«أفضل بيئة عمل 2011».. أصداء ووقائع
بلغ حجم المشاركة والاهتمام من القطاعين العام والخاص دون استثناء لتحسين بيئة العمل أعلى المستويات هذا العام. وما أثلج قلبي الجديّة التي أبدتها معظم المنشآت – ليس فقط من باب الحرص على الفوز في هذه المسابقة القيمّة فحسب، ولكن من باب الإقرار بأهمية وجود بيئة عمل محفزة في خضم الأزمات العالمية والحاجة الملّحة إلى استقطاب واستبقاء الكفاءات فيما يسمى بالحرب من أجل المواهب أو War for Talent.
مثالا على ذلك نرى منشآت عدة من التي دخلت القائمة منذ سنوات وهي تواصل التحدي وإن ارتقت إلى المراتب الأولى، فإنها لا تقف عند هذا الحد، بل تواصل المشاركة من أجل الحصول على مقارنة مرجعية واقعية وحديثة للوضع الراهن والتنافسي للمؤسسة.
ذلك، إضافة إلى المنشآت التي تواصل أخذ التقارير والمقارنات المرجعية بجديّة من أجل تحسين بيئة العمل والأنظمة المتوافرة أسوةً بممارسات المنشآت الرائدة عالمياً التي تبحث عن فرص التحسن توازياً مع تحسين الرؤية العامة وسمعة المنشأة.
هذا المستوى من الوعي والنضج يرتقي في الفكر المؤسسي للمنشآت في المملكة إلى مستويات تنافس فيها أفضل بيئات العمل العالمية. ومن القطاعات اللافتة للنظر في مستوى النضج (إضافة إلى بعض الشركات العالمية المشاركة) نجد قطاع المنتجات البتروكيماوية والمال والمصارف من أكثرها تطوراً وتمرّساً في الممارسات العالمية.
من الأمور الأخرى التي استوقفتني تشجيع المرأة السعودية على الدخول في ميدان العمل كنّد للرجل وسند نظراً لإنتاجيتها المشهودة والقيمة المضافة لها في سوق العمل. ومن هذا المنطلق نجد معظم المنشآت الخاصة في معظم القطاعات تحاول جاهدةً الحصول على دعم القطاع العام والمؤسسات المختصة من أجل توفير مساحة العمل والفرص المناسبة للمرأة العاملة السعودية.
ومن اللافت للنظر في نتائج الاستبيان الرضا الوظيفي، إذ تبيّن أن الموظفين الذين يعرفون رؤية ورسالة وقيم وأهداف المنشأة تصل نسبتهم إلى 85 في المائة من المشاركين كافة في المسابقة، وهو مؤشر إيجابي يظهر مدى اهتمام المنشآت حديثاً بنقل مفهوم الرؤية والرسالة إلى موظفيها وجعل أهداف الموظفين تصب نحو الاستراتيجية العامة للمنشآت والمساهمة في تحقيق رؤيتهم المستقبلية. وما يساعد على تحقيق أعلاه ما أبداه الموظفون من رضا عن شرح المديرين لأهداف الشركة بما يمثل 73 في المائة من الموظفين.
لكن حين سئل الموظفون عمّا إذا كانت الترقيات في المنشأة تتم بناءً على إجراءات عادلة وثابتة لتقييم الأداء الوظيفي، أجاب فقط 57 في المائة بالإيجاب (ما بين موافق وموافق بشدة). وهذه النسبة تعد ضئيلة في ميزان بيئات العمل المثالية، خاصةً أن من أهم مقوّمات بيئات العمل المتميزة إحساس الموظف بعدالة المنشأة والأنظمة والأشخاص فيها. لذا على معظم المنشآت في المملكة العمل على إما تطوير أنظمة تقويم الأداء التي لديها أو تغيير نظرة الموظف بهذا الشأن.
كذلك الشعور بالرضا عن البدلات الرئيسة يبدو منخفضاً نسبياً (مثل بدل السكن والمواصلات) حيث وصلت نسبة رضا الموظفين 58 في المائة، خاصة إذا قارناه بمستوى الرضا الجيد (70 في المائة) للمزايا الوظيفية (مثل التأمين الطبي والإجازات السنوية...)، ما يدعو إلى مراجعة تقسيم المزايا الوظيفية وابتكار حوافز جديدة عوضا عن الاتكال فقط على زيادة الرواتب.