصلون بهم على فيسبوك، فإن بإمكانهم التأسيس السريع لشبكة جديدة من الأشخاص كي يشاركوهم الصور - بشيء ما يعكس رغبة متزايدة من جانب المستخدمين لتقاذف شبكات مختلفة بدلاً من تصدير خبرة فيسبوك منفردة، ومتجانسة لكل خدمة جديدة على الشبكة.
ويعود الفضل كذلك إلى الاتصال العاطفي القوي الذي يأتي من التصفح ضمن نطاق صور الأصدقاء، بحيث تدعي إنستاجرام أنها اجتذبت مقداراً مذهلاً من اهتمام المستخدمين.
أما كيفية تحقيق ربح من ذلك، فسوف تكون قضية كبرى. وفي السابق كان الإعلان على الهواتف الجوالة بطيئاً للغاية في إقلاعه، ولكن لدى خدمات الصور المركزية قبولاً واضحاً للعلامات التجارية التي تريد إيجاد اتصال عاطفي مع المستخدمين. وشأنها في ذلك شأن موقع ''العلاج'' Pinterest، فإن إنستاجرام بوابة أولى واضحة لدعوة مالكي العلامات التجارية الذين يسعون إلى تجارب صيغ الإعلان المستقبلي التي سوف تمزج الرسائل التجارية مع المحتوى الخاص بالمستخدمين.
فما الذي تقوله هذه الصفقة ذات المليار دولار عن فيسبوك؟ لقد أظهر فيسبوك على الدوام شعوراً كبيراً من جنون العظمة - وهذا ليس بالأمر السيئ في ظل انخفاض حواجز دخول هذه الصناعة - كما أنه استخدم استحواذات أخرى في الماضي للمضي نحو صيغ جديدة من سلوك الشبكة.
وشراء إنستاجرام اعتراف بأنه بينما يتم استخدام تطبيق الشبكة الخاص بها من جانب مئات الملايين من الناس، فإن فيسبوك لم يؤسس وفي ذهن القائمين عليه الهواتف الجوالة. ولا يمكن لخدمة شبكة معقدة، ومزدحمة للغاية، أن تأمل المنافسة مع موقع تطبيقات يتمتع بالبساطة، والخفة، مثل إنستاجرام.
إن ذلك يفسر أيضاً لماذا يكون كثير من مستخدمي إنستاجرام غير سعداء باستحواذ من قبل فيسبوك، وكذلك لماذا اختار مارك زوكربيرغ تحدياً إدارياً بهذه الضخامة. إن الوصول إلى ما يتجاوز فيسبوك في عالم التطبيقات يتطلب تصرفاً توازنياً: الحفاظ على نهج تطبيق إنستاجرام المركزي وصورة اجتماعية بديلة لاستخدام مصطلح عمل فيسبوك نفسه على انتشاره، بينما يستخدم كذلك التطبيق لتوسيع شبكته الخاصة به إلى مناطق خارجية.
بهذا الاستحواذ، اضطر زوكربيرغ إلى الاعتراف بأن فيسبوك ليس لديه مدى الوصول كما يرغب فيه في عالم تطبيقات الهواتف الجوالة. وذكر فيما كتبه على صفحته على فيسبوك، هذا الأسبوع ''لا نخطط للقيام بمزيد من هذا الأمر، هذا إذا قمنا بشيء منه في الأساس''. وحملة الأسهم في شركته التي سوف تصبح شركة عامة في القريب، يأملون في أن يكون على صواب.

الأكثر قراءة