مجلة «القافلة» والبيئة

علاقتي بمجلة ''القافلة'' الصادرة عن أرامكو قديمة جدا، تعود إلى أيام الطفولة. كان شقيقي الأكبر محمد يقتنيها، وكنت أتطفل عليها، وأحاول فك رموز ولوغارتمات موضوعاتها التي كانت عصية على فهم طفل في التاسعة أو العاشرة. هذه العلاقة كانت تعززها معارض أرامكو التي تجول المناطق، ولا تزال ذكرى مشاهدة السينما عالقة في ذهن طفل السابعة، إذ تم احتلال قاعة الفصل الخاص بنا، وتعتيم النوافذ استعدادا للفيلم الذي جلبته أرامكو للعرض في المدرسة. كانت السينما حينها قفزة، خاصة أن التلفزيون في مدينتي لم يصل إلا في 1979.
صور تداعت في ذهني حاملة حنينا جميلا، وأنا أتصفح عدد كانون الثاني (يناير) من مجلة ''القافلة''. أعوام طويلة مرت من عمر المجلة، بعضها أعيه جيدا لأنني كنت جزءا منه.
لفت انتباهي في عدد كانون الثاني (يناير) سلسلة موضوعات بينها موضوع ''إعادة استخدام النفايات لإنتاج مواد نافعة''. الموضوع يأتي ليعزز صداقة البيئة، ويخفف من حدة الجور الذي تتعرض له في مجتمعاتنا. وأجد أن تصدي المجلة لمثل هذه الموضوعات والإلحاح عليها، يسد نقصا مهما فيما يخص الأفكار المميزة الخاصة بالبيئة بشكل عام.
نحن في السعودية وفي الخليج نحتاج إلى أن نعيد تقييم علاقتنا مع البيئة بشكل عام، وأن نوجد الحلول التي تحاول قدر الإمكان إيقاف إنهاكها بالملوثات والنفايات غير القابلة للمعالجة.
وفي المقابل كان هناك جور آخر تمثل في عمليات الردم المتتالية للبحر، الأمر الذي مثّل إنهاكا للبيئة البحرية مثلما حصل لنبات المانجروف في خليج تاروت وسواها من المناطق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي